مشعل بن محماس.. شاعر أشعل حماس وطن

الاحد - 07 فبراير 2016

Sun - 07 Feb 2016

رسمت المنطقة معالمها الجديدة بعد احتلال أمريكا للعراق، عندما وقف الرائد مشعل بن محماس الحارثي «الملازم حينها» للمرة الأولى أمام وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وحينها قدم نصا رأى فيه كثيرون قراءة للمستقبل، غير أن النبوءة التي لم يكن يتضمنها النص هي أن صاحبه سيصبح في سنوات قليلة من شعراء الوطن اللافتين.

الشاعر الشاب المولود في الرياض، انتقل للعمل في منطقة خميس مشيط بعد أن تخرج من الكلية الحربية وعين على اللواء الثامن عشر، غير أن قصيدته تلك كانت سببا في عودته إلى الرياض ليعمل جنبا إلى جنب مع الأمير سلطان، ومنذ تلك اللحظة أصبحت فقرته الشعرية جزءا ثابتا في الاستقبالات واللقاءات الرسمية.

وعرف الحارثي في الأوساط الشعرية، غير أن المرحلة الأهم لشهرته بدأت قبل أيام فقط في افتتاح الجنادرية 30، قدم فيها نصه الذي اقترن بردة فعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتأثره بالأبيات، وحينها اعتلى اسم الشاعر معدلات الترند ومواقع التواصل، ليعلن المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ ولو ضمنيا - عن أيقونته الشعرية القادمة.

خلال عشر دقائق تقريبا، بدا أن الحديث حُسم عن خليفة محتمل للشاعر خلف بن هذال، في وقت كان فيه الحارثي يستعيد ذات الكاريزما تقريبا وهو يقف على المنبر ذاته الذي وقف عليه سلفه لسنوات عديدة، في تجربة كان لها صداها الخاص وخصوصيتها المميزة في ذاكرة الوطن، وحين عادت لم تختلف كثيرا، بل عادت أكثر شبابا دون أن تكون أقل حكمة.

لا يمكن تخيل حالة حماسية شعرية كالتي عرفت عن ابن هذال، لكن الحارثي يصل للمستوى ذاته في بعض نصوصه التي تتطلب ذلك، حماس ينحاز للصدق أكثر منه للانفعال، ويبتسم بثقة حين يتطلب منه بيت ذلك، وهنا تحضر لغة الجسد على المنبر، أما ملكة الكتابة فلا تكاد تختلف بين خلف الذي يحبك معانيه ببراعة الخبير، ويكتب قصيدته سهلة ممتنعة، ويضطر للخروج عن مستوى الكلام المحكي، ولكنه يجعله في أعلى طاقة تعبيرية ممكنة له، وهي الفنيات التي يتطلبها النص الوطني ذو الرسالة القوية، ولعل أبرز تعبير على ذلك قوله «الصدق سيف الحق والحق ينقال».

إطار القصيدة

اعتاد النص الشعري المقدم في افتتاح الجنادرية أن يكون بمثابة تلخيص أحداث ووقائع تماما كما هو إعلان موقف وشعور، حيث يظهر في كل نص اطلاع على مستجدات الساحة الوطنية والعالمية وقدرته على معالجتها موضوعيا في إطار قصيدته.

في الجنادرية 30، لم تمنع دبلوماسية التقديم الرسمي مقدم الحفل عبدالله الشهري من التفاعل اللحظي مع قصيدة الحارثي، وكان هذا طبيعيا حين ننظر إلى ثراء النص بالأغراض الشعرية التي تراوحت بين الفخر والوصف، وجمعت الغزل أحيانا والهجاء أحيانا أخرى، تماما كما لم ينقصها الوفاء والحكمة والصراحة.

أبيات للشاعر

»خيالة العوجا على حرب وقتال ...من دون بيت الله ومسجد نبيه«

»يا سيدي قل وش تبي بس ويصير ...حدد هدف لو عسير المنالي«

»من عقب ما قبلت راس جنودك ...كلٍ يبي هالحين يرفع شانه«

»لا ولع البارود في وجه بارود ...يا أوطاننا من دونك العمر فاني«

»الحق يبقى والأباطيل تهزم ...والمنتصر من بالولي اعتصامه«