العلم والدعوة يودعان البركاتي

الثلاثاء - 16 فبراير 2016

Tue - 16 Feb 2016

u0639u0628u062fu0627u0644u0647u0627u062fu064a u0627u0644u0628u0631u0643u0627u062au064a
عبدالهادي البركاتي
حفلت حياة عبدالهادي البركاتي بالعلم منذ عمر مبكر، ولم يزحزحه عن التزود منه سوى زائر الموت في ظهيرة الخميس الأخير من ربيع الثاني عن عمر يناهز 98 عاما لتنعيه مداد العلم وأسانيد الحديث وطلابه في أقطار المعمورة.

ابن مكة ومحافظة الجموم تحديدا التي شهدت ميلاده 1339، ومنذ كان صبيا أحضر له والده العلماء والفقهاء من اليمن والشام لينهل العلم الشرعي على المذهب الحنفي، وكان يشتغل منذ الصغر بمزرعة والده ناقلا المحاصيل الزراعية للسوق بمكة، فيتردد على الحرم ويحضر دروس العلماء، الأمر الذي أثمر التحاقه بدار الحديث المكية في 1375، وحين تخرج كان الأول على دفعته نجابة وعلما وخلقا.

ترأس البركاتي هيئة قرية «الريان» في 1392 إبان عمله بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستمر فيها إلى حين تقاعده 1413، إضافة إلى إمامته الناس وتقاعد برغبته من الإمامة في 1425، وتمتع بفراسة قوية ودراية بقص الأثر واهتمام بعلم الفلك والنجوم ليستفيد منه في الزراعة، وله مخطوط في ذلك فسح في 1381، كما يؤكد ابنه عصام البركاتي.

مكانة البركاتي العلمية خصته بعلاقة متميزة بكبار العلماء بالمملكة كمحمد بن إبراهيم آل الشيخ ومحمد الأمين الشنقيطي وعبدالله بن حميد وابن باز وابن العثيمين وأبوبكر الجزائري، وأكرمه الله بالإمامة والخطابة والدعوة إلى الله أكثر من 75 عاما، وكونه مرجعا ومستشارا للمحامين وأعيان القبائل.

خلف البركاتي إرثا علميا في شتى العلوم الشرعية واللغة والأدب ومجموعة من الرسائل العلمية حوت: الأمثال في القرآن الكريم والبرهان على كلام إبليس في القرآن، ومراحل خلق الإنسان والنور الظاهر، والفضل الزاهر، والقول الفصيح في النكاح الصحيح، وفي حلق الذكر وفضلها.