تحول الهيئة من ثقافة الستر إلى ثقافة الفضائحية
تفاعل
تفاعل
الثلاثاء - 16 فبراير 2016
Tue - 16 Feb 2016
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي إثر الصورة الملتقطة والمسربة «عنوة» لمواقع التواصل للإعلامي علي العلياني مقيدا رغم عدم ثبوت التهم الموجهة له وانتهاء التحقيقات اللازمة والتي ربما كانت كيدية بالنتيجة، رأى كثيرون أن الهدف منها مجرد الإساءة والانتقام تحت ثقافة فضائحية صارخة، أكد ذلك سرعة النشر والنيل من العلياني قبل انتهاء التحقيقات الأولية وربما البدء فيها، وهذا ما يعنيني في هذه الواقعة.
الملتقط للصورة موظف رسمي في الهيئة كما ذكرت المصادر القريبة من العلياني، وهذا يدل على أن هناك ثقافة انتقامية مترسخة لدى بعض منسوبي الهيئة كون الإعلامي العلياني يتناول إعلاميا عبر برنامجه يا هلا قضايا تمس أخطاء الهيئة وانتقادات لرموز محسوبة على التيار الديني في المملكة، وهذا ما أكدته أسئلة الهيئة الموجهة للعلياني فور إيقافه واحتجازه.
والسؤال المهم هنا: هل باتت الهيئة تترصد وتسخر سلطتها في الانتقام من خصومها المفترضين؟ ألا يعد ذلك سوءا في استغلال السلطة الممنوحة لها تستوجب الوقوف عليها من قبل المسؤول؟ تحدث بعض المختصين قضائيا بأن جهاز الهيئة هنا ارتكب مخالفات لثلاثة أنظمة: النظام الأساسي للحكم بانتهاك حرمة المنازل ونظام الإجراءات الجزائية ونظام الجرائم المعلوماتية من حيث المساس بالحياة الخاصة عن طريق الإساءة بالتصوير والتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم.
لقد تجاوزت الهيئة هنا جميع هذه الأنظمة وتخلت عن مسؤوليتها وأهم مبادئها المعروفة وهي «الستر»، ولن ندور في حلقة مفرغة لنقول ما سيقال من قبلهم «أخطاء فردية».
إن الالتباس بين عمل الهيئة كجهاز له سلطة تنفيذية وغيرها من أجهزة الأمن مسؤول عن هذه العبثية مما سمح – لمثل هذه الواقعة - بأن تسخر السلطة للانتقام والإساءة كتصفية لحسابات شخصية، لا يجب أن تخضع هذه المسؤولية لتقديرات منسوبي هذه الجهة، بل يجب مراجعة النظام الأساسي لعمل الهيئات من حيث الاختصاص والسلطات التنفيذية فيها، يجب وضع حد لهذا الالتباس نهائيا.
ولعلي بعد كتابة هذا المقال أن أبدأ في اتخاذ احتياطاتي الشخصية استعدادا لعمل انتقامي مماثل.
الملاحظة الأخرى المستفادة من هذه الواقعة أن معظم الملاحظات المأخوذة على عمل الهيئة كانت في مدينة الرياض دون غيرها خاصة بعد التغيير الأخير في هرم الرئاسة العامة للهيئات، مما يثير التساؤل عن سبب تكرار «الأخطاء الفردية» لأعضاء الجهاز وهذا العنف غير المبرر بين حادثة وأخرى.
والسؤال الأخطر: إذا حسنت النيات مع وجود الأخطاء، فلماذا العلياني الآن وليس قبلا!
الملتقط للصورة موظف رسمي في الهيئة كما ذكرت المصادر القريبة من العلياني، وهذا يدل على أن هناك ثقافة انتقامية مترسخة لدى بعض منسوبي الهيئة كون الإعلامي العلياني يتناول إعلاميا عبر برنامجه يا هلا قضايا تمس أخطاء الهيئة وانتقادات لرموز محسوبة على التيار الديني في المملكة، وهذا ما أكدته أسئلة الهيئة الموجهة للعلياني فور إيقافه واحتجازه.
والسؤال المهم هنا: هل باتت الهيئة تترصد وتسخر سلطتها في الانتقام من خصومها المفترضين؟ ألا يعد ذلك سوءا في استغلال السلطة الممنوحة لها تستوجب الوقوف عليها من قبل المسؤول؟ تحدث بعض المختصين قضائيا بأن جهاز الهيئة هنا ارتكب مخالفات لثلاثة أنظمة: النظام الأساسي للحكم بانتهاك حرمة المنازل ونظام الإجراءات الجزائية ونظام الجرائم المعلوماتية من حيث المساس بالحياة الخاصة عن طريق الإساءة بالتصوير والتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم.
لقد تجاوزت الهيئة هنا جميع هذه الأنظمة وتخلت عن مسؤوليتها وأهم مبادئها المعروفة وهي «الستر»، ولن ندور في حلقة مفرغة لنقول ما سيقال من قبلهم «أخطاء فردية».
إن الالتباس بين عمل الهيئة كجهاز له سلطة تنفيذية وغيرها من أجهزة الأمن مسؤول عن هذه العبثية مما سمح – لمثل هذه الواقعة - بأن تسخر السلطة للانتقام والإساءة كتصفية لحسابات شخصية، لا يجب أن تخضع هذه المسؤولية لتقديرات منسوبي هذه الجهة، بل يجب مراجعة النظام الأساسي لعمل الهيئات من حيث الاختصاص والسلطات التنفيذية فيها، يجب وضع حد لهذا الالتباس نهائيا.
ولعلي بعد كتابة هذا المقال أن أبدأ في اتخاذ احتياطاتي الشخصية استعدادا لعمل انتقامي مماثل.
الملاحظة الأخرى المستفادة من هذه الواقعة أن معظم الملاحظات المأخوذة على عمل الهيئة كانت في مدينة الرياض دون غيرها خاصة بعد التغيير الأخير في هرم الرئاسة العامة للهيئات، مما يثير التساؤل عن سبب تكرار «الأخطاء الفردية» لأعضاء الجهاز وهذا العنف غير المبرر بين حادثة وأخرى.
والسؤال الأخطر: إذا حسنت النيات مع وجود الأخطاء، فلماذا العلياني الآن وليس قبلا!