برنامج الابتعاث وسعودة الوظائف الأكاديمية

مع طلائع عودة مبتعثي برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي ورغبة كثير منهم للانضمام للجامعات السعودية على وظائف أكاديمية، ومع غياب آلية واضحة لتوظيفهم واستقطابهم كأكاديميين جدد أصابت كثيرا منهم الخيبة

مع طلائع عودة مبتعثي برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي ورغبة كثير منهم للانضمام للجامعات السعودية على وظائف أكاديمية، ومع غياب آلية واضحة لتوظيفهم واستقطابهم كأكاديميين جدد أصابت كثيرا منهم الخيبة

الخميس - 20 فبراير 2014

Thu - 20 Feb 2014



مع طلائع عودة مبتعثي برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي ورغبة كثير منهم للانضمام للجامعات السعودية على وظائف أكاديمية، ومع غياب آلية واضحة لتوظيفهم واستقطابهم كأكاديميين جدد أصابت كثيرا منهم الخيبة

تعاطفاً معهم وتقديراً لجهودهم خرجت أصوات عديدة مطالبة بسحب صلاحية التوظيف من الجامعات والأقسام العلمية وإيقاف بدل الندرة لمن يحصل عليه ومنع استقطاب أجانب إلا تحت ظروف خاصة

في البداية يجب أن لا ينظر للوظائف الأكاديمية على أنها أحد حلول بطالة خريجي الدراسات العليا من السعوديين تحت أي ظرف من الظروف، لكونها لا تميِّز بين جنسية المتقدّم، ولطالما كانت الوظائف الأكاديمية في الدول المتقدمة علمياً مصدرا لجذب المهاجرين الموهوبين على أمل توطينهم في المستقبل

وبالرغم من التضييق على الأجانب في بريطانيا ومع شعار رئيس الوزراء الأسبق قوردن بروان «وظائف بريطانية لموظفين بريطانيين» ما زال يشغل الأجانب من 20 إلى 23 % من الوظائف العليا التي لا يمكن شغلها لأسباب تقنية وفقاً لآخر إحصاءات التعليم العالي البريطاني

أيضا في آخر إحصاءات جامعتي النخبة إكسفورد وكامبريدج يشغل أعضاء التدريس الأجانب 41 % و 25 ٪ علي التوالي من أكثر من مئة دولة

يجب تغيير النظرة السائدة للجامعات على أنها مراكز لنشر المعرفة فقط، فعندما ننظر إليها على أنها مراكز لنشر المعرفة فلن نحتاج البحث إلا عمن لديه ملكة التدريس وإيصال المعلومة

الأكاديمي الناجح هو ناتج مهارات مكتسبة وموهبة وفضول معرفي

بروفيسور علم الاجتماع الإسباني مانويل كاسل يرى أن الهدف من إنشاء الجامعات لا يمكن أن يخرج عن أربعة أسباب ومن أهمها إنتاج المعرفة بالإضافة إلى تجهيز وتدريب أشخاص لسوق العمل، وكونها وعاء للأيديولوجيات المختلفة في المجتمع ومنصة لتجمع واختيار نخب المجتمع

لا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا بإعطاء الجامعات والأقسام العلمية صلاحيات أكثر لتوظيف أعضاء التدريس وتحفيزهم على استقطاب العقول مما يناسب توجهات الأقسام البحثية بغض النظر عن جنسية المستقطب، وذلك لا يعني بالضرورة إغفال وضع آليات لتوظيف أبناء الوطن المؤهلين واستقطابهم

من وجهة نظر عملية لا بد أن تكون الجامعات مكانا لإنتاج عقول قادرة علي العطاء وعقول قادرة علي إيجاد فرص للآخرين في مجالات الحياة المختلفة بعد التخرج من الجامعة

ضعف الكادر الأجنبي المستقطب في بعض جامعتنا حالياً هو نتاج تراكم أخطاء إدارية على مر سنوات طوال لا يسع المقال لذكرها لكن يجب أن لا يتم تصحيحها بإزالتهم وإحلال كادر سعودي غير مؤهل، فلا يصح إصلاح خطأ بآخر

إعادة هيكلة سياسات وضوابط الاستقطاب لإحلال كادر مؤهل يجب أن يتبع بشروط تضمن استمرارية عطاء المستقطب كطلب عدد معين من الأوراق العلمية المنشورة في المجلات المحكمة ذات التأثير العالي فلا يصح أن يعين المستقطب على وظيفة أستاذ مساعد ويبقى عليها لسنوات عدة، إما أن يتقدم أو يعود من حيث أتى

إن الكادر الأكاديمي المؤهل هو مصدر جذب للطلاب اللامعين على مختلف مراحلهم سواء بكالوريوس أو دراسات عليا وضمان لاستمرارية العطاء الأكاديمي

في الختام، ليس لدي أدنى شك في أنه يوجد من المبتعثين السعوديين من سيسهم في رقي جامعتنا في حال انضمامهم لها لكن يجب أن لا تكون الجنسية معيارا من معايير القبول بل يجب أن تكون الكفاءة هي المعيار، وذلك لا يتعارض مع إنشاء برامج لاستقطاب المتميزين من المبتعثين وتأهيلهم بما يتناسب مع توجهات الجامعات والأقسام الأكاديمية

عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة الدمام