5 تساؤلات تناقش تحديات التدخل العسكري في ليبيا

الأربعاء - 03 فبراير 2016

Wed - 03 Feb 2016

ازدادت في الأسابيع الماضية التحذيرات من تعاظم قوة تنظيم داعش في ليبيا الغارقة في الفوضى الأمنية، مما دفع دولا كبرى إلى خيار احتمالية القيام بتدخل عسكري في ليبيا، كما في سوريا والعراق، لكن مثل هذا التدخل يشكل تحديا كبيرا لهذه الدول.

01 لماذا التدخل العسكري؟

في غضون 6 أشهر، تحول تنظيم داعش منذ بروزه في ليبيا في 2015 إلى الخطر الإرهابي الأكبر فيها، خاصة مع سيطرته على مدينة سرت (شرق طرابلس) في يونيو الماضي وعمله على استقطاب مئات المقاتلين الأجانب إلى «قاعدته الخلفية» المتوسطية.

وبدأ التنظيم الذي يضم نحو 5 آلاف مقاتل قبل أسابيع التحرك شرقا في محيط سرت، سعيا لبلوغ منطقة الهلال النفطي القريبة، وكذلك نحو الجنوب المحاذي لدول أفريقية مجاورة.

ويقول مدير برنامج شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أساندر العمراني «الدول المجاورة لليبيا في أفريقيا وأوروبا لن تسمح بأن يتصاعد خطر داعش دون أن تتحرك لوقفه».

ويرى من جهته الخبير في الشؤون الليبية بمعهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو أن «فشل المسار السياسي والتحركات المتزايدة لتنظيم داعش في ليبيا جعلت التدخل العسكري أكثر واقعية خلال الأسابيع الماضية».

02 أين وكيف؟

تطالب السلطات الليبية المعترف بها دوليا في شرق البلاد بأن يرتكز أي تدخل عسكري مستقبلي لحملة قصف جوي تستهدف مواقع التنظيم في مدينة سرت ومحطيها وفي بنغازي أيضا، وصولا إلى ضواحي درنة في أقصى الشرق الليبي.

وتقول القوات الموالية لهذه السلطات إنها قادرة على تقديم معلومات حول مواقع التنظيم لقوات الدول الراغبة بالتدخل العسكري، إلا أن هذا التحرك قد يشمل أيضا إرسال جنود.

ويقول العمراني «لا يمكن الجزم حاليا بطبيعة العمل العسكري»، موضحا أن هذا التدخل «قد يشمل مساندة القوات الليبية الموجودة على الأرض، وصولا إلى نشر جنود، رغم أن الخيار الثاني يملك حظوظا أقل».

03 ما نتائج التدخل؟

أوقف التدخل العسكري ضد داعش في سوريا والعراق تقدم التنظيم إلى حد كبير بالبلدين ودفع بالعديد من عناصره إلى اللجوء لأماكن أخرى، بينها ليبيا، حسب مسؤولين ليبيين.

وقالت الحكومة الليبية الأحد الماضي إن ليبيا أصبحت «ملاذا للإرهاب ووكرا للمجرمين القادمين من مختلف أصقاع الأرض».

04 من يمنح التفويض؟

يحتاج العمل العسكري في ليبيا لغطاء سياسي داخلي، قد يتمثل خاصة في طلب رسمي صادر عن حكومة الوفاق الوطني التي وعدت الدول الكبرى بمساندتها عسكريا لمحاربة تنظيم داعش، لكن الحكومة لم تولد بعد.

وفي ظل استمرار رفض السلطات غير المعترف بها في العاصمة لاتفاق الأمم المتحدة الذي ينص على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، فإن أي عمل عسكري خارجي قبل التوصل لاتفاق سياسي شامل مقبول من كل الأطراف، سيواجه بالرفض من سلطات العاصمة التي تدير طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا».

05 ما العواقب المحتملة؟

إلى جانب احتمال وقوع خسائر في صفوف المدنيين واستقطاب المزيد من المقاتلين الأجانب لليبيا على اعتبار أنها تتعرض لحملة عسكرية خارجية، يعتبر توالدو أن العمل العسكري قد

«يجمد ما تبقى من المسار السياسي، ويبقي الوضع كما هو عليه».

«فشل المسار السياسي والتحركات المتزايدة لتنظيم داعش في ليبيا جعلا التدخل العسكري أكثر واقعية خلال الأسابيع الماضية».

ماتييا توالدو - الخبير بمعهد المجلس الأوروبي

«الدول المجاورة لليبيا في أفريقيا وأوروبا لن تسمح بأن يتصاعد خطر داعش دون أن تتحرك لوقفه».

أساندر العمراني - مدير برنامج شمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية