كيف تقتل عبقريا في ثلاث خطوات
الجمعة - 12 فبراير 2016
Fri - 12 Feb 2016
وهذا عنوان جذاب ظل يغازلني طويلا لأكتب كتابا عنه، وربما أجني من خلف نشره الملايين، ناهيك عن دخولي لعالم الشهرة برتبة نجم تويتر مليوني؛ وكل ذلك يأتي ضمن هدف سام، أسعى من خلاله لتهوين مهمة إزاحة غير المرغوب فيهم، وجعلها ميسرة لكل من يريد ذلك، وبأقل الخسائر.
وأنا لم آت بالحاجة الماسة لذلك من عندي، ولكني شربتها طازجة من خلال عصيرات مجتمعاتنا، وفواكه عقلياتنا، وخليط تعاملاتنا الإدارية الفجة، حيث إن الأغلبية بيننا تعودوا الشعور بنشاز العبقري، وثقل طينته، وتهديده لمكانتهم متى ما وجد حولهم، وفشل محاولاتهم المؤدبة البائسة للتخلص منه؛ عليه فربما يكون هذا الكتاب العلمي العملي أسهل طريقة للتخلص من جنس العباقرة، الذين قد نشعر في وجودهم بأننا أقل منهم عقليا، وبأننا مهما تعلمنا، ومهما تفلسفنا وارتقينا نظل ننظر لهم من تحت للأعلى، منهكين عضلات رقابنا وفقراتها، وهم ينظرون لنا من زاوية منفرجة سالبة.
وهذا الكتاب لن أدعي بأنني أنا من كتبه، حتى لا يرميني البعض بالسرقة الأدبية، وينصحوني بأن لا أحزن، بكل لغات العالم، فأجزم بأنه من صنع عربي لا تخالطه مشوبة.
حقيقة، ما أجمل أن نعيش كعرب، دون أن يرفع أحدنا رأسه علينا، أو أن يدعي معرفة ما لا نعرفه، فنحن (نأكلها وهي والعة)، و(نلقطها وهي طايرة)، ونعرف (الكفت)، و(نقرأ الورق من قفيه)، ولا يقف أمامنا سؤال لا نعرف له حلا، وطالما أننا لا نستطيع أن نكون كلنا عباقرة، فلنتفق على قتل كل عبقري، قبل أن يرفع رأسه الضخم علينا.
وحتى لا يظن البعض أني أدعو للاغتيالات وقتل من لا يعجبني، ويخلط بيني وبين الإرهابيين، فإنني أوضح أن القتل لا يكون دوما بالذبح، والتفجير، ولا بالحرق، والدهس بالمجنزرات، ولا بالرمي من شاهق فقط، ولكنه يمكن أن يكون قتلا رحيما، لا يتعدى فكرة القتل!.
ونعود للخطوات المقترحة لقتل كل عبقري، أو حتى من تظهر عليه ملامح «العبقرة»، بالخطوات الثلاث الآتية:
1. قم بتحديد حقيقة نيل الشخص المقصود للقب العبقري، وذلك بدراسة مميزاته العقلية والشخصية، وتطلعاته، وإشادة العالم الأجنبي به وبقدراته، وشهاداته، حتى لا يكون من أصحاب الشهادات الوهمية غاصبي المنابر والمناصب.
2. قم بحملة دعائية قوية للعبقري، واجعله يظهر في كل وسيلة إعلامية، وكل موقع تواصل، ليشرح للعرب عن عبقريته، وعن اختراعاته، وعن كيفية تعامل العالم الأجنبي معه.
3. قم بنزعه من المختبرات، والجامعات، ومن مراكز البحث، ومن العمل على تطوير نفسه، ومن الطموح العلمي، وعينه في مركز إداري سمين الميزانية، واشغله بالحضور والانصراف والتوقيع، واستعراض الملفات، وإدارة مؤسسة ضخمة تبتلع عبقريته.
وعند ذلك تتحقق الخطة العبقرية، ويتم قتل العبقري، بالتشتيت والضياع، وبالبعد عن التميز، وصدقني فسرعان ما ستجد مثله مثلك، ومثل جميع الإداريين المدلدلين سيقانهم من فوق كراسي الإدارة، وممن يجربون الحلاقة في رؤوس الأيتام.
