وضع أستاذ الدراسات العليا الدكتور إبراهيم البعول قصة «أيام» للقاص المكي صلاح القرشي على طاولة النقد ووجهنا لمناهج متعددة تساعد على تأويله، فاختلفت آراء طالبات الدراسات العليا في نقدها وقراءتها بحسب المنهج الذي استعملته كل واحدة في نقدها، هنا محاولة بسيطة لقراءتها:
قصة أيام للقاص صلاح القرشي من القصص القصيرة التي تكثف رؤيتها للحدث من زاوية ضيقة واحدة فتعالج رسالتها على سارد واحد.
القصة مكثفة من حيث اعتمادها على شخصية واحدة رئيسة وهو «البطل» والذي لم يذكر له اسما، ربما رغبة في تجهيله ليتشاكل مع الواقع المحصور الذي يريد البطل نفسه أن يتجاهله، لذا عاد بذاكرته للوراء.
العتبة الأولى
النص يعتمد على لغة ممزوجة بين المباشرة والشعرية فهو يراوح بينهما في مواطن مختلفة حسب سياق الحدث وآلياته في توظيف رؤيته.
يبدأ القاص نصه بحوار مباشر بين البطل - الزوج، والمرأة - الزوجة.
الحوار تظهر عليه ملامح الحياة الجافة، إذ يبدأ بطلبية أمرية ناهية (لا توقظيني) كما لا يوجد أي لغة للحياة العاطفية بينهما بدلالة تغييب اسمها، فليس لها اسم أو كنية أو وجود سوى في تلك اللحظة الموقته والتي ينتهي دورها بانتهاء جملتها:
(هم في السيارة)
جملة مقتضبة جافة محصورة فيما طلب منها.
هذه العتبة الأولى في نص القرشي يردفها بتقسيم النص إلى مشهدين الأول يبدأ بفعل مضارع «يخرج» مع توالي الجمل الوصفية لهذا الخروج، فهو خروج متعب يتبرم منه رغم محبته لهذا المشوار اليومي والمفارقة هنا بين التبرم والمحبة يبررها لاحقا في استدعائه لذكريات الشباب.
يخرج البطل بطبيعته حيث لا يتكلف في ملابسه أو يفكر بشرب قهوة إنما يستيقظ ويذهب بثوب نومه، يشغل الراديو على البرنامج الثاني ليسمع فيروز (أنا عندي حنين ما بعرف لمين).
تساؤلات مفتوحة
يقابل هذا المشهد مشهد آخر يخالفه تماما من حيث الزمن والطريقة، فالمشهد الأول يرتكز على وصف آني لحال البطل، فيما ينقلنا المشهد الآخر بتكنيك الفلاش باك إلى عالم الذكريات القديمة التي عاشها، فهو شاب يستيقظ مبكرا، يركب سيارته بحب يختار مكانا أمام منزل فتاة تدرس في الثانوية، ولا يكتفي بالوقوف أمام منزلها، بل يلاحقها بسيارته حتى تنزل إلى مدرستها.
هنا في كلا المشهدين تبرز تساؤلات تركها القاص مفتوحة لتوقعات القارئ، من هي هذه الفتاة؟ وهل أصبحت هي زوجته التي كانت في أول النص تحدثه باقتضاب؟ لو كانت محبوبته التي يراقبها زوجته فلماذا تحول الحب إلى حياة رتيبة!
كيف انتهى هذا الحب؟
هذه التساؤلات لا يجد القارئ لها جوابا في النص كل ما هناك أنه حاول أن يختم نصه بتركيز شديد ربما لا يربك قارئه بقدر ما يحاول أن يترك له رسالة شبه مفتوحة لنهاية هو يصنعها من خلال تأويله وربطه بين المشهدين، الحاضر/ الماضي.
ماهي الرسالة الختامية للنص وما علاقتها بـ»أيام» العنوان الذي اختاره؟
البطل المجهول المسمى والذي خرج بثوبه وأعادته فيروز إلى أيام الحب ها هي الأيام ربما تقول له: الحياة تدور وتستمر بكل تجلياتها عبرك وعبر غيرك، فلا تتجاهل جمالها:
ابنته تنزل وهناك سيارة حمراء تمر من أمامهم...
تنكير العنوان
القاص صلاح القرشي تعمد أن ينكر عنوانه ليتوافق مع سياق التجهيل الذي اعتمد عليه كثيمة منذ أن غيب الأسماء جميعا، فالنص لا يحتوي على أي اسم سوى فيروز، وفي ذلك رمزية بأن الموسيقى والغناء والفن لا يمكن تجهيلها وتغييبها حتى وإن غبنا عن أنفسنا أو غيبتنا التزاماتنا الاجتماعية وعاداتنا اليومية.
كما أن اعتماد القرشي على الوصف واللون كان من أبرز تكنيكات السرد لديه، فهي تستند إلى رؤيته، واختياره لثوب النوم المخطط له معطيات خاصة فهو رجل يعيش بلا تخطيط.
