أمير مكة.. أمير الثقافة والشباب

مكيون
مكيون

الأربعاء - 17 فبراير 2016

Wed - 17 Feb 2016

الشباب في أي مجتمع هم عموده الفقري وقلبه النابض والدم الذي يجري في عروقه.. فما يمتلكه الشباب من الطاقة والحيوية والقدرة على العطاء والبناء جديرة بأن توجه الوجهة الصحيحة لاستغلالها في تشييد صرح التنمية وتحقيق المجد للأمة.

وقد أدرك الأمير الرائد للشباب، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل هذه المقومات الفريدة للشباب فجعلهم هاجسه الأول - ومنذ شبابه - فعمل كل ما في وسعه لرسم مستقبل زاهر لهم ليس فقط بأساليب الحوار المكثف والمواجهة الصريحة ولسنوات متعددة في ملتقيات خاصة وفي الجامعات، بل من خلال برامج ثقافية تربوية متنوعة.

فقد أوضح سموه ذلك خلال تدشينه ورشة العمل التي نفذتها (لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بمجلس مكة المكرمة) يوم الأربعاء 1/5/1437 مع شباب المنطقة، التي شملت 17 محافظة في منطقة مكة المكرمة، وأنه لم يؤلف كتابا قبل (التنمية في عسير) ثم كتاب (بناء الإنسان وتنمية المكان) وهو بهذا المؤلف - بالذات - سار بمنطقة مكة المكرمة نحو العالمية والريادة الوطنية.

ومن أهم المشاريع في (بناء الإنسان) اهتمامه بالشباب في المنطقة بصورة تدعو للفخر والاعتزاز، وذلك بإقامة مشاريع الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب، وهي برامج هادفة تعمل على نشر ثقافة التفاؤل بين فئة الشباب ونبذ الإحباط من خلال النجاح في المسابقات المقدمة. فمن خلال هذه البرامج سيحقق الشباب ذواتهم فقد ثبت أن الجماعات الإرهابية تختطف عقول الشباب المحبطين المنبوذين وتوهمهم بالعظمة والمجد والمال والجنة.. بل إن هذه البرامج تهدف إلى معرفة قدرات الشباب من الجنسين وتوظيفها التوظيف الأمثل: حيث يتم توجيهها بما يخدم التنمية الوطنية، وكذلك فإن هذه البرامج تعمل على استيعاب نشاط الشباب وطاقاتهم، واكتشاف مواهبهم وتوجيهها بما يخدم المشاريع التطوعية في منطقة مكة المكرمة، حيث هناك جمعية شباب مكة للعمل التطوعي ولجنة رواد الأعمال وجميعها تعمل على تعميق الشعور بالانتماء للوطن والولاء.

وفي تصريحه لصحيفة مكة السبت 20/4/1437 أوضح سعادة د. خالد الحارثي الأمين العام للأمانة العامة للتنمية قطاع الشباب موضحا حرص الأمانة على العمل بشكل مؤسسي وعبر دراسة احتياجات الفئة المستهدفة وهم الشباب والفتيات من خلال 8 ورش عمل واستبانات الكترونية، وهذا يعني أن إمارة منطقة مكة المكرمة تسير بهذا المشروع وفق تخطيط استراتيجي يقوم على رؤية ورسالة سامية وأهداف استراتيجية وتحليل واع للبيئة الداخلية والخارجية مع الاستفادة من نقاط القوة وفق المعطيات المتاحة، واستغلال للفرص المتاحة كافة، بما يحقق نجاح المشروع المؤسسي الذي يقوم على الشراكة الاجتماعية مع جهات متعددة منها: وزارة التعليم ووزارة العمل والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام.

وحتما لتحقيق النجاح لهذا المشروع الحيوي الهام فقد رصدت الإمارة موارد مالية وبشرية وكفاءات وطنية لوضع البنى التحتية للمشروع بما يحقق تطوير النظم والآليات والبرامج والأنشطة المقدمة بما يحقق الأهداف والنجاح للخطط التنفيذية، بل دعمت المشروع ببرامج تربوية وتعليمية أخرى تقدم على شكل مسابقات مثل: برنامج (ثروة وطن) للطلاب والطالبات في جامعة أم القرى وفروعها في: التصميم، والشعر الشعبي، والمسرح، والإنشاد، والأفلام القصيرة، والشعر العربي الفصيح، ورصدت لذلك مكافآت مالية مجزية.

وعلى المستوى العام قدم برنامج (بصمة وطن) حيث أطلقته الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب بالإمارة (ثروة) لجمع بصمات للمواطنين الذين يؤيدون رفضهم للتطرف والتعصب ويطالبون بالوسطية والتسامح وقد كان شعار الحملة

«لا للتكفير نعم للتفكير، لا للانحلال نعم للاعتدال»، حيث جمعت مئات الآلاف من التوقيعات من المواطنين في كافة الأعمال وخاصة الشباب في المدارس والجامعات في الأسواق والمستشفيات. بل اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في تويتر في تفاعل كبير مع الحملة. وكل ذلك حتما هو لنشر ثقافة وقيم الدين الإسلامي الحنيف التي تقوم على الوسطية والتسامح والولاء والانتماء.

بقي أن نقول: إن كل ذلك لا بد له من مؤازرة ودعم من المؤسسات التربوية الأساسية وهي الأسرة والمدرسة والمسجد، ولنضع أيدينا معا لنشر ثقافة وحضارة الأمة، فكما قال الفيصل: إنها أولى ركائز التنمية.