إخوان «سنة وشيعة».. رغم أنف إيران!
السبت - 06 فبراير 2016
Sat - 06 Feb 2016
الصراع السني الشيعي في حقيقته المجردة ليس صراعا دينيا صرفا، ولم يتخلق إلا في رحم السياسة منذ القدم، يأتي من محاولة أحد قطبي الصراع للهيمنة على الآخر، ودليل سياسية هذا الصراع أنه توقف في منطقتنا العربية إبان عصور التخلف والانحطاط، وضعف المد السياسي، فالناظر إلى التعايش بين السنة والشيعة داخل الشعوب الإسلامية وغيرها من الفرق الإسلامية سيجده تعايشا مبنيا على حرية المعتقد لكل فرقة، وربما تؤثر تلك الفرق بعضها ببعض، ففي بلادنا تعايش السنة والشيعة في المنطقة الشرقية والمدينة ونجران، كما تعايشوا في العراق وحتى في إيران قبل الثورة الإسلامية التي أحدثت الشرخ الكبير المتسع باستمرار.
من طبيعة الساسة على مر التاريخ توظيف كل الأوراق التي تخدم مصالحهم، والدين أحد تلك الأوراق التي يلعب بها السياسي لاستمالة الخصوم، أو لمواجهة خصوم آخرين، وهذا التوظيف للدين في اللعبة السياسية استمال المتدينين وبذر في أرواحهم الطموح السياسي، ليس حبا في السياسة، إنما سعيا لإخضاع المخالفين ودرءا لأخطارهم المتوقعة، وقد ظهر مصطلح (الإسلام السياسي) وسعى كثير من الفرق الإسلاموية للسلطة، لكن الساسة المحنكين يعلمون خطر هؤلاء على المجتمعات إذا استلموا زمام السلطة.
حين استقرت للخميني ثورته الإسلامية، لم يجد سبيلا إلى تحقيق الحلم (الفارسي) إلا امتطاء معتقده الاثني عشري، فرسخه في كل إيران، وإلى اليوم والفرق والديانات الأخرى في الداخل الإيراني تعيش في درجة سحيقة من الظلم، ثم تزايدت طموحاته حتى صدر ثورته على ظهر المظلومية الشيعية في المنطقة العربية، فاستجاب لها بعض السذج في العراق المجاورة، ثم اشتعلت الحرب بين البلدين، واضطر حكام العراق إلى معاقبة مواطنيهم المنساقين خلف دعوات الخميني (الفارسي)، فبدأ الحديث عن التمييز على أساس طائفي في العراق، وأضرمت نار العداء الشيعي السني، وحدثت التمردات التي يراها الحاكم العراقي خيانة وطنية، حتى وقعت مذبحة (حلبجة)، وبعدها اختلفت الأمور واستعرت النار بضراوة.
إيران لم تكتف بالعراق، بل مدت ذراعها السوداء إلى لبنان، ووصل بها الحقد على العرب إلى انتهاك حرمة الحج وبيت الله الحرام بالقتل والترهيب، فكانت المرة الأولى لي على الأقل أن أرى الداخلية السعودية تعرض حقائب حجاج إيرانيين معبأة بمواد شديدة الانفجار قبل 30 عاما تقريبا، وهي بذلك تكون أول إرهابي في المنطقة يستخدم هذا النوع، حيث كانت كل العمليات العربية موجهة ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، إلا إيران لم يعجبها إلا دماء ضيوف الرحمن.