نجد اللون الأزرق والأحمر في سياقات تخدم تصوراته وتقوي جماليات سرده.
قصة أيام للقاص صلاح القرشي من القصص القصيرة التي تكثف رؤيتها للحدث من زاوية ضيقة واحدة فتعالج رسالتها على سارد واحد.
القصة مكثفة من حيث اعتمادها على شخصية واحدة رئيسة وهو «البطل» والذي لم يذكر له اسما، ربما رغبة في تجهيله ليتشاكل مع الواقع المحصور الذي يريد البطل نفسه أن يتجاهله، لذا عاد بذاكرته للوراء.
العتبة الأولى
النص يعتمد على لغة ممزوجة بين المباشرة والشعرية فهو يراوح بينهما في مواطن مختلفة حسب سياق الحدث وآلياته في توظيف رؤيته.
يبدأ القاص نصه بحوار مباشر بين البطل - الزوج، والمرأة - الزوجة.
الحوار تظهر عليه ملامح الحياة الجافة، إذ يبدأ بطلبية أمرية ناهية (لا توقظيني) كما لا يوجد أي لغة للحياة العاطفية بينهما بدلالة تغييب اسمها، فليس لها اسم أو كنية أو وجود سوى في تلك اللحظة الموقته والتي ينتهي دورها بانتهاء جملتها:
(هم في السيارة)
جملة مقتضبة جافة محصورة فيما طلب منها.
هذه العتبة الأولى في نص القرشي يردفها بتقسيم النص إلى مشهدين الأول يبدأ بفعل مضارع «يخرج» مع توالي الجمل الوصفية لهذا الخروج، فهو خروج متعب يتبرم منه رغم محبته لهذا المشوار اليومي والمفارقة هنا بين التبرم والمحبة يبررها لاحقا في استدعائه لذكريات الشباب.
يخرج البطل بطبيعته حيث لا يتكلف في ملابسه أو يفكر بشرب قهوة إنما يستيقظ ويذهب بثوب نومه، يشغل الراديو على البرنامج الثاني ليسمع فيروز (أنا عندي حنين ما بعرف لمين).
تساؤلات مفتوحة
يقابل هذا المشهد مشهد آخر يخالفه تماما من حيث الزمن والطريقة، فالمشهد الأول يرتكز على وصف آني لحال البطل، فيما ينقلنا المشهد الآخر بتكنيك الفلاش باك إلى عالم الذكريات القديمة التي عاشها، فهو شاب يستيقظ مبكرا، يركب سيارته بحب يختار مكانا أمام منزل فتاة تدرس في الثانوية، ولا يكتفي بالوقوف أمام منزلها، بل يلاحقها بسيارته حتى تنزل إلى مدرستها.
هنا في كلا المشهدين تبرز تساؤلات تركها القاص مفتوحة لتوقعات القارئ، من هي هذه الفتاة؟ وهل أصبحت هي زوجته التي كانت في أول النص تحدثه باقتضاب؟ لو كانت محبوبته التي يراقبها زوجته فلماذا تحول الحب إلى حياة رتيبة!
كيف انتهى هذا الحب؟
هذه التساؤلات لا يجد القارئ لها جوابا في النص كل ما هناك أنه حاول أن يختم نصه بتركيز شديد ربما لا يربك قارئه بقدر ما يحاول أن يترك له رسالة شبه مفتوحة لنهاية هو يصنعها من خلال تأويله وربطه بين المشهدين، الحاضر/ الماضي.
ماهي الرسالة الختامية للنص وما علاقتها بـ»أيام» العنوان الذي اختاره؟
البطل المجهول المسمى والذي خرج بثوبه وأعادته فيروز إلى أيام الحب ها هي الأيام ربما تقول له: الحياة تدور وتستمر بكل تجلياتها عبرك وعبر غيرك، فلا تتجاهل جمالها:
ابنته تنزل وهناك سيارة حمراء تمر من أمامهم...
تنكير العنوان
القاص صلاح القرشي تعمد أن ينكر عنوانه ليتوافق مع سياق التجهيل الذي اعتمد عليه كثيمة منذ أن غيب الأسماء جميعا، فالنص لا يحتوي على أي اسم سوى فيروز، وفي ذلك رمزية بأن الموسيقى والغناء والفن لا يمكن تجهيلها وتغييبها حتى وإن غبنا عن أنفسنا أو غيبتنا التزاماتنا الاجتماعية وعاداتنا اليومية.
كما أن اعتماد القرشي على الوصف واللون كان من أبرز تكنيكات السرد لديه، فهي تستند إلى رؤيته، واختياره لثوب النوم المخطط له معطيات خاصة فهو رجل يعيش بلا تخطيط.
نجد اللون الأزرق والأحمر في سياقات تخدم تصوراته وتقوي جماليات سرده.