تركيا تخطط لانتزاع حزام أعزاز - جرابلس من داعش

الاثنين - 01 فبراير 2016

Mon - 01 Feb 2016

u0623u0637u0641u0627u0644 u0633u0648u0631u064au0648u0646 u064au0644u0647u0648u0646 u062fu0627u062eu0644 u0645u062eu064au0645 u0627u0644u0632u0639u062au0631u064a u0644u0644u0627u062cu0626u064au0646 u0628u0627u0644u0623u0631u062fu0646 (u0631u0648u064au062au0631u0632)
أطفال سوريون يلهون داخل مخيم الزعتري للاجئين بالأردن (رويترز)
من المرجح أن يؤدي الهجوم الذي شهدته منطقة السلطان أحمد في إسطنبول، العاصمة المالية لتركيا في وقت سابق من هذا الشهر إلى تشديد عزيمة أنقرة ضد تنظيم داعش أكثر من إمكانية أن يؤدي إلى ردعها عن خطط تكثيف التعاون مع التحالف الذي يحارب التنظيم من أجل تعزيز حماية الحدود التركية مع شمال غرب سوريا، حيث يسيطر داعش على أراض تمتد على نطاق 60 ميلا تقريبا، وبعمق 20 إلى 30 ميلا معروفة باسم حزام أعزاز- جرابلس (أو كيليس- سيرابلس في تركيا).

ولكن يبقى السؤال المطروح هو حول درجة الفعالية التي يمكن لتركيا من خلالها إغلاق هذه الحدود الطويلة مع داعش وحمايتها.

أولويات تركيا في شمال غرب سوريا تتمثل في:

تعزيز الدعم الذي تقدمه للثوار الذين تؤيدهم لمنع وضعهم تحت الضغط نتيجة التقدم الأخير لقوات نظام الأسد وللضربات الجوية الروسية.

منع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من ربط الجيب الذي يقع شمال غرب سوريا في عفرين وغرب أعزاز بالمناطق الأخرى التي يسيطر عليها الحزب في شمال سوريا.

الأولوية الثالثة بالنسبة إلى تركيا تكمن الآن في القضاء على تنظيم داعش في سوريا.

الحدود التركية - السورية: نظرة عامة

- تمتد الحدود بين تركيا وسوريا على نحو 510 ميلا، يقسم ما بينها نهر الفرات.

- من جانب النهر شرقا نحو العراق، انتزعت وحدات حماية الشعب حاليا السيطرة على الجانب السوري بأكمله من قبضة داعش الذي كان يسيطر على أجزاء من هذه المنطقة خلال الفترة 2014 - 2015.

- غرب الفرات، بين البحر المتوسط وأعزاز، باستثناء منطقة عفرين التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، فهناك قوات مناهضة للأسد تسيطر على الحدود.

- إلى جانب ذلك فإن هؤلاء المقاتلين ليسوا أصدقاء لتنظيم داعش، ومن غير المرجح أن يسمحوا له بالاستفادة من موقعهم الحدودي.

- بشكل منفصل، لا يزال شريط صغير من الحدود بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وشمال اللاذقية تحت سيطرة الحكومة السورية.

- تسعى القوات السورية والروسية إلى توسيع هذه الرقعة.

- على الرغم من أنه لا بد لتركيا من تعزيز مراقبة حدودها في جميع النقاط، إلا أن تكوين القوات من الجانب السوري سيسمح لها بأن تكرس غالبية الموارد باتجاه أقصى الشرق، وبالتحديد في أعزاز- جرابلس.

منطقة صديقة لتركيا؟

إن الطريقة الأكثر فعالية لمراقبة منطقة أعزاز- جرابلس الحدودية هي ضمان تعبئة الجانب السوري بالقوات الصديقة لتركيا، أو على الأقل تلك المناهضة لداعش.

ومن الجماعات المحتملة في هذا الإطار التركمان السوريون الذين يرتبطون عرقيا بالأتراك ويتم تدريبهم من قبل تركيا كقوة قتال في شمال غرب سوريا.

ويمكن لهذا النطاق (الحزام) أن يخدم أغراضا متعددة، مثل توفير المزيد من الأمن الشخصي للفارين من الحكم الهمجي للأسد أو لداعش، وأن يشكل منطقة انطلاق للقوات المناهضة للأسد، ومنطقة للحد من تدفق اللاجئين إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.

وستلقى فكرة إنشاء منطقة صديقة لتركيا الدعم في البلدان الأوروبية التي تشعر بالفعل بالضغط المتزايد بسبب اللاجئين السوريين الوافدين.

فمن شأن مثل هذه المنطقة أن تعترض أيضا نقل الموارد إلى داعش، وبالتالي إضعاف التنظيم، وأن تسمح لأنقرة بعرقلة حركة نشطاء داعش إلى تركيا من أجل استهداف مواردها الاقتصادية، مثل السياحة.

إن خلق هذه المنطقة سيثبت للشعب التركي والدول الحليفة أن أنقرة جادة في هزيمة التنظيم حتى في الوقت الذي تواصل سعيها إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد نظام الأسد.

وإلى جانب دروس أخرى، يكشف تفجير منطقة السلطان أحمد عن اعتراف داعش بالتهديد الذي سيترتب عن إقفال الحدود التركية بشكل فعال بالنسبة للتنظيم.

إن تعزيز أمن المطارات التركية قد أعاق بالفعل عمليات تجنيد المقاتلين في داعش وسفرهم، لدرجة أن الجماعة دعت للقيام بعمليات في أماكن أخرى - على سبيل المثال، في باريس وكاليفورنيا وجاكرتا بدلا من مواجهة عمليات اعتراض أو إلقاء القبض على عناصرها عن طريق السفر إلى سوريا عبر تركيا.

وبالتالي، عكس الهجوم على إسطنبول محاولة لثني تركيا عن المضي قدما مع واشنطن في جهودها لإغلاق الحدود والاستيلاء على حزام أعزاز- جرابلس من داعش.