النحات نجدي حول الحجارة إلى موسيقى بصرية

الاحد - 07 فبراير 2016

Sun - 07 Feb 2016

عشق الجمال واحترف الإبداع نحتا وتشكيلا، فحول الحجارة الصماء إلى قصائد وموسيقى تسكنها الأحاسيس الشاعرية العميقة، بث منحوتاته ومجسماته في منعطفات الشوارع والحدائق وميادين عدد من المدن السعودية، منها جدة وينبع والمدينة المنورة، بل إنه نصب بعضا من أعماله في عواصم عربية في لبنان والإمارات والبحرين وقطر، فملأ بها المساحات وجعلها تتغنى بنفحات إبداعه.

الفنان السعودي نبيل نجدي، المولود في المدينة المنورة، درس النصف الأول من المرحلة الابتدائية في مدارس ينبع البحر، وأكمل جزءا من النصف الثاني في مدارس الطائف، ثم عاد إلى مسقط رأسه بالمدينة المنورة وأكمل تعليمه، وبعدها التحق بمعهد التربية الفنية بالرياض وحصل على دبلوم التربية الفنية.

وعين معلما لمادة التربية الفنية في المدينة ، ثم مشرفا للتربية الفنية بمدارسها، وأدار صالة إبداع للفنون التشكيلية بها، واختير عضوا في الهيئة الملكية بينبع والجبيل، وعضوا ضمن مجموعة فناني المدينة ، وكذلك عضوا مؤسسا في جماعة أصدقاء الفن التشكيلي لدول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب هذا وذاك درس التربية الفنية في جامعة الرياض لأكثر من 33 سنة.

تتميز أعماله بمزج اللون والكتلة والسطح، ليتذوقها المتلقي بحاسته البصرية ووجدانه الجمالي المتأسس على ثقافة متداخلة مع المحلي والعالمي في آن واحد، غير أن فنه الذي بدأه كلاسيكيا صرفا، مر بالتجريب على اتجاهات فنية أخرى، منها التأثيرية والرمزية والسيريالية والتجريدية، وانتهى إلى اتجاهه للجانب التطبيقي المتمثل في النحت المعاصر.

يرى أن العمل الفني فكرة تختمر في ذهن الفنان ثم ينفذها بالوسيلة المناسبة وبالخامة الملائمة، على أن تحمل مضمونا وقيمة فنية وجمالية، باعتبار أن المضمون هو الفكرة التي يريد الفنان إيصالها، وما يثيره الشكل عند المتلقي من تساؤل أو استغراب، وأن ما يتركه في نفسه من ارتياح وتذوق.

من واقع رؤيته هذه أنجز أعمالا كثيرة موضوعاتها تراثية وأخرى معاصرة، بل إن جميع مجسماته في المدينة ذات صبغة إسلامية وتاريخية، ليس أولها مجسم «طلع البدر علينا» أو مجسم «نون»، ومجسمات خرسانية أخرى موضوعاتها منارات الحرم ومساجد طيبة. وأيضا من ضمن منجزاته الميدانية «مجسم الزهور» كأكبر باقة زهور في المملكة، وكذلك مجسم «سرب أسماك» ومجسم «الفراشات» بكورنيش جدة.