أكد الكاتب بيتر بيرجن أن 80 % من الـ330 معتقلا في أمريكا بتهمة الإرهاب إما مواطنون أمريكيون أو مقيمون دائمون بشكل قانوني، مشيرا في كتابه «الولايات المتحدة الجهادية: دراسة إرهابيي أمريكا المحليين» إلى أن الافتراضات المتعلقة بالمتطرفين لا تنطبق عليهم.
وبحسب البحث الذي أجراه بيرجن فإن متوسط أعمار هؤلاء المتهمين هو 29 سنة، وأكثر من 30% منهم متزوجون، وكثير منهم لديهم أطفال. بالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من 15% من مؤيدي تنظيم داعش في أمريكا هم من النساء. وأضاف بأن الجهاديين الأمريكيين، بشكل وسطي، يتمتعون بنفس مستوى التعليم والاستقرار العاطفي للمواطن النموذجي. ويعد كتاب «الولايات المتحدة الجهادية»» بمثابة تشريح لشخصيات الإرهابيين الذين نشؤوا وتعلموا في أمريكا، وبعضهم معروفون جيدا لدى الشعب الأمريكي، مثل الأخوين اللذين نفذا تفجيرات بوسطن، زوخار و تامرلان تسارنايف؛ وآخرون ليسوا بنفس الشهرة، مثل زكريا تشيسر من فرجينيا، الذي اعترف في 2010 بتقديم الدعم لتنظيم «الشباب» الصومالي المرتبط بالقاعدة، وبالتحريض على العنف ضد مقدمي برنامج «ساوث بارك» الكوميدي الشهير بحجة الإساءة إلى الإسلام. واطلع بيرجن بشكل واسع على قضايا الإرهاب وسبق له أن ألف أربعة كتب عن هذا الموضوع، ولذلك فإنه يكتب بمصداقية ومسؤولية استنادا إلى مصادره الكثيرة في المجتمع الاستخباراتي.
أمريكيون إرهابيون
وتطرق بيرجن في كتابه لعدة شخصيات أمريكية انتهت للإرهاب والتطرف، ومنهم:
01 أنور العولقي
ولد في أمريكا وتطور من ناشر للدعاية الإعلامية الجهادية على الانترنت إلى ناشط بارز في فرع تنظيم القاعدة في اليمن، واستهدف في غارة لطائرات أمريكية بدون طيار وقتل في 2011. ويتحدث بيرجن عن الدور الفعال الذي لعبه العولقي في حياته وحتى بعد مماته في إلهام الشباب وتشجيعهم للانضمام إلى الحركات الجهادية. كما يسلط الضوء بشكل خاص على عملية تحوله إلى التطرف.
02 نضال حسن
نشأ في عائلة من الطبقة الوسطى في فيرجينيا، تطوع في الجيش الأمريكي وأصبح فيما بعد أخطر شخص عمل لوحده من بين جميع الآخرين، حيث قتل 13 شخصا في معسكر فورت هود.
03 دافيد كولمان هيدلي
أدار محل فيديو في منهاتن ويعمل مخبرا لإدارة مكافحة المخدرات، شارك في التخطيط لهجمات 2008 الإرهابية في مومباي في الهند التي قُتِل فيها أكثر من 160 شخصا.
04 سمير خان
المراهق النموذجي من لونج ايلاند، أحب ألعاب الفيديو وملاحقة الفتيات، كما يقول بيرجن، أصبح مدونا جهاديا متطرفا فيما بعد. بعد انتقاله إلى اليمن، أنشأ مجلة الكترونية كانت تنشر مقالات حول المتفجرات، مثل مقال «اصنع عبوة متفجرة في مطبخ والدتك»، ومقالات تدعو للاستعداد للجهاد المقدس، وجذبت هذه المجلة اهتمام جيل جديد من الإرهابيين الغربيين مثل الأخوين تسارنايف اللذين نفذا تفجيرات بوسطن الشهيرة.
05 فيصل شاه زاد
خضع لدورة تدريبية في معسكرات طالبان باكستان تعلم فيها صنع العبوات المتفجرة، وعاد ليفخخ سيارة ويضعها في ساحة تايمز سكوير في مايو 2010. لكن لم يكن يتمتع بالمهارة الكافية لتفخيخ السيارة بشكل صحيح، ولذلك لم تنفجر السيارة كما يجب.
