تركيا.. أرض الخلاص للأسد
تفاعل
تفاعل
الثلاثاء - 09 فبراير 2016
Tue - 09 Feb 2016
قاسية جدا صور السوريين الهاربين إلى الحدود التركية على وقع القصف الهمجي الذي تشنه قوات بشار الأسد وروسيا شمال حلب.
وقاسية أكثر الرسائل التي يبعث بها هؤلاء، متوسلين أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول إلى تركيا، بل إن بعض الحكومات الأوروبية نفسها شاركت في الأمر، حيث دعا مسؤول في الاتحاد الأوروبي تركيا إلى الالتزام بالاتفاقات الدولية واستقبال اللاجئين السوريين العالقين على حدودها. هي ذاتها الدول الأوروبية التي تشرع برلماناتها قوانين تحد من دخول اللاجئين إليها، وتحض اليونان في كل مناسبة على ضبط حدودها وإغلاقها أمام السوريين.
الرقم الذي يتحدث عنه نحو 50 ألف هارب من جحيم القصف غير المسبوق وسياسة الأرض المحروقة التي تكرر فيها روسيا ما فعلته سابقا في الشيشان.
وما هؤلاء إلا دفعة صغيرة سبقها نحو 4.5 ملايين لاجئ هربوا من سوريا واستقبلتهم دول الجوار، كانت حصة تركيا وحدها نحو مليونين منهم، معظمهم يعيش خارج المخيمات في المدن والأرياف التركية، يمارسون أعمالهم التي أنشؤوها في تركيا وكأنهم مواطنون في بلدهم، بل إن تركيا نفسها صرحت أكثر من مرة باعتزامها اتخاذ خطوات من شأنها توطين السوريين، لعل آخرها قرار تتريك المناهج الدراسية التي يدرسها الأطفال السوريون في المدارس السورية بتركيا.
ولكن – حتى الآن - ترفض تركيا السماح بدخول الهاربين من ريف حلب الشمالي، وأعلنت عزمها بناء مخيمات داخل الأراضي السورية لهم. فهل أدركت تركيا أخيرا خطأ سياستها السابقة في استيعاب السوريين الهاربين من إجرام بشار الأسد؟
طوال سنوات الثورة السابقة كانت تركيا بمثابة أرض الخلاص للسوريين الهاربين من إجرام النظام، ولكن مهلا، أليست أيضا أرض خلاص لبشار الأسد في الوقت نفسه؟
ألم تكن حديقة خلفية يلقي فيها بشار الأسد السوريين الذين لم يعد بحاجتهم! مفسحا المجال أمام خطط التغيير الديموجرافي لتبصر النور وتفرغ مناطق المعارضة من سكانها، محافظا بذلك على «سوريا المفيدة»!
إن العالم نسي حقيقة مأساة ملايين السوريين الذين دخلوا تركيا، وراحوا يمارسون حياتهم وأعمالهم بشكل شبه طبيعي، أو بات يهتم بكوارث ناشئة عن كارثتهم الأم كالغرق في البحر وصعوبات الاندماج في الدول الأوروبية، في حين يستمر المجرم ومساندوه في تهجير المزيد دون أن يقول لهم أحد: كفى.
إن استمرار دخول السوريين اللاجئين إلى تركيا والدول المجاورة هو استمرار أيضا للنظام في وحشيته، وكرت أخضر لتهجير مزيد من السوريين المعارضين دون أن يشكل هذا التهجير بابا لأي ضغط دولي أو دعوة لإنقاذ وضع هؤلاء، فتركيا تتكفل بهم، وربما قريبا تبدأ الدعوات الأوروبية لتوطين هؤلاء ومنحهم الجنسية التركية، وبذلك يختفون تماما، وكأنهم لم يوجدوا سابقا على الأراضي السورية.
وربما بسبب ذلك أيضا يختار بشار الأسد محافظة إدلب وجهة وحيدة لمن يريد مغادرة المناطق التي تعقد اتفاقيات المصالحة، فإدلب هي البوابة السورية مع تركيا، ولن يكون حزينا أبدا إذا غادر كل من فيها إلى تركيا!
إن المطالبة بعدم إدخال السوريين إلى تركيا أو غيرها قد تبدو مناقضة تماما لمصلحة الهاربين الذين يعيشون على الحدود وضعا في غاية البؤس، ولكنها على المدى الطويل في مصلحتهم حتما.
يجب ألا يكرر الشعب السوري السيناريو الفلسطيني. يجب ألا تصبح العودة حلما، ومفاتيح البيوت تذكارات يورثونها لأبنائهم وأحفادهم. يجب أن يبقوا في أرضهم بكل ما يحمله هذا البقاء من صعوبة وموت، وعلى دول العالم المتزلفة للقاتل أن تتوقف عن المطالبة باستيعابهم في دول الجوار، وأن تتحرك لإيقاف مجنونها المتوحش، فبذلك فقط تتوقف سيول الهاربين وتنتهي مآسيهم.