لم يحتو الحاكم العراقي مواطني بلاده الشيعة، ولم يعزز انتماءهم الوطني، بل انفلتت الأمور حتى عوقب وهُجّر الكثيرون، وكان هذا مبتغى إيران التي سارعت إلى تلقفهم وإعدادهم لليوم الموعود، وقد جاءها على طبق من ذهب حين اعتدى صدام على الكويت، وقوضت أمريكا حكومته، فأصبحت إيران بحكم مساندتها للمهجرين الشيعة لاعبا أساسيا على الساحة العراقية، تتدخل حتى في تعيين الرئيس العراقي، الذي أوصل نوري المالكي إلى درجة استئذان الخامنئي في شؤون العراق الداخلية ومحيطه العربي، فانقلبت الأمور، وصار الشيعي حاكما، والسني محكوما، وجاءت مرحلة المحاسبة، المرحلة التي هيأت لها حتى القوى الغربية، لتدخل المنطقة في أتون حرب طائفية طاحنة، وها هي العراق اليوم بكل جهل يقول السني (الله أكبر) ويقتل أخاه الشيعي، ومثله يكبر الشيعي ويقتل أخاه السني، قتل باسم الله، باسم رب الإسلام الذي وصف نبيه بقوله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فكيف صارت الرحمة قتلا وترهيبا بين أتباع هذا الدين العظيم.
لا أزعم مطلقا أني أتيت بجديد لا تعرفونه، لكنه ألم ما يحدث اليوم في بلادنا، من اختطاف لأدمغة المراهقين من الطائفتين وحشوها بالكراهية ضد الآخر، لينطلق شاب شيعي فيقتل رجال الأمن الساهرين على حماية الوطن، وينطلق شاب سني ليقتل إخوته المصلين الشيعة في المسجد، عدوا وبغيا وإجراما من الطرفين، دون نظر إلى ما حدث ويحدث في العراق، بل يحاول الكثيرون تأليب شبابنا بما يحدث في العراق، وتحاول (داعش) أن توجع الشيعة لينقلبوا على وطنهم، فيحدث ما نراه اليوم في العراق، فلولا الاقتتال الطائفي بين شيعة العراق وسنتهم في عهد (المالكي) لما وضعت داعش قدمها على شبر من العراق.
خلال التفجير الأخير في مسجد الرضا (رحم الله شهداءه) لمست أمرا مختلفا في معرفات بعض الدعاة حين سارعوا إلى استنكار الجرم على خلاف الصمت الماضي، وإني لأدعوهم اليوم من الطرفين إلى تغليب المصلحة الوطنية، والذهاب بأنفسهم حين تحدث الحوادث، والمناداة الصادقة، بل الشروع في تجفيف منابع الكراهية والتطرف، فلسنا والله بحاجة إلى عراق أخرى، ونصر إيراني وداعشي على الوطن والإنسانية، لن يدفع فاتورته إلا نحن وأبناؤنا ومقدراتنا.
من طبيعة الساسة على مر التاريخ توظيف كل الأوراق التي تخدم مصالحهم، والدين أحد تلك الأوراق التي يلعب بها السياسي لاستمالة الخصوم، أو لمواجهة خصوم آخرين، وهذا التوظيف للدين في اللعبة السياسية استمال المتدينين وبذر في أرواحهم الطموح السياسي، ليس حبا في السياسة، إنما سعيا لإخضاع المخالفين ودرءا لأخطارهم المتوقعة، وقد ظهر مصطلح (الإسلام السياسي) وسعى كثير من الفرق الإسلاموية للسلطة، لكن الساسة المحنكين يعلمون خطر هؤلاء على المجتمعات إذا استلموا زمام السلطة.
حين استقرت للخميني ثورته الإسلامية، لم يجد سبيلا إلى تحقيق الحلم (الفارسي) إلا امتطاء معتقده الاثني عشري، فرسخه في كل إيران، وإلى اليوم والفرق والديانات الأخرى في الداخل الإيراني تعيش في درجة سحيقة من الظلم، ثم تزايدت طموحاته حتى صدر ثورته على ظهر المظلومية الشيعية في المنطقة العربية، فاستجاب لها بعض السذج في العراق المجاورة، ثم اشتعلت الحرب بين البلدين، واضطر حكام العراق إلى معاقبة مواطنيهم المنساقين خلف دعوات الخميني (الفارسي)، فبدأ الحديث عن التمييز على أساس طائفي في العراق، وأضرمت نار العداء الشيعي السني، وحدثت التمردات التي يراها الحاكم العراقي خيانة وطنية، حتى وقعت مذبحة (حلبجة)، وبعدها اختلفت الأمور واستعرت النار بضراوة.
