الأمن الفكري لمناهج التطرّف!
بعد النسيان
بعد النسيان
الجمعة - 19 فبراير 2016
Fri - 19 Feb 2016
ليس غريبا أن ينبري إمام وخطيب مسجد كبير للدفاع عن المناهج الدراسية، وتبرئتها من إعداد القنابل الموقوتة، والأحزمة الناسفة، من فلذات أكبادنا، التي لم تعد تطيق صبرا حتى تلتحق بجنود الخليفة (أبو الساعة اللماعة) في سوريا أو العراق، فالحور العين تفتح لهم أحضانها في مساجدنا!
ليس غريبا، لأن ذلك الخطيب نشأ وترعرع وشبَّ وشاب على الفكر (الإخواني) منذ وضعت الجماعة تلك (المناهج) الخفية!
وليس غريبا أن يوافقه فقهاء أجلّاء، ويرددوا بحسن نية: أن الغالبية العظمى من طلابنا لم تتورط في التشدد أو الإرهاب؛ بل على العكس فإن كثيرا من الفئة الضالة لم يكملوا تعليمهم في مدارسنا الرسمية!
إنهم لا يفرقون بين المناهج والمقررات! ولا يعون أن المناهج تشمل أركان التعليم الأربعة: الإدارة والمعلم والطالب والمقرر، وهدم ركنٍ واحد يقوِض المفهوم كله فكيف بالتغاضي عن (3) أركان جهلا أو تجاهلا؟ ولا يدركون أن خطورة التعليم المختطف ـ باعتراف الدولة نفسها ـ ليس في تسويق الثمرة؛ بل في رعاية الشجرة التي ما تزال باقية وتتمدد! ولا يمكن أن تنمو الشجرة ما لم تكن التربة خصبة والمياه متوفرة، وهو ما تتيحه (مناهج) التعليم في بلادنا، ليس منذ خمسين عاما فقط؛ بل منذ وجود المدارس النظامية؛ نسبة إلى الوزير السلجوقي المعروف بـ(نظام) الملك (المتوفى1190م)، حيث تقوم تلك (الخلايا) على تكفير الفرق الإسلامية الأخرى، غير فرقة (ناجي عطا الله)! وتحرِّم العقل، والفلسفة، وعلوم الدنيا كالرياضيات والكيمياء، والمهن الحرفية والتجارية؛ بناء على العبارة (البشرية) التي تقول: (العلم ما قال الله ما قال رسوله)! وقد كشفنا عوارها أكثر من مرة وقلنا: إنها تعني أن نتعامل مع القرآن العظيم كأي علم بشري يخضع للنقد والتطوير والتغيير؛ بينما هو وحيٌ (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)!
ولكن الغريب الغراب أن يتبنى هذا الفكر ويردد قناعاته الساذجة مسؤول بقامة الدكتور/ عبدالرحمن الهدلق ـ مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية ـ في تصريحه لوسائل الإعلام الخميس الفارط!
والتاريخ يسلم عليه ويشهد بين يديه: بأنه منذ (نظام الملك) لا تخرِّج هذه (المناهج) غير ثلاثة أصناف: الحشاشون (الدواعش)، والدراويش، و... رجال الدولة!
[email protected]
ليس غريبا، لأن ذلك الخطيب نشأ وترعرع وشبَّ وشاب على الفكر (الإخواني) منذ وضعت الجماعة تلك (المناهج) الخفية!
وليس غريبا أن يوافقه فقهاء أجلّاء، ويرددوا بحسن نية: أن الغالبية العظمى من طلابنا لم تتورط في التشدد أو الإرهاب؛ بل على العكس فإن كثيرا من الفئة الضالة لم يكملوا تعليمهم في مدارسنا الرسمية!
إنهم لا يفرقون بين المناهج والمقررات! ولا يعون أن المناهج تشمل أركان التعليم الأربعة: الإدارة والمعلم والطالب والمقرر، وهدم ركنٍ واحد يقوِض المفهوم كله فكيف بالتغاضي عن (3) أركان جهلا أو تجاهلا؟ ولا يدركون أن خطورة التعليم المختطف ـ باعتراف الدولة نفسها ـ ليس في تسويق الثمرة؛ بل في رعاية الشجرة التي ما تزال باقية وتتمدد! ولا يمكن أن تنمو الشجرة ما لم تكن التربة خصبة والمياه متوفرة، وهو ما تتيحه (مناهج) التعليم في بلادنا، ليس منذ خمسين عاما فقط؛ بل منذ وجود المدارس النظامية؛ نسبة إلى الوزير السلجوقي المعروف بـ(نظام) الملك (المتوفى1190م)، حيث تقوم تلك (الخلايا) على تكفير الفرق الإسلامية الأخرى، غير فرقة (ناجي عطا الله)! وتحرِّم العقل، والفلسفة، وعلوم الدنيا كالرياضيات والكيمياء، والمهن الحرفية والتجارية؛ بناء على العبارة (البشرية) التي تقول: (العلم ما قال الله ما قال رسوله)! وقد كشفنا عوارها أكثر من مرة وقلنا: إنها تعني أن نتعامل مع القرآن العظيم كأي علم بشري يخضع للنقد والتطوير والتغيير؛ بينما هو وحيٌ (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)!
ولكن الغريب الغراب أن يتبنى هذا الفكر ويردد قناعاته الساذجة مسؤول بقامة الدكتور/ عبدالرحمن الهدلق ـ مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية ـ في تصريحه لوسائل الإعلام الخميس الفارط!
والتاريخ يسلم عليه ويشهد بين يديه: بأنه منذ (نظام الملك) لا تخرِّج هذه (المناهج) غير ثلاثة أصناف: الحشاشون (الدواعش)، والدراويش، و... رجال الدولة!
[email protected]