محمد حدادي

على أي حال!

يصير خير
يصير خير

الخميس - 04 فبراير 2016

Thu - 04 Feb 2016

وردتني هذه الرسالة وأنقلها لتعم الفائدة: (في بعض الأحيان ستسامح وسينكر الناس ذلك؛ سامح على كل حال. وفي بعض الأحيان ستعطي وسينكر الناس؛ اعط على كل حال. ستحب بعض الناس وسيكرهونك؛ أحب على كل حال. بعض الناس غير منطقيين ولا تهمهم إلا مصلحتهم؛ أحبهم على كل حال. إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية؛ افعل الخير على كل حال. إذا حققت النجاح ستكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقين؛ انجح على كل حال. الخير الذي تفعله اليوم سينسى غدا؛ افعل الخير على كل حال. إن الصدق والصراحة تجعلك عرضة للانتقاد؛ كن صادقا على كل حال. باختصار: كن كما أنت؛ على أي حال)!

والحقيقة فبعد قراءتي لهذه النصائح الثمينة حاولت سحبها على بعض أمورنا، ووجدت من الراحة النفسية والتطامن مع الذات ما الله به عليم، وإليكم نصائحي أنا الآخر: تقضي سنوات في مطاردة معاملة لك بإحدى الدوائر الحكومية، ويداهمك العجز بأنك ستخرج من هذه الدنيا قبل خروج معاملتك من تلك الجهة؛ راجع ولا تستسلم على كل حال!

مع انخفاض أسعار المواد الغذائية وفرحتك بهذه الرحمة الإلهية التي أدركت هذا العالم البائس إلا أنك تجد أسعارنا ـ دونا عن العالم- مرتفعة؛ اشتر على كل حال.! لديك تصور عن التعليم الحقيقي المطبق في دول العالم الأول، ولديك أمنية قديمة بإصلاح التعليم، ولديك الرغبة في أن يكون أولادك مشغوفين بالدراسة؛ دعهم يلتحقون بالتعليم العام على كل حال!

يدركك الوجع فتضطر لمراجعة المستشفى، إنما يتقافز لذاكرتك شريط طويل من الأخطاء الطبية وترغب في الهرب لئلا تقع أحد ضحاياها؛ اكتب وصيتك وقم بإجراء العملية على كل حال! لن تجد ما وعدك به مرشحك الانتخابي بالمجلس البلدي؛ لا تتذمر و»خذ في بالك» أن تنتخب مستقبلا على كل حال!

وأنت أخي القارئ الكريم: حاول سحب كل أمورك واحتسب الأجر على كل حال من مجلس الشورى حتى وزارة الإسكان ولا تصرخ «كان زماااااااااان»!

[email protected]