إيران لم تكتف بالعراق، بل مدت ذراعها السوداء إلى لبنان، ووصل بها الحقد على العرب إلى انتهاك حرمة الحج وبيت الله الحرام بالقتل والترهيب، فكانت المرة الأولى لي على الأقل أن أرى الداخلية السعودية تعرض حقائب حجاج إيرانيين معبأة بمواد شديدة الانفجار قبل 30 عاما تقريبا، وهي بذلك تكون أول إرهابي في المنطقة يستخدم هذا النوع، حيث كانت كل العمليات العربية موجهة ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، إلا إيران لم يعجبها إلا دماء ضيوف الرحمن.
لم يحتو الحاكم العراقي مواطني بلاده الشيعة، ولم يعزز انتماءهم الوطني، بل انفلتت الأمور حتى عوقب وهُجّر الكثيرون، وكان هذا مبتغى إيران التي سارعت إلى تلقفهم وإعدادهم لليوم الموعود، وقد جاءها على طبق من ذهب حين اعتدى صدام على الكويت، وقوضت أمريكا حكومته، فأصبحت إيران بحكم مساندتها للمهجرين الشيعة لاعبا أساسيا على الساحة العراقية، تتدخل حتى في تعيين الرئيس العراقي، الذي أوصل نوري المالكي إلى درجة استئذان الخامنئي في شؤون العراق الداخلية ومحيطه العربي، فانقلبت الأمور، وصار الشيعي حاكما، والسني محكوما، وجاءت مرحلة المحاسبة، المرحلة التي هيأت لها حتى القوى الغربية، لتدخل المنطقة في أتون حرب طائفية طاحنة، وها هي العراق اليوم بكل جهل يقول السني (الله أكبر) ويقتل أخاه الشيعي، ومثله يكبر الشيعي ويقتل أخاه السني، قتل باسم الله، باسم رب الإسلام الذي وصف نبيه بقوله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فكيف صارت الرحمة قتلا وترهيبا بين أتباع هذا الدين العظيم.
لا أزعم مطلقا أني أتيت بجديد لا تعرفونه، لكنه ألم ما يحدث اليوم في بلادنا، من اختطاف لأدمغة المراهقين من الطائفتين وحشوها بالكراهية ضد الآخر، لينطلق شاب شيعي فيقتل رجال الأمن الساهرين على حماية الوطن، وينطلق شاب سني ليقتل إخوته المصلين الشيعة في المسجد، عدوا وبغيا وإجراما من الطرفين، دون نظر إلى ما حدث ويحدث في العراق، بل يحاول الكثيرون تأليب شبابنا بما يحدث في العراق، وتحاول (داعش) أن توجع الشيعة لينقلبوا على وطنهم، فيحدث ما نراه اليوم في العراق، فلولا الاقتتال الطائفي بين شيعة العراق وسنتهم في عهد (المالكي) لما وضعت داعش قدمها على شبر من العراق.
خلال التفجير الأخير في مسجد الرضا (رحم الله شهداءه) لمست أمرا مختلفا في معرفات بعض الدعاة حين سارعوا إلى استنكار الجرم على خلاف الصمت الماضي، وإني لأدعوهم اليوم من الطرفين إلى تغليب المصلحة الوطنية، والذهاب بأنفسهم حين تحدث الحوادث، والمناداة الصادقة، بل الشروع في تجفيف منابع الكراهية والتطرف، فلسنا والله بحاجة إلى عراق أخرى، ونصر إيراني وداعشي على الوطن والإنسانية، لن يدفع فاتورته إلا نحن وأبناؤنا ومقدراتنا.