المناسبات الخاصة تتخبط في المشهد!

الأربعاء - 03 فبراير 2016

Wed - 03 Feb 2016

اتسمت المرحلة الزمنية الجارية بانتشار القنوات الفضائية الخاصة، الموسومة بتنوع الأغراض التي تسيدها على المستوى المحلي حضور ونقل المناسبات الاجتماعية، مثل حفلات الزواج والمناسبات الخاصة الأخرى سواء الأسرية، أو ما هو في النطاق الأوسع الذي يتجاوز حدود الأسرة إلى العائلة أو القبيلة مثلا.

سبق أن تطرقت لهذه المسالة تلميحا، ويبقى من طبيعة العمل التلفزيوني الخاص وهو يتحرك في هذا المجال أن يستجيب للطلبات، ويخضع لتوجيهات الطرف المعني بدفع الفاتورة، لهذا لا تسلم الشاشة من شر تطويع عدسة التصوير وارتفاع صوت الثناء وتنوع مصادره لرفع شأن المناسبة، ومد المديح للقائمين عليها وبكل الأدوات الممكنة المفتوحة على كل شيء.

إلى هنا والأمر وقد أصبح من المألوف في مقام الشأن الخاص، غير أنه يتسع بحكم الطبيعة للنقد أحيانا، وللدهشة أحيانا أخرى، ولكل تقديراته ورأيه في الأخير، مع أن الأصل هو الاعتدال والموضوعية، خاصة وأن المسألة بمكوناتها كافة تنتهي إلى سجل التوثيق، في زمن اتسم بتوسع ونشاط وسائل التواصل الاجتماعي الخارجة إلى حد بعيد عن سلطة التحكم والرقيب أيضا، مما يعني انتقال المادة في الغالب وقد أضحت إعلامية إلى الفضاء المفتوح، لتصبح لاحقا في متناول الجميع مع إمكانية العودة إليها حتى وإن وقعت تحت خط التقادم، مما يتوجب معه ضرورة التزام أهل المناسبات كيفما كانت بالحرص والواقعية، للحيلولة دون التصادم مع التاريخ ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه أولا وأخيرا.

عموما، ما يشاهده الناس في عديد من القنوات الفضائية الخاصة المتصلة بنقل المناسبات الاجتماعية، وهي كثيرة ومتنوعة، وفيها «مستحدثات»، لا يخلو من مثيرات الاستغراب، ومحركات الدهشة في الغالب الأعم، ولا ينجو أحايين كثيرة من التندر والنقد اللاذع في المجالس الخاصة ووسائل الاتصال الاجتماعي إلى حد ما.

على أي حال يبدو، أن الرأي العام يتجه في تفسير معطيات الحاصل إلى تمرد بعض شرائح المجتمع، وبطريقة مجازفة على الأعراف المحمودة التي من شأنها تقييد المبالغات، والحد من عمليات التسلل إلى مناطق المكانة الاجتماعية التي ينشدها ويجر حبلها البعض في الوقت الحاضر، رغم أنه لم يكن من السهولة الاحتكاك بها في السابق بحكم احتكام الناس للواقع التاريخي بما فيه سلم المكانة أو المنزلة. خلاصة الرأي هي أن في المجتمع من يرغبون في تقديم أنفسهم بطريقتهم، وهم كثر وقد سنحت لجلهم الفرصة مدفوعة الثمن والبقية في الطريق.

ختاما، في غالب المناسبات الاجتماعية المنقولة عبر الفضائيات الخاصة، تترفع الشعارات الفارغة لأغراض الاستهلاك الرخيص في الأوساط الاجتماعية.. والخوف أن يزج بأسماء الرموز السيادية في كل مناسبة، وبطريقة تجافي الأعراف السيادية. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]