الإدارة والإنجاز

المواطن يقيم عمل الإدارات الحكومية بإنجازها

المواطن يقيم عمل الإدارات الحكومية بإنجازها

السبت - 19 ديسمبر 2015

Sat - 19 Dec 2015

المواطن يقيم عمل الإدارات الحكومية بإنجازها.
والمسؤول يستطيع دائما أن يبرر الفشل بضعف الإمكانيات والمتطلبات النظامية وغير ذلك من مبررات أو بعدم الرد والتجاهل وكأن الأمر لا يعنيه كما يلاحظه العديد من المتعاملين مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أو شركة المياه أو الهيئة العامة للاتصالات.
والحقيقة أن المدير الناجح يستطيع أن يعمل المعجزات في نطاق عمله بالإمكانيات المتوفرة.
وأذكر مثالا على ذلك يرجع بنا إلى فترة الثمانينيّات في مدينة جدة، فقد كان المواطن يعاني من مشكلة إصدار جواز السفر وخاصة في الصيف ومن يستطيع أن يستخرج جواز سفر في أسبوع في تلك الفترة يعتبر ذا حظ وفير، فقد عين مديرا لجوازات جدة شاب، لا أذكر رتبته العسكرية في تلك الفترة، هو الفريق أسعد عبدالكريم، فأعاد تنظيم إدارته ونجح نجاحا كتب لإدارة الجوازات.
الإدارة علم وفن، وهي في حقيقتها فن إنجاز الأعمال بأقل وقت وجهد وتكلفة ممكنة لتحقيق الأهداف.
هذا المفهوم يغيب عن بعض المسؤولين إذا كلفوا بالعمل.
فالمهم إرضاء المسؤول الأعلى وتقديم المبررات حتى إن المواطن يصبح في بعض الحالات سبب المشكلة.
وفي بعض الأحيان نجد أن الإدارة لا تراعي الأنظمة، وذلك في سبيل زيادة مداخيلها كما تفعل شركة المياه.
فاستخدام ترشيد المياه لفرض غرامات في غير محلها وزيادة التسعيرة بغير حق يصيب المواطن الضعيف قبل المقتدرين.
والأمثلة على هذه الأمور لا تخطئها العين وهي حديث المواطن والمقيم الأكثر إثارة.
الإنجاز لا يتحقق بالخروج عن الأنظمة والمحسوبية والمحاباة والمجاملات، ولكن يتحقق في ظل سيادة القانون والأنظمة، وأحد الأسرار التي تكمن في نجاح دولة الإمارات وما حققته من إنجازات سيادة القانون على الجميع وعدم غموضه أو تضاربه أوكثرة الاجتهادات، فإذا أردت أن تشتري شقة على الخارطة فهناك قانون يحميك من تغول واستغلال الشركات أو المطور، وكذلك عدالة ناجزة بتطبيق القانون بفعالية وحسم وردع.
وكذلك المستثمر لا يفاجأ بتغير الإجراءات لأن هناك مديرا جديدا أو مسؤولا استلم الإدارة، حيث إن كل شيء معلوم ومحسوب وبشفافية والتغييرات تأتي بالأحسن.
والجميع رابح، لأن الإدارة هي فن الإنجاز بتحقيق الأهداف بأقل وقت وجهد وتكلفة.
الإنجاز لا يكون بالشعبوية، كما نلاحظه في بعض قرارات وزارة التجارة التي لا تراعي التوازن والحرص على المحافظة على مصالح الجميع.
والشكوى المقدمة لوزارة التجارة تعتبر صرخة في واد بعيد، وذلك في كثير من الأحوال.
وللإنصاف هناك العديد من الإنجازات التي حققتها وزارة التجارة، وخاصة في مجال المعاملات الالكترونية بالرغم من وجود العديد من الصعوبات عند التطبيق، وعدم فعالية النظام في الشكاوى الخاصة بالتستر وغير ذلك من جوانب قصور نأمل إصلاحها.
الإنجاز يصعب تحقيقه في ظل عمل الإدارات المختلفة بدون تنسيق وترتيب كمجموعة من العازفين يعزف كل واحد منهم مقطوعة موسيقية على حدة، فبدلا من أن تسمع نغما متناسقا تسمع ضجيجا مزعجا بالرغم من أن كل آلة موسيقية ذات صوت شدي جميل.
فيصبح الصوت الجميل ضجيجا في ظل تقاطع وتداخل الأصوات والنغمات وعدم وجود المايسترو قائد الفرقة الموسيقية.