شعراء يوظفون الأسطورة لخدمة معانيهم

الثلاثاء - 02 فبراير 2016

Tue - 02 Feb 2016

لجأ الشعراء لبعض الأساطير في نصوصهم من أجل توصيل المعنى بشكل أعمق فنيا. ويقدم الدكتور يوسف حلاوي حضورها في شعرنا العربي المعاصر، من خلال نصوص لمجموعة منهم في كتابه «الأسطورة في الشعر العربي المعاصر»، وهنا خمس قصائد منها:

الصقر

«والصقر في متاهة، في يأسه الخلاق

يبني على الذروة في نهاية الأعماق

أندلس الأعماق

أندلس الطالع من دمشق

يحمل للغرب حصاد الشرق

يكتب الصقر للفضاء لمجهوله السخي

سائلا عن مكان، كشريانه نقي

يومئ الصقر للصقور متعب، حملته متاهاته، حملته الصخور

فحنا فوقها، يغذي متاهاته ويغذي الصخور»

الأميرة تنتظر

«ويلاه

أقتلت أبي

وسلبت الخاتم، حتى ترفعه في وجه الناس..

وتحكم به»

مسرحية شعرية ذات بنية دائرية مفتوحة، تتمحور حول ثلاث شخصيات أساسية: الأميرة، السمندل، القرندل. والبطلة هي الأميرة التي يستمد الشاعر أصولها من التراث القصصي الشعبي ومن الأسطورة معا.

حيث اعتمد على حكاية عربية قديمة مؤداها أن سابور حاصر حصن الحضر في العراق دون أن يتمكن من فتحه، وذات يوم أطلت النضيرة بنت ساطرون فأعجبت به ومكنته من فتح الحصن، وبعد أن دخل قتلها لأنه لم يأمن خيانتها.

وشخصيتا السمندل والقرندل مأخوذتان من ألف ليلة وليلة، فالسمندل هو الملك الجائر الذي يغتصب الحكم، أما القرندل فهو من حكاية «الحمال والثلاث بنات.

أنشودة المطر

«عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

عيناك حين تبسمان تورق الكروم

وترقص الأضواء...كالأقمار في نهر

يرجه المجداف وهنا ساعة السحر

كأنما تنبض في غوريهما النجوم»

بدر شاكر السياب

ذكر المطر بمعنى الخصب في الطبيعة، وثب به الشاعر وثبة عبقرية كبرى، فرمز بالمطر الذي هو ظاهرة طبيعية للثورة الاجتماعية التي يريدها في العراق، لتقضي على القحط السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتحمل إلى المجتمع خصبا وخيرا وعدالة ورفاهية.

عودة إلى سدوم

«عدت في عيني طوفان من البرق

ومن رعد الجبال الشاهقة

عدت بالنار التي من أجلها

عرضت صدري عاريا للصاعقة

جرفت ذاكرتي النار وأمسي»

خليل حاوي

قصيدة ذات بنية دائرية تنطلق من حالة ظلامية تخيم على الواقع، فتسلط عليه نارا تحرقه وتحوله إلى رماد من أجل أن تعيد خلقه من جديد نظيفا متطهرا.

البئر المهجورة

عرفت إبراهيم، جاري العزيز، من زمان. »

عرفته بئرا يفيض ماؤها

وسائر البشر

تمر لا تشرب منها، لا ولا

ترمي بها، ترمي بها حجرا

قصيدة ذات بنية دائرية تنطلق من حالة ظلامية تخيم على الواقع،

فتسلط عليه نارا تحرقه وتحوله إلى رماد من أجل أن تعيد خلقه من

جديد نظيفا متطهرا.

يوسف الخال

يكشف الشاعر عن المأساة التي تكبل الإنسان في واقع سيئ، فهناك صحراء قاحلة مترامية تحيط بالبشر، ولا تروى، ومع أن إبراهيم يقطن فيها، إلا أن لا أحد يشرب من بئره ولا يرمي بها حجرا