المصور الفوتوجرافي بندر الصغير عشق التصوير من الطفولة وكانت أمنياته أن يكون مصورا ويمتلك أفخم الكاميرات، كان قريبا من الحرم المكي ويرى وفود الحجاج والمعتمرين، واللحظات الروحانية الربانية التي يشكل طواف الوافدين على الله، وفي منى وعرفات كانت تجتمع الرحمة والتضرع والخشوع. كبر بندر وكبر معه حب الكاميرا والتصوير، وبدايته الحقيقية أيام الدراسة الجامعية وعمره آنذاك 19ربيعا، وليست بمفاجأة أن حملت يده كاميرته التي يتمناها في حلمه، وجاءت الفرصة له خاصة وهو عضو في نادي الشرق الأوسط للتصوير الفوتوجرافي بالرياض، وعضو مؤسس مجموعة العين الثالثة بجدة وبيت العدسة بجدة. وعن عدد الصور التي يمتلكها للحرم والمشاعر المقدسة يؤكد بندر أنها إلى الآن نحو 12ألف صورة، جميعها للحرم وقلب مكة المكرمة، وكانت بدايته مع العدسة عام 1995م، والتصوير بالنسبة له عالم خاص يجسده في لحظة إحساس بدون حروف، إنه يكتب بالضوء قصيدة لونية وراء إيقاعات التفعيلية. وأشار بندر إلى أن لحظات تصوير الحرم الروحانية لا يمكن تجاهل رهبتها العظيمة أمام الكعبة المشرفة وخشوع الطائفين بها من كل الألوان واللغات بلباس أبيض. وتمكن بندر من تصوير المسجد الحرام والمشاعر المقدسة في حج عام1435هـ، على ارتفاع ثلاثة آلاف قدم في الجو من طائرات الأمن العام وباب الطائرة مفتوح، «لأني لا أحبذ التصوير من وراء النافذة الزجاجية فأثبت نفسي بأحزمة الأمان وأقترب من الباب حتى أشعر أنني طائر في الطائرة لشدة دفع الهواء، ومع ذلك يغمرني شعور الصقر في السماء والمتعة الفنية لالتقاط الصور بكامل تفاصيلها».