الخليجيون يعدون لإعلام يوازي قوتهم السياسية

الخميس - 18 فبراير 2016

Thu - 18 Feb 2016

«إحساسنا بأن إعلامنا ضعيف هو الذي يدفعنا لعمل التغيير في أسرع وقت ممكن وأقصر مدة متاحة»، عبارة اختصر من خلالها وزير الإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي واقع الإعلام الخليجي الحالي عقب لقائه نظراءه بدول مجلس التعاون في اجتماع استثنائي شهدته قاعدة الملك سلمان في الرياض أمس.

وكان واضحا من خلال تعليقات وردود الطريفي أن السياسة الإعلامية الحالية تحتاج إلى مزيد من المراجعة والغربلة والتطوير، وخصوصا في ظل التحديات الكثيرة التي تواجهها الدول الست، والمهددات الإقليمية في المنطقة.

فضح الوحشية

واحتل الموضوع اليمني والتغطية الإعلامية الخليجية له نصيب الأسد من نقاشات وزراء الإعلام الخليجيين، حيث حملوا في بيان صادر عن ختام اجتماعهم وسائل إعلام دول المجلس مسؤولية فضح ممارسات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، فيما لم يفتهم التنديد بجميع الانتهاكات التي يقودها الحوثيون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، ومهاجمتهم للحدود السعودية بالقذائف والصواريخ الباليستية، والهجمات ضد المدنيين والمناطق السكنية، واستهداف المناطق المحرمة، واستخدام الألغام، والحصار المفروض على تعز، والتعطيل المتعمد للإغاثات الإنسانية، واعتبروا أن الأخيرة هي بمثابة «جريمة حرب».

ولم يخف الطريفي أن النقاشات التي جرت مع نظرائه الخليجيين تطرقت لبعض الملاحظات على أداء بعض المؤسسات الحكومية الإعلامية الخليجية، فيما جرى نقاش مفتوح حول آليات تطوير عمل الأمانة العامة بالتعاون مع وزراء الإعلام، آملا أن يرى كل ذلك النور قريبا.

خطط تكاملية

وتطرق البيان الذي تلاه أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى حتمية تنفيذ خطط تكاملية مشتركة لجعل الإعلام الخليجي مساندا رئيسا للعمل السياسي بشكل عام في ظل التطورات المتسارعة الإقليمية، إضافة إلى تعميق وتجسير الهوية الخليجية، وتدعيم روابط المجتمع الخليجي، وتعزيز أمنه واستقراره وسلامته.

ويبدو أن الخطاب الإعلامي الخليجي، وفقا لما خرج عن الاجتماع، مقبل على الانتقال من مرحلة رد الفعل إلى المبادرة، طبقا لما ورد على لسان الطريفي الذي قال إن الخطة التي يعملون عليها كوزراء تستهدف استلام دول الخليج زمام المبادرة في الملفات الإعلامية، لا أن تكون ردة فعل فقط.

مخاطبة الآخر

وأفصح الطريفي عن توجه لاستحداث مكاتب تابعة لأمانة مجلس التعاون الخليجي في بعض الدول الأجنبية، ومع دول لا توجد لديها رؤية واضحة حول مواقف دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن تطوير لغة البيانات الختامية الصادرة عن اجتماعات القادة، وألا تكون محصورة على اللغة العربية، وأن تتجاوز ذلك لتكون بلغات عدة.

الاستحواذ الأجنبي

وفي رده على سؤال حول ما أثير حول نية الاستحواذ على بعض المؤسسات الإعلامية الأجنبية الكبرى لإيصال الرسالة السياسية السعودية، نفى الطريفي هذا الأمر، وقال «لا نية لدينا للاستحواذ لأجل تغيير الرأي العام. والتغيير سيكون من قبل السعوديين أنفسهم. ونحن نسعى لاستثمار الإعلام السعودي، فلدينا خطط لتطوير وكالة الأنباء السعودية التي تبث الآن بـ6 لغات، لتكون بـ10 لغات قبل نهاية العام. ونطمح لأن تكون بـ20 لغة العام المقبل»، وبين أنه ستكون هناك مواقع إضافية تقدم الترجمة الفورية لجعل الصوت السعودي مسموعا في الخارج، فضلا عن وجود توجه لتحويل قناة الإخبارية إلى مؤسسة قادرة على أن تكون ناطقة بـ3 لغات إلى جانب العربية، وهي الإنجليزية والفارسية والأوردو، مبينا أن كل ذلك سيكون عبر الاستثمار في الشباب والشابات السعوديين، والاستفادة كذلك من المبتعثين.

رسائل موجهة

وأقر وزير الإعلام السعودي بأن هناك مراكز تسعى لبث الرسائل السلبية الموجهة لدول مجلس التعاون، ومحاولة زرع الفتنة الطائفية، ومن بينها ما كشف عنه أخيرا في النجف وغير ذلك من المراكز الموجودة، ليس فقط في الدول العربية، بل في بعض دول الإقليم كذلك، لافتا إلى أن هناك عملا خلال الأسابيع المقبلة لإيجاد آليات للرد والتصدي لمثل ذلك الخطاب، ومجابهة الحملات الممنهجة من قبل الخصوم والأعداء والدول التي لا تشترك في الرأي مع تقاليد الخليج.

صحفي عراقي: أنقذونا من الاحتلال الإيراني

دعا صحفي عراقي كان من بين حضور المؤتمر الصحفي الذي عقد في الرياض أمس وزير الإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي لإنقاذ بلاده من الاحتلال الإيراني. وقال رئيس تحرير شبكة الأخبار العراقية ضياء الكواز إن هناك 49 قناة و120 موقعا الكترونيا وإذاعات أخرى تصرف عليها إيران مبالغ كبيرة لإنجاح الإعلام الإيراني في العراق. وأضاف «لم نكد لنتخلص من الاحتلال الأمريكي ليأتي الاحتلال الإيراني ويضغط على بلدنا».

الطريفي، وفي سياق رده على الكواز، قال إن «الحاجة ماسة وملحة اليوم لكشف زيف النظام الإيراني وأعماله الإجرامية ومحاولة تفكيك دول عربية وغير عربية»، معتبرا أن ذلك جزء من العمل العربي المشترك، وأن السعودية ودول الخليج مهتمة بفضح هذه الانتهاكات. وتعهد الطريفي بأنه لن يكون لإيران موطئ قدم في المنطقة العربية إلا إذا رجحت مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتوقف عن دعم الإرهاب والميليشيات الطائفية.

قال الطريفي عن:

الحملات الممنهجة ضد السعودية والخليج


«تدار من مراكز في دول عربية وإقليمية، وتستهدف إثارة الفتنة الطائفية. ونعمل على آليات للرد عليها».

الاستحواذ على مؤسسات إعلامية أجنبية

«لا نسعى لذلك، وسنستثمر في الشباب السعودي لإيصال صوتنا للرأي العام عبر عدد من الخطط التطويرية».

آلية المواجهة المستقبلية

«نسعى لأن نتولى زمام المبادرة، وألا نكون ردة فعل فقط».