استراتيجية الجن.. التعايش
السبت - 06 فبراير 2016
Sat - 06 Feb 2016
إخواننا من الجن لا نعلم في الغالب عنهم شيئا إلا ما نص القرآن الكريم عليه من أحوالهم أو تاريخهم، لكننا من خلال ذلك ربما نجد طريقا جعلنا نتعايش معهم في هذه الدنيا رغم اختلاف الأصل والمنشأ من الله الذي جعل من بعضهم شياطين وجعل من بعضنا شياطين.
وحينذاك لا يمكن إغفال اتحاد الغرض الإلهي من الإنشاء لنا ولهم في بدء الخلق حين حكم سبحانه بالعبادة وسيلة اتفاق بيننا وبينهم له جلّ وعلا، ليكون ذلك هو أساس معيشة لهم ولنا في عقد اجتماعي كوني يتضرر من خالفه.
فليس من الغريب إذن أن أجد في استراتيجية الجنّ حين سمعوا القرآن مناط تنفيذ على المستوى الإنساني طالما الغرض من الاستماع تمحيص الحق من الباطل كما فعلوا هم فآمن بعضهم ولم يفعل آخرون في شبه لبني آدم وما زالوا فاعلين.
وكذلك تفهُّم الجن لإغلاق السماء عن استراق السمع وتعاملهم المنطقي مع المقاعد المنزوعة منهم يجعلني أجزم بأنهم ماضون فيما خلقوا لأجله وما جبلوا عليه في توازي طبيعة لا تنفك عنهم ولو اشتركوا معنا في التكليف واستنهاض همة الإيمان.
خدم الجنّ نبيا من أنبياء الله والغالب أن الله استجاب له في ألا يكون هذا الاستخدام بناء على بسط الملك إلا له، ولولا ذاك ربما لنشأ تعاون أو تلاقح مصالح بين الإنس والجن ليعوق ذلك تقدّم الإنسان نحو الابتكار والاختراع والإبداع استسهالا لإمكانيات أخيه الجنّي.
وما خطاب الله تعالى للفئتين ومناداته لهما بمعشر واحد جمعهما فيه إلا قائد لي أن أقول: بأن محاولات التغيير في الدنيا والتقدم والتكنولوجيا ونحو ذلك من الإنسان يقابلها قطعا كثير حراك وتغيير من الجنّي في عالمه وبما يخصّه من عالم يعيش فيه.
استدعاء هذه الأمور عن الجن وما يملكونه من خاصية ليست لنا تسهل على النفس البشرية تفهم الاختلاف فيما بينها ونفس بشرية أخرى مثلها طالما مُكن للكون أن يستوعب مخلوقا من نار ومخلوقا من طين لغرض يتحد وتفاعلات تختلف.
ما أورده النص القرآني من قدرة للجن على العمل المهني الحرفي وعلى النقل والحمل وعلى أعمال إنسانية يجعلني أعتقد بأنهم يشاركوننا الهم العام في هذا العالم خاصة بأن النص النبوي الشريف أفادنا بأنهم عوالم وأمم مثلنا ومع ذلك تزاحمنا في الدنيا وتعايشنا ولم نجد حروب اختلاف بيننا وهم.
مبدأ العيش الكوني والتعايش الخلقي قديم التأصيل في الإرادة الإلهية بين جنسين عاقلين وبينهما ومخلوقات أخرى ليست مناط التكليف والحياة تسير وفق ذلك، فما المشكلة إذن في تعايش أناس مع آخرين من فصيل واحد لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض.
صحيح بأن الاختلاف والخلاف والتدافع سنة ربانية ليميز الباقي من الزائل لكنّ تهذيب ذلك بالاعتقاد الجازم بالمتغيرات كما فعل إخواننا الجن في عصر النبوة يحتم علينا بني آدم أن نمسك بفلسفتهم طوق نجاة من نظرية إنسانية ظالمة.
في كل مرة أقرأ فيها حادثة تلبس جن بإنس ونحو ذلك ومحاولات إخراج واحد منهما من الآخر وقصص الإيذاء المشترك التي تتطلب حذرا أجدنا ربما مقصرين في استحضار إخواننا الجن إلا في تبرير فساد أو ملامة فرقة أو علامات جنون.
