زيكا يا وزارة الصحة

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 12 فبراير 2016

Fri - 12 Feb 2016

في ظل الذعر العالمي من انتشار فيروس زيكا وتصريحات رئيسة الوزراء البرازيلية ديلما روسيف التي أعلنت فيها هزيمة بلادها في حربها ضد البعوض الناقل للفيروس، طالعنا وكيل وزارة الصحة للصحة العامة عبدالعزيز بن سعيد بخبر آثار القلق لدى الكثيرين، ألا وهو أن البعوض الناقل للفيروس موجود في المملكة وهو نفس البعوض الناقل لحمى الضنك، وحيث إن مجرد تذكر حمى الضنك وتعامل الوزارة معها في بدايتها يبعث القلق في النفوس فقد أراد أن يطمئن المواطنين فذكر أن احتمال انتقال المرض إلينا ضعيف وأن مركز القيادة والتحكم بالوزارة يتابع هذا المرض ويقوم بالواجب تجاهه وفق ثلاثة مبادئ وهي الوقاية والتعرف والاستجابة، وذكر بأن المركز قد قام بتعميم تعريف المرض على الجهات الصحية المختلفة وكيفية التعامل مع الحالات المشكوك فيها، وأنهم في المركز يتابعون تطورات الوضع العالمي للمرض ومستوى خطورة انتقاله للمملكة. ولقد أثار قلقي هذا المرض لجهلي التام به فرجعت إلى موقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية علني أجد فيه ما يبدد هذا الجهل ولكن مع الأسف لم أجد بغيتي هناك، فرجعت إلى علامة العصر «قوقل» فخرجت ببعض المعلومات التي أحببت أن أشارككم بها للفائدة العامة وهي:

زيكا هو من الأمراض الفيروسية وينتمي إلى جنس الفيروسات المصفرة ويشترك معها في بعض الأعراض مثل الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة وآلام في العضلات والمفاصل والصداع، وهذه الأعراض عادة ما تكون خفيفة وتستمر ما بين يومين وسبعة أيام وينتقل هذا الفيروس عن طريق نوع من البعوض الحامل للمرض والذي يسمى البعوضة الزاعجة وخاصة نوع الزاعجة المصرية، وتشير بعض التقارير إلى احتمالية وجود علاقة بين إصابة النساء الحوامل بهذا المرض وبين إنجابهن لأطفال يعانون من التشوه الخلقي «الصعل» (Microcephaly) وهو صغر الرأس ولقد تم اكتشاف الفيروس للمرة الأولى في قرود الريص في أوغندا عام 1947م ثم بعد ذلك تم اكتشاف الحالات الأولى لإصابة البشر عام 1952م في كل من أوغندا وتنزانيا ثم توالى تسجيل الحالات وتفشى المرض في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادي ثم تفشى المرض عام 2007م في جزيرة ياب من جزر الكارولين غرب المحيط الهادي.

وفي عام 2013م انتشر المرض مرة أخرى في بولينيزيا الفرنسية في جنوب المحيط الهادي، وفي العام الماضي انتشر في البرازيل وكولومبيا وكابو فيردي، كما أعلنت 13 دولة من دول الأمريكتين عن حالات متفرقة من العدوى ومع بداية هذا العام أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه من المتوقع أن ينتشر فيروس زيكا في كل دول الأمريكتين عدا كندا وتشيلي.

ونصحت النساء اللواتي يرغبن بالسفر إلى مناطق ينتشر فيها فيروس زيكا أن يستشرن الطبيب قبل السفر وبعد العودة، كما أن الحكومة في باراغواي نصحت النساء بتأخير الحمل ستة أو ثمانية أشهر في محاولة لتجنب إنجاب أطفال مشوهين. وفي البرازيل أعلنت وزارة الصحة أن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس وصل إلى 3893 طفلا توفي منهم 49 طفلا. وقد حذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من سفر الأمهات الحوامل إلى 14 دولة ومنطقة في الكاريبي وأمريكا اللاتينية ينتشر فيها فيروس زيكا، وفي كولومبيا قال وزير الصحة أليخاندرو جافيريا إن فيروس زيكا أصاب أكثر من 13500 شخص بالفعل في البلاد وقد يصيب نحو سبعمئة ألف شخص فيها، وأن من بين المصابين 560 امرأة من الحوامل ولم يتم تسجيل حالات لأطفال مصابين بصغر الرأس.

فيا وزارة الصحة! لا نريد خطابات تطمين ولا تعاميم توزع على الجهات الصحية، بل نريد حملة تعريفية بالمرض وتنسيق الجهود بين الوزارة والجامعات ومراكز البحوث والمختبرات ومصانع الأدوية من أجل البحث عن لقاح وأدوية تكافح هذا المرض قبل وصوله إلينا حتى لا تتكرر الأخطاء التي صاحبت انتشار كورونا لدينا.