وانظر إليه بعد فترة من بعيد، ولا تظهر له ضحكتك، حتى لا يفهم ببقايا عبقريته المندثرة حبكة الخطة، ولا يتمكن من العودة للحياة، بعد أن قتلته بكل معاني الكلمة.
[email protected]
وأنا لم آت بالحاجة الماسة لذلك من عندي، ولكني شربتها طازجة من خلال عصيرات مجتمعاتنا، وفواكه عقلياتنا، وخليط تعاملاتنا الإدارية الفجة، حيث إن الأغلبية بيننا تعودوا الشعور بنشاز العبقري، وثقل طينته، وتهديده لمكانتهم متى ما وجد حولهم، وفشل محاولاتهم المؤدبة البائسة للتخلص منه؛ عليه فربما يكون هذا الكتاب العلمي العملي أسهل طريقة للتخلص من جنس العباقرة، الذين قد نشعر في وجودهم بأننا أقل منهم عقليا، وبأننا مهما تعلمنا، ومهما تفلسفنا وارتقينا نظل ننظر لهم من تحت للأعلى، منهكين عضلات رقابنا وفقراتها، وهم ينظرون لنا من زاوية منفرجة سالبة.
وهذا الكتاب لن أدعي بأنني أنا من كتبه، حتى لا يرميني البعض بالسرقة الأدبية، وينصحوني بأن لا أحزن، بكل لغات العالم، فأجزم بأنه من صنع عربي لا تخالطه مشوبة.
حقيقة، ما أجمل أن نعيش كعرب، دون أن يرفع أحدنا رأسه علينا، أو أن يدعي معرفة ما لا نعرفه، فنحن (نأكلها وهي والعة)، و(نلقطها وهي طايرة)، ونعرف (الكفت)، و(نقرأ الورق من قفيه)، ولا يقف أمامنا سؤال لا نعرف له حلا، وطالما أننا لا نستطيع أن نكون كلنا عباقرة، فلنتفق على قتل كل عبقري، قبل أن يرفع رأسه الضخم علينا.
وحتى لا يظن البعض أني أدعو للاغتيالات وقتل من لا يعجبني، ويخلط بيني وبين الإرهابيين، فإنني أوضح أن القتل لا يكون دوما بالذبح، والتفجير، ولا بالحرق، والدهس بالمجنزرات، ولا بالرمي من شاهق فقط، ولكنه يمكن أن يكون قتلا رحيما، لا يتعدى فكرة القتل!.
ونعود للخطوات المقترحة لقتل كل عبقري، أو حتى من تظهر عليه ملامح «العبقرة»، بالخطوات الثلاث الآتية:
1. قم بتحديد حقيقة نيل الشخص المقصود للقب العبقري، وذلك بدراسة مميزاته العقلية والشخصية، وتطلعاته، وإشادة العالم الأجنبي به وبقدراته، وشهاداته، حتى لا يكون من أصحاب الشهادات الوهمية غاصبي المنابر والمناصب.
2. قم بحملة دعائية قوية للعبقري، واجعله يظهر في كل وسيلة إعلامية، وكل موقع تواصل، ليشرح للعرب عن عبقريته، وعن اختراعاته، وعن كيفية تعامل العالم الأجنبي معه.
3. قم بنزعه من المختبرات، والجامعات، ومن مراكز البحث، ومن العمل على تطوير نفسه، ومن الطموح العلمي، وعينه في مركز إداري سمين الميزانية، واشغله بالحضور والانصراف والتوقيع، واستعراض الملفات، وإدارة مؤسسة ضخمة تبتلع عبقريته.
وعند ذلك تتحقق الخطة العبقرية، ويتم قتل العبقري، بالتشتيت والضياع، وبالبعد عن التميز، وصدقني فسرعان ما ستجد مثله مثلك، ومثل جميع الإداريين المدلدلين سيقانهم من فوق كراسي الإدارة، وممن يجربون الحلاقة في رؤوس الأيتام.
وانظر إليه بعد فترة من بعيد، ولا تظهر له ضحكتك، حتى لا يفهم ببقايا عبقريته المندثرة حبكة الخطة، ولا يتمكن من العودة للحياة، بعد أن قتلته بكل معاني الكلمة.
[email protected]