الهيئة وقضايا الخلوة
الأحد - 14 فبراير 2016
Sun - 14 Feb 2016
مقطع ملاحقة رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لـ(فتاة النخيل مول) بالرياض أعاد إلى الأذهان الحوادث التي نتجت قبل عدة سنوات عن مطاردات رجال الهيئة لشباب وشابات تم الاشتباه في كونهم في خلوة غير شرعية وذهبت بسببها أرواح بعضهم وأصيب آخرون..
وكنت وقتها قد شاركت في ندوة صحفية أقامتها صحيفة المدينة المنورة في مقر فرع الهيئة في مكة المكرمة فاقترحت على مدير الفرع وقتها أحمد الغامدي أن تتوقف الهيئة عن كل حالات الاشتباه بوقوع خلوة غير شرعية بين رجل وامرأة لعدة أسباب؛ أولها الإساءة البالغة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللإسلام وشريعته السمحاء التي يغلب عليها الرفق وإقالة العثرات والستر.
وثانيها هو أن غالب حوادث الاشتباه تكون لزوج وزوجة والأقل هم من يكونون في خلوة غير شرعية، وهذا بالمناسبة حصل مع ثلاثة من أقاربي وذوي رحمي أثناء نزهتم رفقة زوجاتهم، إذ يتم الوقوف عليهم واستجوابهم من قبل رجال الهيئة كلا على حدة فيثبت لهم أنهم أزواج فيتركونهم!
إن الوقوف على الناس أو استيقافهم واستجوابهم دون أن يصدر منهم ما يخالف الآداب في الأماكن العامة أو يخدش الحياء العام هو سلوك غير صحيح وغير سوي من جهة رجال الهيئة ومزعج جداً حد القهر والغضب لمن يتم استجوابهم. إذ يمكن تفهم استيقاف الناس ونهرهم في حال قيامهم بسلوك مشين يخالف قواعد الآداب في الأماكن العامة ويخدش الحياء حتى لو كانوا أزواجا، أما استيقافهم واستجوابهم بالشبهة والشك فقط فهو تعدٍ غير مقبول على أعراض الناس وحقوقهم وحرياتهم وضرره لا شك أكبر من نفعه..
و ثالث الأسباب أن كثيرا من الحالات لا تنطبق عليها شروط وصفات الخلوة غير الشرعية، حسب التأصيل الشرعي لها، خصوصاً تلك التي تتم في أماكن عامة يراها ويسمعها كثير من الناس..
وعندما اقترحت على الهيئة التوقف عن ملاحقة الناس بشبهة الخلوة غير الشرعية والتحول إلى قضايا أكثر أهمية وأشد ضررا على المجتمع، كان في ظني – ولا يزال - أن استمرار إنكار منكر الخلوة غير الشرعية وبالمآلات التي شهدناها، والتي وصلت حد التسبب في إزهاق الأرواح هو منكر أشد، إذ بالإضافة إلى الأضرار المباشرة جسديا ومعنويا لمن تتم ملاحقتهم يتسبب في إيغار الصدور والتبغيض في الدين والكفر بدور الهيئة في تعزيز الفضائل في المجتمع..
بقي أن أشير أيضا إلى ما يتبدى في سلوك بعض رجال الهيئة من شعور بالفوقية والوصاية على الناس وسلوكياتهم، ولعل حادثة فتاة النخيل مول تؤكد ذلك عندما أقسم رجل الهيئة بأنه أخشى عليها من نفسها، وبالتالي أباح لنفسه مسكها وسحلها وضربها في الشارع على مرأى ومسمع من الناس، وقد قال ما قال بنبرة الواثق بوصايته عليها وعلى المجتمع من بعدها..
لذلك فإنني أكرر توصيتي واقتراحي على الهيئة ورجالها بالتوقف عن قضايا الخلوة، والكف عن ملاحقة الناس بالشبهات، والالتفات إلى قضايا أهم مثل قضايا المسكرات والمخدرات والدعارة وما إلى ذلك.. والله من وراء القصد.
[email protected]
وكنت وقتها قد شاركت في ندوة صحفية أقامتها صحيفة المدينة المنورة في مقر فرع الهيئة في مكة المكرمة فاقترحت على مدير الفرع وقتها أحمد الغامدي أن تتوقف الهيئة عن كل حالات الاشتباه بوقوع خلوة غير شرعية بين رجل وامرأة لعدة أسباب؛ أولها الإساءة البالغة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللإسلام وشريعته السمحاء التي يغلب عليها الرفق وإقالة العثرات والستر.
وثانيها هو أن غالب حوادث الاشتباه تكون لزوج وزوجة والأقل هم من يكونون في خلوة غير شرعية، وهذا بالمناسبة حصل مع ثلاثة من أقاربي وذوي رحمي أثناء نزهتم رفقة زوجاتهم، إذ يتم الوقوف عليهم واستجوابهم من قبل رجال الهيئة كلا على حدة فيثبت لهم أنهم أزواج فيتركونهم!
إن الوقوف على الناس أو استيقافهم واستجوابهم دون أن يصدر منهم ما يخالف الآداب في الأماكن العامة أو يخدش الحياء العام هو سلوك غير صحيح وغير سوي من جهة رجال الهيئة ومزعج جداً حد القهر والغضب لمن يتم استجوابهم. إذ يمكن تفهم استيقاف الناس ونهرهم في حال قيامهم بسلوك مشين يخالف قواعد الآداب في الأماكن العامة ويخدش الحياء حتى لو كانوا أزواجا، أما استيقافهم واستجوابهم بالشبهة والشك فقط فهو تعدٍ غير مقبول على أعراض الناس وحقوقهم وحرياتهم وضرره لا شك أكبر من نفعه..
و ثالث الأسباب أن كثيرا من الحالات لا تنطبق عليها شروط وصفات الخلوة غير الشرعية، حسب التأصيل الشرعي لها، خصوصاً تلك التي تتم في أماكن عامة يراها ويسمعها كثير من الناس..
وعندما اقترحت على الهيئة التوقف عن ملاحقة الناس بشبهة الخلوة غير الشرعية والتحول إلى قضايا أكثر أهمية وأشد ضررا على المجتمع، كان في ظني – ولا يزال - أن استمرار إنكار منكر الخلوة غير الشرعية وبالمآلات التي شهدناها، والتي وصلت حد التسبب في إزهاق الأرواح هو منكر أشد، إذ بالإضافة إلى الأضرار المباشرة جسديا ومعنويا لمن تتم ملاحقتهم يتسبب في إيغار الصدور والتبغيض في الدين والكفر بدور الهيئة في تعزيز الفضائل في المجتمع..
بقي أن أشير أيضا إلى ما يتبدى في سلوك بعض رجال الهيئة من شعور بالفوقية والوصاية على الناس وسلوكياتهم، ولعل حادثة فتاة النخيل مول تؤكد ذلك عندما أقسم رجل الهيئة بأنه أخشى عليها من نفسها، وبالتالي أباح لنفسه مسكها وسحلها وضربها في الشارع على مرأى ومسمع من الناس، وقد قال ما قال بنبرة الواثق بوصايته عليها وعلى المجتمع من بعدها..
لذلك فإنني أكرر توصيتي واقتراحي على الهيئة ورجالها بالتوقف عن قضايا الخلوة، والكف عن ملاحقة الناس بالشبهات، والالتفات إلى قضايا أهم مثل قضايا المسكرات والمخدرات والدعارة وما إلى ذلك.. والله من وراء القصد.
[email protected]