نقل المعرفة والمهارات والتجارب لا أظنه مقتصرا على عالم إنسي دون عالم جنّ، فلدينا من الدليل القطعي الحكيم ما يجعلنا نعيد قراءة قرآن أخبر عنهم من الأخبار ما تستحق التدبّر لنتعايش.
وحينذاك لا يمكن إغفال اتحاد الغرض الإلهي من الإنشاء لنا ولهم في بدء الخلق حين حكم سبحانه بالعبادة وسيلة اتفاق بيننا وبينهم له جلّ وعلا، ليكون ذلك هو أساس معيشة لهم ولنا في عقد اجتماعي كوني يتضرر من خالفه.
فليس من الغريب إذن أن أجد في استراتيجية الجنّ حين سمعوا القرآن مناط تنفيذ على المستوى الإنساني طالما الغرض من الاستماع تمحيص الحق من الباطل كما فعلوا هم فآمن بعضهم ولم يفعل آخرون في شبه لبني آدم وما زالوا فاعلين.
وكذلك تفهُّم الجن لإغلاق السماء عن استراق السمع وتعاملهم المنطقي مع المقاعد المنزوعة منهم يجعلني أجزم بأنهم ماضون فيما خلقوا لأجله وما جبلوا عليه في توازي طبيعة لا تنفك عنهم ولو اشتركوا معنا في التكليف واستنهاض همة الإيمان.
خدم الجنّ نبيا من أنبياء الله والغالب أن الله استجاب له في ألا يكون هذا الاستخدام بناء على بسط الملك إلا له، ولولا ذاك ربما لنشأ تعاون أو تلاقح مصالح بين الإنس والجن ليعوق ذلك تقدّم الإنسان نحو الابتكار والاختراع والإبداع استسهالا لإمكانيات أخيه الجنّي.
وما خطاب الله تعالى للفئتين ومناداته لهما بمعشر واحد جمعهما فيه إلا قائد لي أن أقول: بأن محاولات التغيير في الدنيا والتقدم والتكنولوجيا ونحو ذلك من الإنسان يقابلها قطعا كثير حراك وتغيير من الجنّي في عالمه وبما يخصّه من عالم يعيش فيه.
استدعاء هذه الأمور عن الجن وما يملكونه من خاصية ليست لنا تسهل على النفس البشرية تفهم الاختلاف فيما بينها ونفس بشرية أخرى مثلها طالما مُكن للكون أن يستوعب مخلوقا من نار ومخلوقا من طين لغرض يتحد وتفاعلات تختلف.
ما أورده النص القرآني من قدرة للجن على العمل المهني الحرفي وعلى النقل والحمل وعلى أعمال إنسانية يجعلني أعتقد بأنهم يشاركوننا الهم العام في هذا العالم خاصة بأن النص النبوي الشريف أفادنا بأنهم عوالم وأمم مثلنا ومع ذلك تزاحمنا في الدنيا وتعايشنا ولم نجد حروب اختلاف بيننا وهم.
مبدأ العيش الكوني والتعايش الخلقي قديم التأصيل في الإرادة الإلهية بين جنسين عاقلين وبينهما ومخلوقات أخرى ليست مناط التكليف والحياة تسير وفق ذلك، فما المشكلة إذن في تعايش أناس مع آخرين من فصيل واحد لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض.
صحيح بأن الاختلاف والخلاف والتدافع سنة ربانية ليميز الباقي من الزائل لكنّ تهذيب ذلك بالاعتقاد الجازم بالمتغيرات كما فعل إخواننا الجن في عصر النبوة يحتم علينا بني آدم أن نمسك بفلسفتهم طوق نجاة من نظرية إنسانية ظالمة.
في كل مرة أقرأ فيها حادثة تلبس جن بإنس ونحو ذلك ومحاولات إخراج واحد منهما من الآخر وقصص الإيذاء المشترك التي تتطلب حذرا أجدنا ربما مقصرين في استحضار إخواننا الجن إلا في تبرير فساد أو ملامة فرقة أو علامات جنون.
نقل المعرفة والمهارات والتجارب لا أظنه مقتصرا على عالم إنسي دون عالم جنّ، فلدينا من الدليل القطعي الحكيم ما يجعلنا نعيد قراءة قرآن أخبر عنهم من الأخبار ما تستحق التدبّر لنتعايش.