دوافع للإرهاب
وبالرغم من أن بيرجن لا يتحدث بالتفصيل عن دوافع بعض الأمريكيين للتحول إلى الإرهاب، إلا أنه يوضح بأن الكثير منهم يشتركون في رغبة جذب الاهتمام والبحث عن الانتماء. ويشير الكاتب هنا إلى تقرير كتبه محللان في شؤون الاستخبارات في شرطة نيويورك ويقول إن بعض المشاكل والمصاعب الشخصية «خسارة عمل، وفاة أحد أفراد العائلة، التعرض لنوع من التمييز العنصري» تؤدي غالبا إلى إحداث «ثغرة معرفية» تساعد على التحول نحو معتقدات دينية متطرفة. ويبين بيرجن أنه من خلال فهم مراحل التحول إلى التطرف لكثير من الإرهابيين، تأمل السلطات الأمنية اكتشاف التهديدات المحتملة والتدخل قبل أن تكتمل عملية التحول إلى الفكر الجهادي، أو على الأقل قبل تنفيذ الخطة المفترضة. وهناك حالات لعودة بعض المتطرفين من الخارج لتنفيذ هجمات خطيرة داخل أمريكا
التهديد الأكبر
ومن وجهة نظر بيرجن فإن التهديد الأكبر لأمن أمريكا يأتي من الإرهابيين الذين يعملون بشكل منفرد، ويستوحون الإلهام من تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش عن طريق متابعة هذه التنظيمات على صفحات الانترنت، ويشير هنا إلى صعوبة ملاحقة من يعمل منهم بشكل منفرد. وأكد بأن مشكلة مسؤولي مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة لم تكن في افتقارهم إلى المعلومات الكافية «ولكن في أنهم لم يفهموا المعلومات بشكل كاف»، موضحا أن مراكز توحيد المعلومات التابعة لفرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب في أمريكا ساعدت السلطات الأمنية على تنسيق الجهود، وأن العدد القليل نسبيا من الهجمات الإرهابية منذ 11 سبتمبر تبين أن الإجراءات الدفاعية الأمريكية نجحت في تشكيل رادع فعال ضد النشاطات الإرهابية.
تفاصيل موثقة
وتشكل التفاصيل الموثقة التي يقدمها بيرجن عن المؤامرات الإرهابية -سواء التي تم تنفيذها أو الفاشلة- مادة مشوقة وممتعة للقارئ الأمريكي، خاصة وأن نحو 83% من الأمريكيين الذين شاركوا في استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك أخيرا قالوا إنهم يرجحون وقوع هجوم إرهابي بأمريكا في المستقبل القريب، وأكد بيرجن أن مثل هذه المخاوف مبالغ فيها، ويقدم وجهة نظر أكثر واقعية. ومع أنه يعترف أنه ستمر سنوات طويلة قبل أن يتلاشى الإرهاب الجهادي، إلا أنه يعتقد أن هذا النوع من الإرهاب لا يشكل تهديدا وجوديا لأمريكا مثل الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة.
«بيتر بيرجن كاتب وخبير في شؤون الإرهاب، له أربعة كتب في هذا الموضوع دخلت ثلاثة منها قائمة الكتب الأكثر مبيعا. وهو محلل أمني لشبكة أخبار CNN، وأستاذ في جامعة أريزونا، ونائب رئيس مؤسسة (أمريكا الجديدة) للأبحاث. يعيش في واشنطن مع زوجته وأطفاله».
وبحسب البحث الذي أجراه بيرجن فإن متوسط أعمار هؤلاء المتهمين هو 29 سنة، وأكثر من 30% منهم متزوجون، وكثير منهم لديهم أطفال. بالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من 15% من مؤيدي تنظيم داعش في أمريكا هم من النساء. وأضاف بأن الجهاديين الأمريكيين، بشكل وسطي، يتمتعون بنفس مستوى التعليم والاستقرار العاطفي للمواطن النموذجي. ويعد كتاب «الولايات المتحدة الجهادية»» بمثابة تشريح لشخصيات الإرهابيين الذين نشؤوا وتعلموا في أمريكا، وبعضهم معروفون جيدا لدى الشعب الأمريكي، مثل الأخوين اللذين نفذا تفجيرات بوسطن، زوخار و تامرلان تسارنايف؛ وآخرون ليسوا بنفس الشهرة، مثل زكريا تشيسر من فرجينيا، الذي اعترف في 2010 بتقديم الدعم لتنظيم «الشباب» الصومالي المرتبط بالقاعدة، وبالتحريض على العنف ضد مقدمي برنامج «ساوث بارك» الكوميدي الشهير بحجة الإساءة إلى الإسلام. واطلع بيرجن بشكل واسع على قضايا الإرهاب وسبق له أن ألف أربعة كتب عن هذا الموضوع، ولذلك فإنه يكتب بمصداقية ومسؤولية استنادا إلى مصادره الكثيرة في المجتمع الاستخباراتي.
أمريكيون إرهابيون
وتطرق بيرجن في كتابه لعدة شخصيات أمريكية انتهت للإرهاب والتطرف، ومنهم:
01 أنور العولقي
ولد في أمريكا وتطور من ناشر للدعاية الإعلامية الجهادية على الانترنت إلى ناشط بارز في فرع تنظيم القاعدة في اليمن، واستهدف في غارة لطائرات أمريكية بدون طيار وقتل في 2011. ويتحدث بيرجن عن الدور الفعال الذي لعبه العولقي في حياته وحتى بعد مماته في إلهام الشباب وتشجيعهم للانضمام إلى الحركات الجهادية. كما يسلط الضوء بشكل خاص على عملية تحوله إلى التطرف.
