النعيمي: تأثر اقتصاد السعودية بانخفاض أسعار النفط كلام فارغ

الثلاثاء - 16 فبراير 2016

Tue - 16 Feb 2016

اتفقت السعودية وروسيا أكبر منتجين للنفط بالعالم في الدوحة أمس على تجميد مستويات إنتاج الخام لكنهما قالتا إن الاتفاق مشروط بمشاركة المنتجين الآخرين بما يشكل عائقا كبيرا في ظل تعنت إيران بالمحافظة على حصتها السوقية وإصرارها على رفع الإنتاج.

ولم يفلح الاتفاق والذي شارك فيه إضافة إلى السعودية وروسيا كل من فنزويلا وقطر في دعم أسعار النفط، حيث قفزت إلى 35.55 دولارا للبرميل بعد أنباء الاجتماع المغلق، لكنها قلصت مكاسبها في وقت لاحق لتبلغ 33 دولارا للبرميل مع انحسار الآمال بالتوصل لاتفاق فوري، واشتراط توافق باقي المنتجين.

وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي للصحفيين إن تجميد الإنتاج عند مستويات يناير شبه القياسية خطوة كافية معبرا عن أمله بتبني المنتجين الآخرين لهذه الخطة.

وترك النعيمي الباب مفتوحا لمزيد من الاحتمالات عندما قال «السبب في اتفاقنا على تجميد محتمل للإنتاج بسيط.. وهو أنه بداية لعملية سنقيمها في الأشهر القليلة المقبلة ونقرر ما إذا كنا بحاجة لاتخاذ خطوات أخرى لتحسين السوق وإعادة الاستقرار إليه». وأضاف «لا نريد تقلبات كبيرة في الأسعار ولا نريد خفض الإمدادات، ونريد تلبية الطلب والاستقرار لسعر النفط. علينا أن نتحرك خطوة بخطوة».

ونفى النعيمي أن تكون الأسعار المنخفضة للنفط تركت أي أثر على الاقتصاد السعودي، وقال «لا يوجد أي تأثير بصدق». وتابع «قرأت الكثير في وسائل الإعلام، وهذا كلام فارغ، والسعودية لديها وفرة من الموارد الأخرى، ونعمل بسرعة كبيرة جدا لتنويع اقتصادنا وزيادة مصادر الدخل للاقتصاد السعودي». وأكد أن السعودية لا تواجه مشكلة في التعامل مع الوضع الراهن لأسعار النفط .

وشارك في الاجتماع إضافة إلى النعيمي وزير النفط القطري محمد السادة ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو .

دعم قطري

وقال الوزير القطري محمد السادة إثر الاجتماع «وضعنا في الاعتبار مسألة العرض والطلب على المدي الطويل وتأمين الإمدادات».

وأضاف «سوف نبدأ مشاورات مع المنتجين الرئيسيين من خارج أوبك بما في ذلك إيران والعراق، وهذه خطوة نرى فيها أنها سوف تعمل على استقرار السوق، وستعود بالفائدة ليس فقط على الدول المنتجة للنفط، وإنما لكل الاقتصاد العالمي.

ولفت إلى أنه سيبدأ المشاورات مع الدول المنتجة الأخرى بوصفه رئيسا لمنظمة أوبك، وقال «اتفقنا على التنسيق والتواصل مع المنتجين الآخرين في أوبك ومن خارجها». وتابع « نأمل من خلال هذه المشاورات التمكن من تجاوز جميع العقبات التي تؤثر على صناعة النفط والاقتصاد العالمي «، مشيرا إلى أن المشاورات سيعقبها مراجعة شاملة للوضع لأجل اتخاذ القرارات المناسبة وما ينبغي علينا فعله.

مناورة روسية

من جهتها قالت روسيا إن الاتفاق يتكلم عن تجميد الإنتاج ولكن بطريقة غير التي شرحها النعيمي حيث نقلت وكالة الأنباء الروسية أن وزارة الطاقة الروسية عدلت صياغة بيان أصدرته عقب الاجتماع بشأن تجميد الإنتاج وتقول بأن الاتفاق يقضي بإبقاء متوسط الإنتاج في 2016 عند مستوى يناير.

وعقب الاجتماع قال وزير النفط الفنزويلي ايلوخيو ديل بينو إن من المقرر إجراء المزيد من المحادثات مع إيران والعراق اليوم الأربعاء في طهران.

معارضة إيرانية

ومن أبرز الدول التي أعلنت بصورة رسمية موقفها من اجتماع الدول الأربع في الدوحة إيران، حيث أوضح وزير نفطها بيجن زنجنه في تصريح أمس أنه لا يعرف شيئا عن هذا الاتفاق حتى الآن وإن كان يعرف أن هناك مقترحا فنزويليا سابقا بتجميد الإنتاج.

وأكد أن إيران لن تتنازل عن استعادة حصتها السوقية، وهو ما يعني أنها ترغب في زيادة إنتاجها في الوقت الذي يغرق فيه سوق النفط بالمعروض.

ونقلت رويترز عن مصدر على دراية بالتفكير الإيراني أن البلد العضو في أوبك مستعد لبحث تجميد مستويات إنتاج النفط فور وصول إنتاجه إلى مستويات ما قبل العقوبات بما يؤكد معارضة طهران لكبح إمداداتها.

تذبذب أذربيجاني

من بين المنتجين الكبار في العالم أيضا أذربيجان والتي أكدت أمس على لسان نائب وزير النفط ناطق عباسوف أن بلاده لا ترى فائدة من تجميد الإنتاج، وقال إن القرار لن يقدم أو يؤخر في تحسن السوق. ووصف محللون القرار بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة التوازن بين العرض والطلب.

استعداد عراقي

أما العراق وهو ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك بعد السعودية فأكد أن من المهم انضمامه للاتفاق، حيث أوضح مصدر عراقي أن بلاده على استعداد للانضمام إلى اتفاقية التجميد طالما هناك توافق عليها من قبل جميع المنتجين. وكان وزير النفط عادل عبدالمهدي أوضح الشهر الماضي أن بلاده على استعداد للانضمام إلى المنتجين متى ما كان هنا اتفاق.