منفوحة التاريخية ومجالسها المفتوحة

تفاعل
تفاعل

الأربعاء - 17 فبراير 2016

Wed - 17 Feb 2016

المجالس المفتوحة والمنتديات الاجتماعية لها أهميتها التاريخية، فهي ملتقى رحب، نتبادل فيه الأفكار، وتطرح فيه الرؤى المستنيرة، وكانت لها في تاريخ العرب مكانة سامية، ومنزلة غالية، حيث تعد المكان المفضل لإبراز جهودهم ومفاخرهم، سواء كان ذلك عن طريق الشعر الذي هو ديوان العرب أو النثر، وذلك من خلال الخطب البليغة الرنانة المحتوية على درر الكلم، وجميل اللفظ.

ولقد كان لبلدة منفوحة التاريخية الشهود الحضاري، والوجود الثقافي البارز من خلال شعرائها المجيدين الضاربين في أديم البلاغة والفصاحة أروع القصائد، وأجمل الأبيات المحفوفة بجميل المعاني، وجليل المباني، ومن أشهرهم اسما وأفضلهم شعرا الشاعر (الأعشى)، الذي عدت قصيدته (ودع هريرة) من المعلقات السبع لتفردها وتميزها واشتمالها على غرر من التركيب البلاغي.

ومع ظهور الإسلام استمرت هذه المجالس المفتوحة، والمنتديات العلمية، التي كان لها دورها في إذكاء الثقافة العلمية، وإبراز العلم الشرعي والفكر المستنير، حتى غدت مقصدا لطلاب الأدب، ورواد المعرفة. وفي عهد هذه الدولة السعودية المباركة بدأت المجالس تخط لها عنوانا بارزا عريضا، ونمطا مختلفا، وأثرت في حركة النمو الثقافي تأثيرا بالغا، وهذه المنتديات أصبحت مثل الجامعات المفتوحة لما تحويه من علم غزير، وفكر منير، ورأي أصيل.

ومن هذه المنتديات والدواوين البارزة ديوانية آل حسيـن التاريخية، فهي ديوانية قديمة متجددة نشأت قديما عن طريق أجداد هذه العائلة الكريمة، الذين جعلوا منها مكانا خصــبا في إذكاء روح التفاهم وبوصلــــة التناغم بين كل أطياف المجتمع من خلال هذه المجالس المفتوحة.

وفي هذه الأيام قام الوجيه الشيــــخ عبدالعزيز بن سـليمان الحسـين بدور بارز في إحياء هذه الديوانية، فجمع ثلة مباركة من أصحاب العلم الشرعي والرأي الأصيل والفكر المستنير في هذه الديوانيــة التاريخـــية والملتقى العلمي، فأعاد الحياة فيها من جديد، وبعث فيها الرونق الندوي المميز، ومع تنوع المنتديات العلمية والدواوين التاريخية والمجالس الثقافية، إلا أن لديوانيـــة آل حســـــين التاريخية بصمة مميزة ورونقا خلابا، فهي واحة علمية ذات مجالس متنوعة في العلم والأدب والتاريخ، وسائر دروب المعرفة، أقول ذلك عن قرب ومعرفة تامة عن كثب.

فهي روضة فيحاء، وبستان أخضر غناء، يرتاده رواد المعرفة وطلاب العلم فيخرجون منها وقد تهللت وجوههم محبة وتقديرا، وزادت علومهم علما وفكرا وثقافة.. بارك الله في الجهود، وسدد الخطى.