أين محافظة العرضيات من هذا الطريق؟
تفاعل
تفاعل
الجمعة - 12 فبراير 2016
Fri - 12 Feb 2016
لم تكد تكتمل فرحة أحد الآباء بزيارة أبنائه حتى افتقدهم جميعا، تلك هي قصتنا المفجعة وحكايتنا الأليمة والتي دارت أحداثها الحزينة في أحد وديان تهامة وكتبت فصولها سيول وادي جفن ببلاد شمران في العرضية الجنوبية.
أراد الأب أن يعبر عن فرحته العارمة بقدوم أبنائه من أقاصي مدن المملكة لزيارته في قريته الصغيرة فقرر أن يكون هذا الاحتفاء مختلفا وأن تكون هذه الفرحة مميزة فأشار عليهم بالنزول إلى تهامة ذلك المشتى الجميل والذي تهفو إليه أفئدة أهل السراة كلما أحسوا بلسعات برد الشتاء، ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر وما تخفيه له تلك الليلة المطيرة.
كان المطر يهطل على تهامة بغزارة وسيل وادي جفن يتدفق بقوة عندما فقد ذلك الأب المكلوم أبناءه بعد أن جرفتهم سيول الوادي، لم يكن وادي جفن متوحشا حتى يتجرأ على ابتلاع تلك الأجساد الطرية، ولم تكن أمطار تهامة مرعبة ومخيفة لدرجة أنها تغرق أولئك الفتية ولكن سوء الطريق ورداءته هما من غدرا بهم وأسلماهم إلى قدرهم المحتوم، فمن يصدق أن طريقا يربط أعالي السراة بوديان تهامة ويسلكه يوميا مئات العربات ويقع على جنباته عشرات القرى يفتقد إلى أدنى درجات السلامة فلا توجد به علامات إرشادية ولا لوحات تحذيرية ويفتقد إلى الحواجز الاسمنتية والأنوار العاكسة وخصوصا في المنحنيات والأماكن الخطرة منه، ومن البديهي أن طريقا بهذا السوء وبهذا الإهمال لا توجد به أعمدة للإنارة فيبدو كالثعبان الأسود المتربص بالعابرين والسالكين.
ولقد عانى سكان القرى المحاذية لهذا الطريق من تبعاته السيئة ومن تهور السائقين الذي أفقدهم كثيرا من مواشيهم، وجاء غرق هاذين الشابين في سيول وادي جفن والتي كانت رداءة الطريق بعد إرادة الله سببا في ذلك لتضع المسؤولين في محافظة العرضيات وفي بلدية العرضية الجنوبية أمام هذا الواقع المر ولتعطي مؤشرا واضحا وصريحا بأن الوقت قد حان للالتفات إلى هذا الطريق والعمل على تفقده وإصلاح عيوبه ليصبح طريقا للحياة بدل من أن يكون طريقا للموت.
أراد الأب أن يعبر عن فرحته العارمة بقدوم أبنائه من أقاصي مدن المملكة لزيارته في قريته الصغيرة فقرر أن يكون هذا الاحتفاء مختلفا وأن تكون هذه الفرحة مميزة فأشار عليهم بالنزول إلى تهامة ذلك المشتى الجميل والذي تهفو إليه أفئدة أهل السراة كلما أحسوا بلسعات برد الشتاء، ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر وما تخفيه له تلك الليلة المطيرة.
كان المطر يهطل على تهامة بغزارة وسيل وادي جفن يتدفق بقوة عندما فقد ذلك الأب المكلوم أبناءه بعد أن جرفتهم سيول الوادي، لم يكن وادي جفن متوحشا حتى يتجرأ على ابتلاع تلك الأجساد الطرية، ولم تكن أمطار تهامة مرعبة ومخيفة لدرجة أنها تغرق أولئك الفتية ولكن سوء الطريق ورداءته هما من غدرا بهم وأسلماهم إلى قدرهم المحتوم، فمن يصدق أن طريقا يربط أعالي السراة بوديان تهامة ويسلكه يوميا مئات العربات ويقع على جنباته عشرات القرى يفتقد إلى أدنى درجات السلامة فلا توجد به علامات إرشادية ولا لوحات تحذيرية ويفتقد إلى الحواجز الاسمنتية والأنوار العاكسة وخصوصا في المنحنيات والأماكن الخطرة منه، ومن البديهي أن طريقا بهذا السوء وبهذا الإهمال لا توجد به أعمدة للإنارة فيبدو كالثعبان الأسود المتربص بالعابرين والسالكين.
ولقد عانى سكان القرى المحاذية لهذا الطريق من تبعاته السيئة ومن تهور السائقين الذي أفقدهم كثيرا من مواشيهم، وجاء غرق هاذين الشابين في سيول وادي جفن والتي كانت رداءة الطريق بعد إرادة الله سببا في ذلك لتضع المسؤولين في محافظة العرضيات وفي بلدية العرضية الجنوبية أمام هذا الواقع المر ولتعطي مؤشرا واضحا وصريحا بأن الوقت قد حان للالتفات إلى هذا الطريق والعمل على تفقده وإصلاح عيوبه ليصبح طريقا للحياة بدل من أن يكون طريقا للموت.