السباعي ردا على الحارثي: جانبت الصواب بفكر مغلق

الاحد - 14 فبراير 2016

Sun - 14 Feb 2016

تطرق الدكتور محمد مريسي الحارثي في محاضرة له بأدبي مكة بعنوان «الحركة الثقافية المكية المعاصرة» لمسرح أحمد السباعي، وما إن انتهى حتى قال معلم اللغة العربية نايف الحارثي في مداخلة له:

«أحمد الله أن أحمد السباعي مات، ومسرحه انهدم»

ووصلنا من أسامة ابن أحمد السباعي الرد التالي على الحارثي:

ماذا بعد، أيها المحتسب؟

«غفر الله لك، وألهمك ـ وإياي ـ حسن الصواب. كم تراءى لي ـ من وحي مداخلتك الساخطةـ كأنك تملك عقلية تحكمت فيها موروثات تراكم بعضها فوق بعض فترسخت في الأعماق منطبعة على ثقافتك لتعزلها عن مستجدات الحياة وتجعلها قوة مترصدة لكثير ممن تجاوبوا مع تحولات العصر، ومعطيات الثقافة الإنسانية.

استمرأت مثل هذه الشخصية التصدي لكل قيمة جديدة تطرأ على الحراك الثقافي، فلم يعد من المحتم إلا التمسك بتلابيب ما ألفته، ومحاربة ما ليس في عرفك وعاداتك حربا شعواء لا هوادة فيها».

نايف الحارثي:

«أحمد الله أن أحمد السباعي مات»

أسامة السباعي:

هكذا تحمد الله أن أحمد السباعي قد مات! أيجوز يا هذا، وأنت مسلم، تحمد الله على موت مسلم؟ هل هذا من أخلاق الإسلام؟ هل يحثنا الإسلام على أن نحمد الله على موت مسلم أم يحثنا على طلب الرحمة والغفران له!

هل مجرد اختلافك مع فكر السباعي يدعوك إلى أن تحقد عليه وتشمت وتتشفى فيه بعد مضي (33) سنة على وفاته؟!

ما هكذا تورد المنابر ـ يا هذا ـ إني لأظنك قليل الحظ من المعرفة بأصول الحوار، ولباقة المداخلة.

إن ما لفظه لسانك ليس إلا تطاولا على رمز من رموز المجتمع السعودي، عاش عمره في خدمة الأدب والفكر والصحافة والثقافة، وبعد ذلك وقبله، في خدمة بلده ثم تأتي لترمي بشرر تشوه به سمعة مضيئة قدمت ما فيه خير لوطنه.

كم جانبت الصواب. بفكر مغلق ـ شكل وصمة في جبين مشهدنا الثقافي.

نايف الحارثي:

«أحمد الله أن مسرح أحمد السباعي انهدم»

أسامة السباعي:

لئن كان السباعي قد مات، فإن فكرة المسرح لم تمت، ففي كل المدارس والجامعات والمراكز الثقافية وجمعيات الثقافة والفنون مسارح، كلها قائمة تعرض مسرحيات معظمها من تأليف وإخراج سعوديين، ترى ما الفرق بين هذه المسارح ومسرح السباعي؟ إن مسرحيته »فتح مكة« قد ختمت نصوصها بختم وزارة الإعلام ورقة ورقة، فهل نصوص مسرحيات المسارح المذكورة آنفا ختمت من قبل وزارة الإعلام؟ وهل أنت أو مثلك تجاسرت على معارضة هذه المسارح أو أصحابها؟ وهل تهجمت على أي منهم بمثل ما هاجمت به أحمد السباعي؟

وهل أرعدت وأزبدت لمشاركة المرأة في تلك المسرحيات أو بعضها؟ كلا، فإني لا أخالك تملك من الشجاعة ما تحارب بها الأحياء من أصحاب تلك المسارح؟ بمثل ما تحارب بها الأموات!

نايف الحارثي:

«المرأة التي تبلغ السبعين عليها أن تحمل سجادة على كتفها وتتجه إلى المساجد للعبادة لا للمسارح»

أسامة السباعي:

قولك »إن المرأة التي تبلغ السبعين عليها أن تحمل سجادة على كتفها وتتجه إلى المساجد للعبادة لا للمسارح«، فهو حق أريد به باطل.

ذلك أن في هذا الوصف خلطا بين واجب الإنسان نحو ربه بالتوجه إلى العبادة، خاصة في أواخر عمره، وبين واجبه الدنيوي الذي يعمل فيه لخدمة مجتمعه وما يسهم في تقدمه وإفادة أبناء المجتمع من تجاربه ومعارفه وخبراته التي اكتسبها عبر السنين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم »اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا«.

أيضيرك أن نصنع بأيدينا مسرحا بمواصفات هادفة.

لم لا تتقمص المرأة ولو تخطت السبعين دور امرأة ذات خلق ودين، مثلها مثل الرجل الذي يتقمص الشخصيات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي. أليس كذلك؟ أم إن السجادة اقتصرت على المرأة دون الرجل، عجبي!