هبة قاضي

السعادة بقرار رسمي

دبس الرمان
دبس الرمان

الأحد - 14 فبراير 2016

Sun - 14 Feb 2016

(قامت الهيئة بإيقاف افتتاح أحد المحلات بسبب استضافتهم لمجموعة من الدمى التي تمثل شخصيات فيها تمثيل للأرواح، وخاصة أنه كان بينها دمية على شكل امرأة، وهو من باب التشبه بالنساء، وقد تم إيقاف الافتتاح، والأهم أنه تم مناصحة المتشبه بالنساء و.....).

حسنا هذا يبدو مشهدا من مسرحية فكاهية من المفترض أن نضحك، صحيح؟ ليس مشهدا فكاهيا! هذا خبر صحفي حقيقي! حسنا إنه قتل للبهجة ولكن لا مشكلة ما زال في الحياة أمل، ويجب أن نركز على الأمور الإيجابية، وأهمها الأمن والأمان.

(قامت الهيئة بسحب فتاة في مركز النخيل حتى تكشفت و......)، يا لطيف الألطاف يبدو شيئا بشعا ومخيفا، ترى هل يمكن أن يحصل ذلك لي أو لأحد أعرفه؟ هل لهم هذه السلطة أن يؤذوني من باب المناصحة؟ حسنا هذا فعلا مزعزع للأمن، ولكن ما علينا هذه حادثه فردية، وما زالت الحياة طيبة، وصحيح أن الخبر يشعر الإنسان بزعزعة أمنه في الأماكن العامة، ولكن ما زلنا نشعر في بيوتنا بالأمان.

(قامت عناصر الهيئة بمداهمة وكر تقوم فيه حفلة ماجنة فيها نساء، وقد تم القبض فيها على الإعلامي علي العلياني في حالة سكر و..... )، يا رب سترك ترى لماذا الفضيحة؟ ألم ندرس أن عقوبة شرب الخمر أو حتى الزنا تنزل فقط على الشخص الذي يشهر بالمعصية؟ ألا يعني ذلك أن ما يحصل في البيوت المستترة وخلف الأبواب الموصدة هو شيء يخص الإنسان مع نفسه وحسابه مع ربه؟ نعم شيء محير وصادم للمنطق، ولكن ما علينا إذا كانوا مذنبين فيستحقون ما جرى لهم.

(تم اكتشاف براءة العلياني وأنه لم يكن سكران، وأن الحفلة لم تكن ماجنة وليس فيها نساء و.....)، أتقولون لي إنه بعد كل هذا التشهير وكل هذه الفضيحة اتضح أنهم مخطئون؟ أتقولون لي إن من حق هذه الجهة أن تداهم بيوت الناس وتهتك حرماتهم وتشهر بهم وسط جيرانهم ومن ثم في المجتمع لمجرد الاشتباه؟ لا لا لم يعد هناك مجال للإيجابية، الآن أنا فعلا أشعر بالخوف والقلق.

(وقد تم تشكيل وزاري جديد في إمارة دبي بدولة الإمارات الشقيقة حيث تم تعيين وزيرة للسعادة و...)، حسنا أنا رسميا مصابة بصدمة حضارية! فإن كان القصد من كل ما سبق هو حراسة الفضيلة، فها هي الفضيلة اختنقت لدينا وقررت الهجرة لتسكن تلك المدن التي تفانت في رسم أنظمة تهدف للرقي بالإنسان وإشعاره بمدى تحضره، واستحقاقه للحياة الطيبة.

فيا أيها الوطن الحبيب الغالي خذ بيدنا نحو فضاءات التحضر والإشراق، فكلما كنت لنا سعادة وأمانا، كنا لك مزيدا من العطاء وأجيالا من الإخلاص.

[email protected]