بلدية أضم تستهبل!
الجمعة - 12 فبراير 2016
Fri - 12 Feb 2016
ماذا لو ترك مواطن أبناءه يلعبون في منتصف الطريق السريع، وعندما نصحه الناس عن تعريضهم للخطر أجاب: لن يحدث مكروه، فالهلال الأحمر قريب، والمستشفيات تعالج مجانا!
أعتقد أن أول ردة فعل هي أن تنظر لهذا الرجل من أسفله لأسفله (هذه النوعية لا أعلى لها)، وتحاول أن تواري بعضا من دهشتك وأنت تسأله: (تستهبل؟)!
وماذا لو اشترى مواطن قطعة أرض في مجرى السيول، وبنى عليها بيته، وعند تحذيره من الخطر أجاب بكل برود: الأمر سهل ستقوم البلدية - يوما ما- بإنشاء سدود ومصدات خرسانية لصد مياه السيول!، بالتأكيد ستصرخ: (هيييه تستهبل؟)!
وماذا لو تخلصنا من «لو» التي تفتح عمل الشيطان، وتوقفنا عند قصة فتحت -هي- الأبواب لشيطان الأسئلة على الأقل؟
الأحد الماضي نشرت هذه الصحيفة على صفحتها الأولى عنوانا يقول: (بيروقراطية بلدية أضم تعطل إنشاء جامعة)، ولي ملاحظتان على صياغة العنوان أتمنى ألا تغضب الزملاء، أولا: العنوان فيه تجن واتهام بأن البلدية تعطّل التنمية، ثانيا: العنوان طويل جدا، وقد كان بالإمكان اختصاره ليصبح (بلدية أضم تستهبل)!
وأجزم أن كلمة (تستهبل) ليست مسيئة، فهي تقال للعاقل الذي يستغرب منه فعل غير منطقي، والحكاية تدور حول إنشاء مقر كلية جامعية في المحافظة، لكن الأهالي اعترضوا لوقوع المكان في وادٍ كبير، وعميد الكلية الجامعية أيضا وصف المكان (بالخَطِر) رغم وجود مكان بديل مملوك للدولة، أما رئيس البلدية، وهو العارف بأودية المحافظة والأماكن الخطرة فبرر -عفوا- فصرّح (سيكون كلامه مُقنعا لو قال إن المواطنين وعميد الكلية ليسوا هم من يحدد خطورة المكان)، لكنه قال-عفوا- اعترف بأن المكان فعلا وادٍ خطر، ووعد بإنشاء مصدات خرسانية لصد مياه السيول!
أنا مُدان لرئيس البلدية بمعلومة، فقد كنت أعتقد أن مصدات السيول هي حل لمشاكل قديمة في توزيع المنح التي اكشفنا بعد أن أصبحت أحياء كبيرة أنها في أودية، ولأن إزالة هذه الأحياء مستحيلة، لجأنا إلى المصدات الخرسانية، أي إنها علاج لمشكلة، لكنني اكتشفتُ بفضل الرئيس أننا تطوّرنا فأصبحنا نصنع المشكلة ومن ثم نبحث لها عن حلول!، وهذا لا يدخل بباب (الاستهبال)، لكن فكروا بمنطق، فنحن لا توجد لدينا مشاكل، وفي المقابل توجد لدينا حلول كثيرة، هل يعقل ألا نستفيد من هذه الحلول بحجة أن لا مشاكل لدينا، فالمفترض أن نُوجد مشاكل كي نستفيد من الحلول، ليس من المنطقي أن نركن الحلول ولا نستثمرها!
رئيس البلدية يقول: (مقر الكلية الجامعية أمر مفروغ منه)، ولترجمة المقولة لغير الناطقين بالفصحى: (الرجّال يقول أنا قلت يعني قلت)، وهذه الجملة لو صدرت من غير رئيس بلدية لقلتُ: (إما أنه يستهبل أو فاهم الحزم خطأ)!
[email protected]
أعتقد أن أول ردة فعل هي أن تنظر لهذا الرجل من أسفله لأسفله (هذه النوعية لا أعلى لها)، وتحاول أن تواري بعضا من دهشتك وأنت تسأله: (تستهبل؟)!
وماذا لو اشترى مواطن قطعة أرض في مجرى السيول، وبنى عليها بيته، وعند تحذيره من الخطر أجاب بكل برود: الأمر سهل ستقوم البلدية - يوما ما- بإنشاء سدود ومصدات خرسانية لصد مياه السيول!، بالتأكيد ستصرخ: (هيييه تستهبل؟)!
وماذا لو تخلصنا من «لو» التي تفتح عمل الشيطان، وتوقفنا عند قصة فتحت -هي- الأبواب لشيطان الأسئلة على الأقل؟
الأحد الماضي نشرت هذه الصحيفة على صفحتها الأولى عنوانا يقول: (بيروقراطية بلدية أضم تعطل إنشاء جامعة)، ولي ملاحظتان على صياغة العنوان أتمنى ألا تغضب الزملاء، أولا: العنوان فيه تجن واتهام بأن البلدية تعطّل التنمية، ثانيا: العنوان طويل جدا، وقد كان بالإمكان اختصاره ليصبح (بلدية أضم تستهبل)!
وأجزم أن كلمة (تستهبل) ليست مسيئة، فهي تقال للعاقل الذي يستغرب منه فعل غير منطقي، والحكاية تدور حول إنشاء مقر كلية جامعية في المحافظة، لكن الأهالي اعترضوا لوقوع المكان في وادٍ كبير، وعميد الكلية الجامعية أيضا وصف المكان (بالخَطِر) رغم وجود مكان بديل مملوك للدولة، أما رئيس البلدية، وهو العارف بأودية المحافظة والأماكن الخطرة فبرر -عفوا- فصرّح (سيكون كلامه مُقنعا لو قال إن المواطنين وعميد الكلية ليسوا هم من يحدد خطورة المكان)، لكنه قال-عفوا- اعترف بأن المكان فعلا وادٍ خطر، ووعد بإنشاء مصدات خرسانية لصد مياه السيول!
أنا مُدان لرئيس البلدية بمعلومة، فقد كنت أعتقد أن مصدات السيول هي حل لمشاكل قديمة في توزيع المنح التي اكشفنا بعد أن أصبحت أحياء كبيرة أنها في أودية، ولأن إزالة هذه الأحياء مستحيلة، لجأنا إلى المصدات الخرسانية، أي إنها علاج لمشكلة، لكنني اكتشفتُ بفضل الرئيس أننا تطوّرنا فأصبحنا نصنع المشكلة ومن ثم نبحث لها عن حلول!، وهذا لا يدخل بباب (الاستهبال)، لكن فكروا بمنطق، فنحن لا توجد لدينا مشاكل، وفي المقابل توجد لدينا حلول كثيرة، هل يعقل ألا نستفيد من هذه الحلول بحجة أن لا مشاكل لدينا، فالمفترض أن نُوجد مشاكل كي نستفيد من الحلول، ليس من المنطقي أن نركن الحلول ولا نستثمرها!
رئيس البلدية يقول: (مقر الكلية الجامعية أمر مفروغ منه)، ولترجمة المقولة لغير الناطقين بالفصحى: (الرجّال يقول أنا قلت يعني قلت)، وهذه الجملة لو صدرت من غير رئيس بلدية لقلتُ: (إما أنه يستهبل أو فاهم الحزم خطأ)!
[email protected]