شكوك حول تطبيق اتفاق ميونخ لوقف العنف بسوريا

الاحد - 14 فبراير 2016

Sun - 14 Feb 2016

شكك خبراء ودبلوماسيون في إمكان تنفيذ اتفاق وقف العنف في سوريا، والذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد اجتماع مجموعة دعم سوريا في ميونخ. وأفاد دبلوماسي أوروبي في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» «نحن متشككون للغاية من تنفيذ وقف العنف بسوريا، رأينا روسيا في السابق تميل إلى عدم احترام مثل هذه الاتفاقيات». وقال الخبير بالشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديز «يمكننا رؤية المزالق العديدة في الاتفاق». وبدوره ذكر أندرو تابلر الزميل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى «من غير الواضح ما الذي سيجري على أرض المعركة قبل بدء وقف إطلاق النار، فقد يحاول الجيش السوري وبدعم من روسيا إكمال تطويق حلب بالكامل»، لافتا إلى أن القتال يمكن أن يحتدم باعتبار أن روسيا والحكومة السورية تحاولان تحقيق مكاسب استراتيجية قبل البدء بتنفيذ وقف إطلاق النار.

وانتقد السناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين الاتفاق، معتبرا أنه لن يؤدي إلا إلى تعزيز «العدوان العسكري الروسي». وقال في ميونخ إن اتفاق وقف الأعمال العدائية «يتيح مواصلة الهجوم على حلب طوال أسبوع». وأضاف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «إنه يطلب من مجموعات المعارضة وقف المعارك، لكنه يتيح لروسيا الاستمرار في قصف الإرهابيين أي الجميع بحسب مفهومها للمعارضة بمن فيهم المدنيون».

وأوضح ماكين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اشترك طيرانه في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، لم يوافق بالصدفة الآن على الهدنة. وقال «سبق أن رأينا هذا المشهد في أوكرانيا. فروسيا تدفع بآلتها العسكرية المتفوقة، وتغير المعطيات الميدانية. وتفاوض على اتفاق للحفاظ على ما كسبته في الحرب ثم تختار لحظة استئناف المعارك». وأشار ماكين إلى أن اتفاق ميونخ «لا يلزم العسكريين الأميركيين والروس فقط بأن يتجنبوا الاصطدام بين طائراتهم في الأجواء السورية، بل يلزمهم أيضا بتنسيق تحركاتهم، الأمر الذي كانت واشنطن ترفضه حتى الآن».

وخلص ماكين إلى القول إن «بوتين ليس مهتما بشراكة معنا. إنه يريد تعزيز نظام الأسد، وأن يجعل من روسيا مجددا قوة عظمى في الشرق الأوسط، إنه يريد تعميق أزمة المهاجرين لتقسيم الحلف الأطلسي ونسف المشروع الأوروبي».

«قبل يومين أو ثلاثة أيام رأينا وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري يخرجان لإعلان أن روسيا لن توقف الأعمال العسكرية في سوريا. هل هو حقا موقف مقبول بالنسبة للمجتمع الدولي؟» تعودنا على المؤتمرات والعبارات التي تبعث على الأمل. لكننا بحاجة للفعل، والفعل الوحيد الذي أراه هو أن روسيا تقتل مدنيين. إن من يحمي عناصر تنظيم داعش المتطرف اليوم هو روسيا».

رياض حجاب - المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات

«أعتقد أن روسيا أصبحت لها اليد العليا في المنطقة، وهذا أمر جديد وفقا للقياسات التاريخية. وقد تمكنت من ذلك باستخدام القوة المسلحة. أشك في تصرفات روسيا في الأيام والأسابيع المقبلة رغم موافقتها على وقف للعمليات القتالية. روسيا عازمة على خلق الحقائق على الأرض وعندما ينجحون في ذلك سيدعون الغرب لقتال العدو المشترك وهو تنظيم داعش، وأعتقد أن هذا الأسلوب ينحي روسيا جانبا باعتبارها شريكا غير مؤهل لقتال داعش».

روبرت رويتجين - عضو الحزب المحافظ الألماني