شكرا للـ"سوشيال ميديا"

دائما أصوات المنتقدين هي الأعلى لأنها الأضعف، ولأنها دائما تسير معاكسة لاتجاه حركة الجموع ولاتجاه التيار الذي لا يراعي أحدا أيضا. لكن الحياة بطبيعتها لا تنتظر موافقة أحد حتى تستمر، هي لا تتوقف أبدا ولا حتى للحظة واحدة، وما دامت لا تتوقف فالتغير والتطور أيضا لا يتوقفان أبدا، فالتطور من لوازم حقيقة الحياة.

دائما أصوات المنتقدين هي الأعلى لأنها الأضعف، ولأنها دائما تسير معاكسة لاتجاه حركة الجموع ولاتجاه التيار الذي لا يراعي أحدا أيضا. لكن الحياة بطبيعتها لا تنتظر موافقة أحد حتى تستمر، هي لا تتوقف أبدا ولا حتى للحظة واحدة، وما دامت لا تتوقف فالتغير والتطور أيضا لا يتوقفان أبدا، فالتطور من لوازم حقيقة الحياة.

الخميس - 07 يناير 2016

Thu - 07 Jan 2016



دائما أصوات المنتقدين هي الأعلى لأنها الأضعف، ولأنها دائما تسير معاكسة لاتجاه حركة الجموع ولاتجاه التيار الذي لا يراعي أحدا أيضا. لكن الحياة بطبيعتها لا تنتظر موافقة أحد حتى تستمر، هي لا تتوقف أبدا ولا حتى للحظة واحدة، وما دامت لا تتوقف فالتغير والتطور أيضا لا يتوقفان أبدا، فالتطور من لوازم حقيقة الحياة.

لكن من طبيعة بعض الأشخاص التقليدية المفرطة والتي تعاني كثيرا من التحسس المفرط من أي جديد وترفضه بشدة، وما دون ذلك هو أن غالب المجتمع وسواده يرفض كل جديد ويصادمه في البداية فقط، وهكذا تبدو صراعات التطور، لكن المطلوب منا في الواقع هو حسن استغلال هذا التطور ودفع طبيعة الحياة نحوه بشكل أفضل لنسير ضمن عجلتها ونعيش التوافق للسنن والنواميس الكونية التي ستجعلنا نتصالح مع أنفسنا أكثر، فـ»كلما خلقت التوافق بين ذاتك وسنن الوجود عشت الثقة والقوة الخفية» بيكوفيتش.

هذه ليست إلا مقدمة ومبررا لأجمع لكم الفوائد التي نجنيها من شبكات التواصل الاجتماعي والتي تلامس أدق تفاصيل حياتنا اليومية دون حتى أن نشعر أحيانا، وفي هذه المقدمة أيضا رد على كل الذين لا يجيدون إلا النقد فقط دون أن ينصفوا أنفسهم حتى.

في تويتر كانت ١٤٠ حرفا كافية جدا لإيصال فكرة مختصرة مركزة تامة في تغريدة واحدة، وفي انستقرام كانت ١٥ ثانية كافية أيضا لإيصال معلومة تامة ومركزة جدا، كانت تحديا للجميع في البداية حتى مارسها الجميع كثيرا، لتصبح سجية وعادة يصنعها الجميع بكل تلقائية، وبقي قليلون لا يزالون يحافظون على الإسهاب والإطناب والاستطراد الضائع وفوات الأفكار، وحينما يجبر المتخصص على أداء المعلومة بأقل الكلمات هذا يجعله أكثر دقة وموضوعية في كلامه.

في شبكات التواصل الاجتماعي أصبح سهلا أن تجد من يشبهونك في توجهك واختيارك لتغدو أكثر قوة وقناعة وثقة في ذاتك، وأصبح سهلا أن تجد من يشاركونك هواياتك وممارساتك لتتمكن من تطويرها بشكل أفضل، وأصبح سهلا أن تجد من يشاركك مهنتك، ويتشارك معك تطويرها وقيادتها بشكل أقوى.

في شبكات التواصل الاجتماعي أصبح سهلا أن نتشارك المعلومة وننشرها بشكل أوسع، وأصبح سهلا أيضا أن نتحقق منها من مصدرها الرئيس وننبذ الشائعات التي لم نكن نستطيع التحقق منها سابقا لتغدو عند البعض حقيقة.

في شبكات التواصل الاجتماعي نستطيع التواصل مع شخصيات مهمة ومؤثرة ومفيدة جدا، وأصبح من السهل الوصول للملهمين في مختلف المجالات ومتابعة سلوكهم والاقتداء بهم.

في شبكات التواصل الاجتماعي تمكن كثيرون من نزع عباءات الفوقية وهدم الأبراج العاجية من حولهم، واشتهرت شخصيات كان ينبغي أن تظهر سابقا لأنها أكثر نفعا وفائدة وإثراء من غيرها.

في شبكات التواصل الاجتماعي صارت القراءة سلوكا وعادة وأداة لممارسة التواصل، وغدت أمة اقرأ تقرأ أكثر، وفيها أيضا تجرأ الجميع على الكتابة لتغدو سلوكا أيضا، ولتصبح لدينا ساحة للتنفس ومشاركة ومناقشة الآراء.

ومع ممارسة التواصل الاجتماعي قلت في المقابل كتابات الجدران وتقلصت نسب الجريمة وسلوك المراهقة السلبي أيضا فلقد وجدوا متنفسا هو أكثر إمتاعا.

في شبكات التواصل الاجتماعي وجد المجتمع ساحة ليجلد ذاته ويصحح أخطاءه وسلوكياته، وينتقد أيضا سلوك أفراده علنا لتصل الأصوات إلى من يستطيع تصحيحها ومعاقبتهم علنا أيضا ويرتدع الجميع ويهابون العقاب.

في شبكات التواصل الاجتماعي أصبحنا أكثر صلة لأرحامنا وأقاربنا حتى البعيدين منهم. في شبكات التواصل الاجتماعي أصبح من السهل أن تجد من يرسم ابتسامتك ويصنع ضحكة متى شئت.

في شبكات التواصل الاجتماعي أصبحنا أكثر تكاتفا ونفعا فيما بيننا. كل هذا وأكثر.

هل تظنون أن حياتنا غدت أجمل؟

شكرا تويتر، شكرا انستقرام، شكرا سناب تشات، شكرا واتس اب، وشكرا لكل برامج التواصل الاجتماعي التي كان لها أثر إيجابي علينا، دون قصور أو نكران لنفع أحدها ولو لم أتذكر اسمه فشكرا جزيلا.