الحربي: الصدقة أفضل من حج التطوع

السبت - 06 فبراير 2016

Sat - 06 Feb 2016

u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0627u0644u062du0631u0628u064a
عبدالعزيز الحربي
دعا أستاذ التفسير والقراءات بجامعة أم القرى، رئيس مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية الدكتور عبدالعزيز الحربي، إلى ترك تكرار الحج وإفساح المجال لمن لم يحج من المسلمين، مستندا إلى أدلة عدة وأحاديث نبوية.

فوضى تعكر الشعيرة

وقال في كتابه الصادر حديثا عن مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية بعنوان «الحج مرة في العمر»: الحج كغيره من الشعائر رفع الله عنا الحرج فيه كما رفعه في بقية الشعائر، والناظر إلى مشهد الحجيج المهيب، الذي يباهي به الله ملائكته، يرى ما يعكر صفو ذلك المشهد من فوضى في السير والأداء، وتزاحم في موضع التراحم، وترك للنظافة التي هي من الطهور.

وأضاف أن الوافدين إلى الحج مختلفون في الطباع والثقافات والأفهام واللغات، ومنهم من لم يسافر أو يخرج من بلده إلا هذه المرة، فمن العسير أن يؤلف بين طباعهم وأن يجمعهم نظام وأن يحكمهم ترتيب، ومنهم من يؤدي حج التطوع، على الرغم من أن الصدقة أفضل من حج التطوع.

التقليل للتيسير

وأكد الحربي أنه لولا توفيق الله لهذه البلاد وجهود ولاة الأمر لتيسير الحج وتنظيم وتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله، إضافة إلى التوسعات المتعاقبة للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، لكان الحج متعسرا، بل متعذرا. حيث إن الدولة سعت إلى تقليل الحجاج تخفيفا على الناس وتمكينا لأداء الفريضة بيسر.

تركه لغيره أفضل

ويرى الحربي أن ترك حج التطوع فيه تيسير على المسلمين وأضاف «ما زال الأمر يحتاج إلى نوع آخر من أسباب التخفيف وتقليل الحجاج وهو الدعوة إلى الحج مرة واحدة وترك تكرار الحج، لأن الله لم يوجبه إلا مرة في العمر على المستطيع».

واستخدم أستاذ التفسير والقراءات في كتابه الأدلة التي تكشف للمسلم فقها من فقه التعبد، وهو أن العمل قد يكون فاضلا على غيره، ولكنه في بعض الأحوال يصبح غيره أفضل منه، وأن العمل الذي ينفع غيرك أفضل من العمل الذي يكون أثره على نفسك وحسب.

وأشار إلى أن علماء الإسلام منذ العصر الأول نبهوا إلى مثل هذه المفاضلة وبينوا أن الصدقة خير من حج التطوع، بل دعا بعضهم دعوة صريحة إلى ترك تكرار الحج في زمن لم يكن ثمة شكوى من تزاحم ولا تدافع، ولم تكن هناك سيارات تضيق بها الطرقات.