السعودية والحزب الديمقراطي: هل من روزفلت جديد؟

الأربعاء - 03 فبراير 2016

Wed - 03 Feb 2016

على الرغم من أن تتويج العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والسعودية وتحولها إلى حلف سياسي وثيق جاء على يد الرئيس الديمقراطي روزفلت، إلا أن العلاقة بين الحزب الديمقراطي والسعودية ليست بمستوى العلاقة بين الحزب الجمهوري والسعودية.

ذلك لسبب بسيط بحسب بعض الآراء الاقتصادية أن الحزب الجمهوري حزب أصحاب شركات النفط والتسليح الثقيل، ذلك السلاح الذي تحتاجه السعودية الحليف الأبرز في المنطقة، فضلا عن كونها أكبر بلد نفطي فمن الطبيعي أن تكون العلاقة بين السعودية وأصحاب الشركات النفطية الجمهوريين أقوى من العلاقة مع الديمقراطيين، بالرغم من أن مبدأ حماية الخليج ضد الخطر الشيوعي بالقوة المسلحة هو مبدأ كارتر (الرئيس الديمقراطي)، إلا أن هذا يفسر العلاقة مع الولايات المتحدة كإدارة وليست مع كارتر كديمقراطي.

الحزب الديمقراطي يعرفه الجميع بأنه عرّاب العولمة والقوة الناعمة، لذلك هو الحزب المفضل لليبراليين والمرأة والأقليات والمثليين والسود. وقد حصل الفتور بين السعودية والولايات المتحدة - كما يشاع - بعد مجيء كلينتون للرئاسة، فعندما كان حاكما لولاية أركنساس الصغيرة طلب مقابلة السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان كونه يعتزم الترشح للرئاسة ويود مقابلة السفير لمناقشة طبيعة العلاقة مع السعودية، البلد الحليف، إلا أن السفير السعودي اعتذر عن المقابلة، وأثر هذا الموقف على العلاقة بين الرجلين لاحقا.

كذلك سببت حملة مرشح الرئاسة الديمقراطي جون كيري في 2004 (وزير الخارجية الحالي)، أزمة عندما كان شعار حملته الاستغناء عن النفط السعودي وكان يندد بالسعودية طيلة حملته الانتخابية، وبعد وصول أوباما إلى الرئاسة اختار مصر ليلقي خطابه الموجه للعالم الإسلامي ولم يختر السعودية، وتلك رسالة غير مباشرة بأن مصر هي من يمثل الإسلام الذي يفضله الحزب الديمقراطي!

صحيح أن العلاقة بين الحزب الجمهوري والسعودية تخللتها بعض الأزمات مثل أزمة نفط 73م وأزمة 11/‏9 إلا أن العلاقة استطاعت أن تصمد بفعل الصداقة القديمة.

لكن مع الحزب الديمقراطي الوضع مختلف، فلا توجد علاقة وثيقة مثلما هي مع الجمهوريين، كما أن الرؤية حول الحرية الاجتماعية التي هي فلسفة السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي لا تزال متباينة بين السعودية والحزب الديمقراطي، لذلك أرى أن أمام السعودية مهمة شاقة لكسب الحزب الديمقراطي الذي من الملاحظ أنه أصبح الحزب الأول في أمريكا بعد ترميم الاقتصاد وتحول الحزب الجمهوري إلى حزب العجائز وتجار الحروب.

الجميع يعلم بأن الديمقراطيين لا تهمهم الديمقراطية بقدر ما يهمهم الانفتاح والليبرالية واقتصاد السوق وانتشار القيم الأمريكية الاجتماعية، لذلك نجحت «الرابطة الوطنية للأمريكيين الإيرانيين» اللوبي الإيراني من التقرب للحزب الديمقراطي وتقديم إيران كدولة علمانية ذات حضارة، إلا أنها محكومة من ثلة من رجال الدين المتعصبين. الآن المهمة على عاتق السعودية ستزداد صعوبة بعد أقل من سنة إذا ما حافظ الحزب الديمقراطي على الرئاسة، لا سيما وأن مرشحي الحزب الجمهوري أصبحوا مثار تندر، وحتى لا نذهب بعيدا لا يوجد بون شاسع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بالهيمنة الأمريكية ومحاربة الديمقراطية في المنطقة العربية، لكن الاختلاف يكمن في التكنيك وحسب.

لذا سيكون التباين مع الديمقراطيين في وجود اللاعب الإيراني كشريك جديد، واللعب على وتر الأقليات والمثليين، ونمط الحياة الاجتماعية، ومجمل التحدي يكمن في تغير أدوات الابتزاز.

[email protected]