يا من شرى له من حلاله علة
الأربعاء - 10 فبراير 2016
Wed - 10 Feb 2016
المثل الشعبي الذي يشكل عنوان المقال - المطروح تحت أنظاركم - واسع الانتشار في الخليج، وقد استحضرته بعد مغادرتي إحدى الإدارات الحكومية منتصف الأسبوع الفائت.
الجدير بالإشارة في البداية أن بعض مدراء المصالح الرسمية يجمعون الكفاءة وحسن الخلق والطموح، والمنصف يمكن أن يلمس ذلك في بيئة الأعمال التي يتسنم جهازها التنفيذي أتباع هذا المثلث المبشر بالخير، ومن حسن الحظ أن لي صديقا من هؤلاء القوم «الأقلية» في عالم الإدارة العربية في عصرنا الراهن.. هذه ليست نظرة تشاؤمية ولا نظرية تأمرية، المسألة مجرد تفاعل مع صوت الشعب العربي في كل مكان، الكل يشكو سوء الأوضاع الإدارية، والحديث عن الفساد المالي والإداري يشرق عبر الوطن العربي، ويغرب ويأخذ في طريقة ما تسير عن المحسوبية وأخواتها.
عموما النزاهة شبه متوقفة في الحنجرة العربية، ربما أن ضعف الأدلة على نموها وتحركها أدى إلى حبسها، أيضا المتوقع أن المواطن العربي على مجمل الخارطة يرزح تحت ثقل غير النزاهة، وتَعود بالتالي على عدم تصديق وجودها أصلا مع أن التفاؤل بحسن القادم من فنون تجويد الحياة.
وعودا إلى عنوان المقال ومثيرات استحضاره، أقول إن كثيرا من الأمثال العربية يمكن إسقاطها على بعض الأحوال الإدارية، وهذا ما خلصت إليه عن قناعة تامة. وقد رأيت في الإدارة التي يشرف على إدارتها صديقي المدير موظفا يتصرف على غير هدى، وقد لبس ثوبا أوسع من مقاساته الفكرية والمهنية، فهمت لاحقا أن المدير توسم فيه الحيوية للقيام ببعض الأعمال التي تتناسب مع وضعه، خاصة وأنها في مسار أعمال الإدارة الدنيا بحسب المستويات الوظيفية المتعارف عليها في أدبيات الإدارة.
المصيبة أنه كلما قلت درجة المستوى توسعت علاقته بالجمهور، وفرضت الحرص في اختيار ممثل الجهة. لهذا تُعتبر الطاولة الأمامية في قطاع الأعمال خاصها وعامها ذات شأن مهم، وهو الشأن الذي يمكن أن يسهم في تقوية الإنتاج وحماية السمعة، ويمكن أن يخل بالعمليات الإنتاجية، ويلوث سمعة المنشأة، سواء كانت حكومية أو أهلية، لهذا يتفنن القادة الإداريون في البحث عن موظفي الواجهة والخطوط الأمامية، ويزدادون حماسا في استقطاب المميزين الذين لا يخلف وجودهم خسائر، ولا تنتهي تصرفاتهم إلى تأزيم العلاقات في بيئية العمل الداخلية، أو مع الجمهور، أي إنهم «لا يشرون لهم من حلالهم علة»، كما يقول المثل الذي وقع في حبائله صديقي المدير الناجح بامتياز، المحتمل سقوط بعض محاسن عمله، ولا أقول كلها بمقتضى المثل الشعبي الدارج المشار إليه سلفا.
بعض الأمثال الشعبية الدارجة يأتي جاهزا للإسقاط المباشر على أكثر من مسألة نتيجة قوة العلاقة بين تركيبة المثل ومعطيات الواقع.. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]
الجدير بالإشارة في البداية أن بعض مدراء المصالح الرسمية يجمعون الكفاءة وحسن الخلق والطموح، والمنصف يمكن أن يلمس ذلك في بيئة الأعمال التي يتسنم جهازها التنفيذي أتباع هذا المثلث المبشر بالخير، ومن حسن الحظ أن لي صديقا من هؤلاء القوم «الأقلية» في عالم الإدارة العربية في عصرنا الراهن.. هذه ليست نظرة تشاؤمية ولا نظرية تأمرية، المسألة مجرد تفاعل مع صوت الشعب العربي في كل مكان، الكل يشكو سوء الأوضاع الإدارية، والحديث عن الفساد المالي والإداري يشرق عبر الوطن العربي، ويغرب ويأخذ في طريقة ما تسير عن المحسوبية وأخواتها.
عموما النزاهة شبه متوقفة في الحنجرة العربية، ربما أن ضعف الأدلة على نموها وتحركها أدى إلى حبسها، أيضا المتوقع أن المواطن العربي على مجمل الخارطة يرزح تحت ثقل غير النزاهة، وتَعود بالتالي على عدم تصديق وجودها أصلا مع أن التفاؤل بحسن القادم من فنون تجويد الحياة.
وعودا إلى عنوان المقال ومثيرات استحضاره، أقول إن كثيرا من الأمثال العربية يمكن إسقاطها على بعض الأحوال الإدارية، وهذا ما خلصت إليه عن قناعة تامة. وقد رأيت في الإدارة التي يشرف على إدارتها صديقي المدير موظفا يتصرف على غير هدى، وقد لبس ثوبا أوسع من مقاساته الفكرية والمهنية، فهمت لاحقا أن المدير توسم فيه الحيوية للقيام ببعض الأعمال التي تتناسب مع وضعه، خاصة وأنها في مسار أعمال الإدارة الدنيا بحسب المستويات الوظيفية المتعارف عليها في أدبيات الإدارة.
المصيبة أنه كلما قلت درجة المستوى توسعت علاقته بالجمهور، وفرضت الحرص في اختيار ممثل الجهة. لهذا تُعتبر الطاولة الأمامية في قطاع الأعمال خاصها وعامها ذات شأن مهم، وهو الشأن الذي يمكن أن يسهم في تقوية الإنتاج وحماية السمعة، ويمكن أن يخل بالعمليات الإنتاجية، ويلوث سمعة المنشأة، سواء كانت حكومية أو أهلية، لهذا يتفنن القادة الإداريون في البحث عن موظفي الواجهة والخطوط الأمامية، ويزدادون حماسا في استقطاب المميزين الذين لا يخلف وجودهم خسائر، ولا تنتهي تصرفاتهم إلى تأزيم العلاقات في بيئية العمل الداخلية، أو مع الجمهور، أي إنهم «لا يشرون لهم من حلالهم علة»، كما يقول المثل الذي وقع في حبائله صديقي المدير الناجح بامتياز، المحتمل سقوط بعض محاسن عمله، ولا أقول كلها بمقتضى المثل الشعبي الدارج المشار إليه سلفا.
بعض الأمثال الشعبية الدارجة يأتي جاهزا للإسقاط المباشر على أكثر من مسألة نتيجة قوة العلاقة بين تركيبة المثل ومعطيات الواقع.. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]