وقاسية أكثر الرسائل التي يبعث بها هؤلاء، متوسلين أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول إلى تركيا، بل إن بعض الحكومات الأوروبية نفسها شاركت في الأمر، حيث دعا مسؤول في الاتحاد الأوروبي تركيا إلى الالتزام بالاتفاقات الدولية واستقبال اللاجئين السوريين العالقين على حدودها. هي ذاتها الدول الأوروبية التي تشرع برلماناتها قوانين تحد من دخول اللاجئين إليها، وتحض اليونان في كل مناسبة على ضبط حدودها وإغلاقها أمام السوريين.
الرقم الذي يتحدث عنه نحو 50 ألف هارب من جحيم القصف غير المسبوق وسياسة الأرض المحروقة التي تكرر فيها روسيا ما فعلته سابقا في الشيشان.
وما هؤلاء إلا دفعة صغيرة سبقها نحو 4.5 ملايين لاجئ هربوا من سوريا واستقبلتهم دول الجوار، كانت حصة تركيا وحدها نحو مليونين منهم، معظمهم يعيش خارج المخيمات في المدن والأرياف التركية، يمارسون أعمالهم التي أنشؤوها في تركيا وكأنهم مواطنون في بلدهم، بل إن تركيا نفسها صرحت أكثر من مرة باعتزامها اتخاذ خطوات من شأنها توطين السوريين، لعل آخرها قرار تتريك المناهج الدراسية التي يدرسها الأطفال السوريون في المدارس السورية بتركيا.
ولكن – حتى الآن - ترفض تركيا السماح بدخول الهاربين من ريف حلب الشمالي، وأعلنت عزمها بناء مخيمات داخل الأراضي السورية لهم. فهل أدركت تركيا أخيرا خطأ سياستها السابقة في استيعاب السوريين الهاربين من إجرام بشار الأسد؟
طوال سنوات الثورة السابقة كانت تركيا بمثابة أرض الخلاص للسوريين الهاربين من إجرام النظام، ولكن مهلا، أليست أيضا أرض خلاص لبشار الأسد في الوقت نفسه؟
ألم تكن حديقة خلفية يلقي فيها بشار الأسد السوريين الذين لم يعد بحاجتهم! مفسحا المجال أمام خطط التغيير الديموجرافي لتبصر النور وتفرغ مناطق المعارضة من سكانها، محافظا بذلك على «سوريا المفيدة»!
إن العالم نسي حقيقة مأساة ملايين السوريين الذين دخلوا تركيا، وراحوا يمارسون حياتهم وأعمالهم بشكل شبه طبيعي، أو بات يهتم بكوارث ناشئة عن كارثتهم الأم كالغرق في البحر وصعوبات الاندماج في الدول الأوروبية، في حين يستمر المجرم ومساندوه في تهجير المزيد دون أن يقول لهم أحد: كفى.
إن استمرار دخول السوريين اللاجئين إلى تركيا والدول المجاورة هو استمرار أيضا للنظام في وحشيته، وكرت أخضر لتهجير مزيد من السوريين المعارضين دون أن يشكل هذا التهجير بابا لأي ضغط دولي أو دعوة لإنقاذ وضع هؤلاء، فتركيا تتكفل بهم، وربما قريبا تبدأ الدعوات الأوروبية لتوطين هؤلاء ومنحهم الجنسية التركية، وبذلك يختفون تماما، وكأنهم لم يوجدوا سابقا على الأراضي السورية.
وربما بسبب ذلك أيضا يختار بشار الأسد محافظة إدلب وجهة وحيدة لمن يريد مغادرة المناطق التي تعقد اتفاقيات المصالحة، فإدلب هي البوابة السورية مع تركيا، ولن يكون حزينا أبدا إذا غادر كل من فيها إلى تركيا!
إن المطالبة بعدم إدخال السوريين إلى تركيا أو غيرها قد تبدو مناقضة تماما لمصلحة الهاربين الذين يعيشون على الحدود وضعا في غاية البؤس، ولكنها على المدى الطويل في مصلحتهم حتما.
يجب ألا يكرر الشعب السوري السيناريو الفلسطيني. يجب ألا تصبح العودة حلما، ومفاتيح البيوت تذكارات يورثونها لأبنائهم وأحفادهم. يجب أن يبقوا في أرضهم بكل ما يحمله هذا البقاء من صعوبة وموت، وعلى دول العالم المتزلفة للقاتل أن تتوقف عن المطالبة باستيعابهم في دول الجوار، وأن تتحرك لإيقاف مجنونها المتوحش، فبذلك فقط تتوقف سيول الهاربين وتنتهي مآسيهم.