خنق داعش عبر مكاتب الصرافة

الاثنين - 08 فبراير 2016

Mon - 08 Feb 2016

عقد وزراء خارجية «المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش» اجتماعا في روما الأسبوع الماضي، لتقييم عمل التحالف وتسريع وتيرة جهوده الرامية لإضعاف تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به في النهاية. ميزانية التنظيم ونظرا لميزانية تنظيم داعش في 2014، والتي بلغت نحو ملياري دولار، وصف مسؤولو وزارة الخزانة الأمريكية أن قدرة التنظيم على تحصيل الإيرادات من الأراضي الواقعة تحت سيطرته «لم يسبق لها مثيل». وتتضمن مصادر تمويل التنظيم ما بين 500 مليون ومليار دولار، استولى التنظيم عليها من خزانات المصارف، خلال احتلال المزيد من الأراضي (كسبها بعملية واحدة فقط)، وكذلك مئات الملايين من عمليات فرض الضرائب والابتزاز سنويا، وعشرات الملايين شهريا من مبيعات النفط، إضافة لمصادر أخرى. وفي حين يستمد التنظيم معظم مدخولاته من الأراضي التي يتحكم بها، فإن منعه من استخدام فروع المصارف ومكاتب الصرافة بأراضيه يشكل جزءا أساسيا من استراتيجية عزل التنظيم. مزادات الدولار وتمثلت خطوة أخرى مهمة ذات صلة لعزل تنظيم داعش وذلك بمنع 142 مكتب صرافة من المشاركة في مزادات العملة التي يجريها «البنك المركزي العراقي». وتعد مكاتب الصرافة من الوسائل الأساسية التي يستخدمها التنظيم لنقل الأموال. ويذكر أن الإشعار الذي أصدره «البنك المركزي العراقي» باللغة العربية فقط، ذكر مكاتب صرافة تقع معظمها بالأراضي الواقعة تحت سيطرة داعش، إلا أن خمسة من هذه المكاتب هي في كركوك، التي تقع خارج أراضي التنظيم، وهي منطقة ناشطة تسمح بتدفق الدولارات داخل تلك الأراضي، وفقا للمسؤولين العراقيين. وتمثل مزادات الدولار شريان الحياة بالنسبة للقطاع المالي العراقي، إذ تسمح للمصارف ومكاتب الصرافة بالنفاذ للعملات الصعبة الضرورية للقيام بالتجارة الخارجية. العملات الصعبة وعلى غرار الشركات والمصارف والتجار، يحتاج التنظيم أيضا للنفاذ إلى العملة الصعبة، فالأموال النقدية التي نهبها التنظيم من خزانات المصارف، صدر معظمها على الأرجح بالدينار العراقي، مما جعلها أقل فائدة للتجارة الخارجية. وبالمثل، كانت أجور الموظفين العراقيين في الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم حتى يوليو 2014، عندما أوقفتها بغداد، صادرة على الأرجح بالدينار العراقي أيضا. وبالتالي، يمكن أن يستغل التنظيم مكاتب الصرافة الضعيفة للحصول على سيولة نقدية من خلال عملية الصرافة والقيام كذلك بتحويلات الكترونية عابرة للحدود واستلامها. خطوة مركزية وتأتي خطوة «البنك المركزي العراقي» في أعقاب تصريح أدلت به متحدثة باسم «البنك الاحتياطي الفيدرالي» الأمريكي لصحيفة وول ستريت جورنال في نوفمبر الماضي، بأن «البنك الاحتياطي» علق شحنات العملة للعراق في 2015 ردا على طلب عملة أكبر من المعتاد والوضع الأمني المتغير في البلاد. فقد تزايدت عمليات شراء الدولار العراقية بثلاثة أضعاف بين 2012 و2014. التوازن بين الأمن والمنفعة إن خطر استغلال مكاتب الصرافة من قبل ممولي الإرهاب ليس بجديد، فتنظيم داعش يحاول استغلال نفس القنوات غير الرسمية أو غير المنظمة التي استخدمتها إيران وغيرها من الجهات المالية غير المشروعة من قبل. وفي تقرير صدر أخيرا حول الأنماط الناشئة لتمويل الإرهاب، شددت فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية وهي «هيئة حكومية» على ضعف مكاتب الصرافة ومقدمي خدمات التحويل الآخرين إزاء تمويل الإرهاب. وتشكل مكاتب الصرافة التي استهدفتها أخيرا الحكومة العراقية خير مثال على ذلك، بما أن معظمها يقع ضمن مناطق داعش خارج نطاق صلاحية «البنك المركزي العراقي». ومن خلال منع مكاتب الصرافة هذه من المشاركة بمزادات الدولار، وجدت الحكومة العراقية وسيلة فعلية لتنظيم هذه المؤسسات البعيدة المنال. يذكر أنه في المناطق التي يتعذر فيها على فئات المجتمع الاستفادة من الخدمات المصرفية أو التي تفتقر لهذه الخدمات يمكن لمكاتب الصرافة أن تشكل قناة لإرسال التحويلات أو استلامها، ولكنها أيضا عرضة للاستغلال كقناة محتملة لمزج الأموال غير المشروعة مع التحويلات المالية المشروعة. وحتى في المناطق التي لا تشهد نزاعا ويتعذر فيها على السكان الاستفادة من المصارف تشكل مكاتب الصرافة جسرا بين الاقتصادات غير النظامية المرتكزة على السيولة النقدية من جهة، والمصارف التي تعول عليها للقيام بتحويلات دولية من جهة أخرى. إلا أن هذا الغطاء من شأنه التعتيم على الجهة الكامنة وراء صفقة معينة وحجب العناصر السيئة عن المؤسسات العالمية التي تستخدمها لإتمام الصفقات. لذلك، يجب على الهيئات التنظيمية الإقليمية أن تتخذ خطوات حاسمة لحماية أنظمتها وعزلها عن مقدمي خدمات التحويلات غير المرخص لهم والذين يكونون عرضة للاستغلال من قبل جهات غير مشروعة. وتحقيقا لهذه الغاية، وضع «البنك الاحتياطي الفيدرالي» الأمريكي بالتعاون مع «البنك المركزي العراقي»، آليات لتبادل المعلومات وضمانات لحماية المصارف ومكاتب الصرافة من الاستغلال ومنع التنظيم من الحصول على الأوراق النقدية الأمريكية. وذلك لا يمنع التنظيم من نقل الأموال فحسب، بل يحمي أيضا مكاتب الصرافة الشرعية من الاستغلال. استراتيجية عزل التنظيم

  1. منع مكاتب الصرافة من دخول مزادات العملة

  2. مراقبة التحويلات الالكترونية العابرة للحدود

  3. آليات مكاتب الصرافة من الاستغلال

  4. إجراءات لمنع التنظيم من الحصول على الدولار

  5. تعليق شحن العملة الأمريكية للعراق في 2015

  6. قوانين لعزل مقدمي خدمات التحويلات غير الشرعية


مصادر تمويل داعش


  1. عشرات الملايين شهريا من مبيعات النفط

  2. مئات الملايين من فرض الضرائب

  3. ملايين الدولارات من الابتزاز سنويا

  4. مئات الملايين من مصادر أخرى

  5. 1.5 مليار دولار من خزانات المصارف

الأكثر قراءة