02 نضال حسن
نشأ في عائلة من الطبقة الوسطى في فيرجينيا، تطوع في الجيش الأمريكي وأصبح فيما بعد أخطر شخص عمل لوحده من بين جميع الآخرين، حيث قتل 13 شخصا في معسكر فورت هود.
03 دافيد كولمان هيدلي
أدار محل فيديو في منهاتن ويعمل مخبرا لإدارة مكافحة المخدرات، شارك في التخطيط لهجمات 2008 الإرهابية في مومباي في الهند التي قُتِل فيها أكثر من 160 شخصا.
04 سمير خان
المراهق النموذجي من لونج ايلاند، أحب ألعاب الفيديو وملاحقة الفتيات، كما يقول بيرجن، أصبح مدونا جهاديا متطرفا فيما بعد. بعد انتقاله إلى اليمن، أنشأ مجلة الكترونية كانت تنشر مقالات حول المتفجرات، مثل مقال «اصنع عبوة متفجرة في مطبخ والدتك»، ومقالات تدعو للاستعداد للجهاد المقدس، وجذبت هذه المجلة اهتمام جيل جديد من الإرهابيين الغربيين مثل الأخوين تسارنايف اللذين نفذا تفجيرات بوسطن الشهيرة.
05 فيصل شاه زاد
خضع لدورة تدريبية في معسكرات طالبان باكستان تعلم فيها صنع العبوات المتفجرة، وعاد ليفخخ سيارة ويضعها في ساحة تايمز سكوير في مايو 2010. لكن لم يكن يتمتع بالمهارة الكافية لتفخيخ السيارة بشكل صحيح، ولذلك لم تنفجر السيارة كما يجب.
دوافع للإرهاب
وبالرغم من أن بيرجن لا يتحدث بالتفصيل عن دوافع بعض الأمريكيين للتحول إلى الإرهاب، إلا أنه يوضح بأن الكثير منهم يشتركون في رغبة جذب الاهتمام والبحث عن الانتماء. ويشير الكاتب هنا إلى تقرير كتبه محللان في شؤون الاستخبارات في شرطة نيويورك ويقول إن بعض المشاكل والمصاعب الشخصية «خسارة عمل، وفاة أحد أفراد العائلة، التعرض لنوع من التمييز العنصري» تؤدي غالبا إلى إحداث «ثغرة معرفية» تساعد على التحول نحو معتقدات دينية متطرفة. ويبين بيرجن أنه من خلال فهم مراحل التحول إلى التطرف لكثير من الإرهابيين، تأمل السلطات الأمنية اكتشاف التهديدات المحتملة والتدخل قبل أن تكتمل عملية التحول إلى الفكر الجهادي، أو على الأقل قبل تنفيذ الخطة المفترضة. وهناك حالات لعودة بعض المتطرفين من الخارج لتنفيذ هجمات خطيرة داخل أمريكا
التهديد الأكبر
ومن وجهة نظر بيرجن فإن التهديد الأكبر لأمن أمريكا يأتي من الإرهابيين الذين يعملون بشكل منفرد، ويستوحون الإلهام من تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش عن طريق متابعة هذه التنظيمات على صفحات الانترنت، ويشير هنا إلى صعوبة ملاحقة من يعمل منهم بشكل منفرد. وأكد بأن مشكلة مسؤولي مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة لم تكن في افتقارهم إلى المعلومات الكافية «ولكن في أنهم لم يفهموا المعلومات بشكل كاف»، موضحا أن مراكز توحيد المعلومات التابعة لفرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب في أمريكا ساعدت السلطات الأمنية على تنسيق الجهود، وأن العدد القليل نسبيا من الهجمات الإرهابية منذ 11 سبتمبر تبين أن الإجراءات الدفاعية الأمريكية نجحت في تشكيل رادع فعال ضد النشاطات الإرهابية.
تفاصيل موثقة
وتشكل التفاصيل الموثقة التي يقدمها بيرجن عن المؤامرات الإرهابية -سواء التي تم تنفيذها أو الفاشلة- مادة مشوقة وممتعة للقارئ الأمريكي، خاصة وأن نحو 83% من الأمريكيين الذين شاركوا في استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك أخيرا قالوا إنهم يرجحون وقوع هجوم إرهابي بأمريكا في المستقبل القريب، وأكد بيرجن أن مثل هذه المخاوف مبالغ فيها، ويقدم وجهة نظر أكثر واقعية. ومع أنه يعترف أنه ستمر سنوات طويلة قبل أن يتلاشى الإرهاب الجهادي، إلا أنه يعتقد أن هذا النوع من الإرهاب لا يشكل تهديدا وجوديا لأمريكا مثل الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة.
«بيتر بيرجن كاتب وخبير في شؤون الإرهاب، له أربعة كتب في هذا الموضوع دخلت ثلاثة منها قائمة الكتب الأكثر مبيعا. وهو محلل أمني لشبكة أخبار CNN، وأستاذ في جامعة أريزونا، ونائب رئيس مؤسسة (أمريكا الجديدة) للأبحاث. يعيش في واشنطن مع زوجته وأطفاله».