دور الحضانة في الحرمين

مكيون
مكيون

الأحد - 21 فبراير 2016

Sun - 21 Feb 2016

اختص الله سبحانه وتعالى أهل مكة بخصوصيات كثيرة، منها أنهم إذا وجدوا في أنفسهم ضيقا أو هما ذهبوا إلى الحرم، يطوفون بالبيت العتيق ويشربون من ماء زمزم ويصلون جماعة، فيبدل الله سبحانه وتعالى همهم وضيقهم انشراحا وفرحا، وقد عودت نفسي على ذلك، والحمد لله أولا وأخيرا.

وقبل أيام وفي إحدى الصلوات المفروضة سمعت ضجيجا وبكاء للأطفال، وبعد خروجي من الحرم المكي الشريف تذكرت تلك المقالة التي كتبتها منذ أمد بعيد عن إنشاء دار خاصة لأطفال الزوار والمعتمرين، وها أنا اليوم أسأل كغيري: ماذا تم بشأن تلك الدار؟ وأين وصلت تلك الفكرة التي نوقشت مرات عدة على مستوى المجالس؟ وإن لم يتم شيء فينبغي على الإخوة المسؤولين المعنيين بحث هذا الموضوع بطريقة جدية، وخاصة مع فضلاء مكة ذوي الخبرة الذين يعرفون مواقع جيدة قرب الحرم المكي الشريف. ولا شك أن من وفقه الله للخير سيمد يده للمشروع، سواء بقطعة أرض أو عمارة يوقفها لهذا العمل المبارك إن شاء الله تعالى.

إن إنشاء تلك الدار سوف يخفف كثيرا من المعاناة التي يعانيها مرتادو بيت الله العتيق. وبحول الله سيجدون مكانا آمنا مطمئنا لأطفالهم، ويتفرغون للصلاة والطواف والسعي والعبادة بذهن صاف وراحة بال كاملة.

وإن كان لي من رأي متواضع في هذا الموضوع فهو أن تكون تلك الدار قرب مواقف السيارات، وذلك تسهيلا للمواطنين والمعتمرين من ناحية الركوب والنزول.

أقول إن الذي أثلج صدري أن باحثة سعودية طرحت مشروعا لإنشاء دور حضانة ملحقة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، لخدمة الأسر الزائرة من ضيوف الرحمن لهذه الأماكن لأداء مناسك الحج والعمرة ورعاية صغارهم في فترة وجودهم بها. وأكدت الباحثة الدكتورة عفاف بن علي مجاهد عضو هيئة تدريس تخصص تربية طفل بجامعة القصيم في مشروعها الذي قدمته لـ «ملتقى أبحاث الحج والعمرة 11» أخيرا أن نحو 74 % ممن شملهم بحث المشروع أيدوا فكرة وجود هذه الدور خلال فترات الحج ومواسم العمرة.

ولا يخفى أن مثل هذا التوجه يجد اهتماما خاصا من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة، ولسموه الكريم أياد بيضاء في مثل هذه الأعمال التي لها فوائد عظيمة للمواطنين عامة وللحجاج والمعتمرين والزوار خاصة. والله من وراء القصد. وهو ولي التوفيق.