الدجاج المستورد يقهر المحلي

الاثنين - 01 فبراير 2016

Mon - 01 Feb 2016

حمل مختصون أصحاب مشاريع الدواجن الوطنية المسؤولية في غزو المنتجات الأجنبية للأسواق السعودية والاستحواذ على النسبة الأكبر من الحصة السوقية، والبالغة 55 %، لافتين إلى 8 مشكلات رئيسة سببت هذه الحالة.

فوارق حادة رغم الدعم

ويؤكد المحلل الاقتصادي عبدالله البراك أن مشكلة مشاريع الدواجن الوطنية تتمثل في:

  1. - الاعتماد الكبير على دعم الدولة وعدم وضع برامج تطوير تقلل تكاليف الإنتاج للوحدة الواحدة، كاستخدام الميكنة لتقليل عدد العمالة التي هي في معظمها أجنبية، أو تدريب العمالة على أساليب لإنجاز الأعمال في وقت أقل.

  2. - المشاريع لا تولي أي اهتمام لوضع خطط استراتيجية أو تكتيكية للإنتاج أو التنسيق مع بقية المشاريع في مسائل الإنتاج.

  3. - هناك فرق كبير في إدارة المشاريع في فرنسا وهولندا عنها في السعودية، حيث:




  • ينتج مشروع واحد في هولندا 1.5 مليون دجاجة.

  • يديره على الأرض 3 أو 4 أشخاص.

  • تقل تكلفة إنتاج الدجاجة 5 ريالات نتيجة للإنتاج الكبير.

  • يستفاد من كل أجزاء الدجاجة بما في ذلك الريش.

  • ترسل بقاياها للتدوير لصناعة الأسمدة وغيرها.


وأشار إلى أن كل ذلك يحصل دون دعم حكومي، وبرواتب أعلى للعمالة، بينما المشاريع الوطنية المدعومة لا تستطيع المنافسة، وتصل تكاليف إنتاج الدجاجة زنة كيلوجرام واحد بحسب بعض المنتجين إلى 8 أو 9 ريالات.

دول تدعم الإغراق

وأحصى المهندس صلاح الحميدان، صاحب مشروع للدواجن، مشكلات عدة تفسر الوضع الراهن:

4 - تتلقى الشركات الفرنسية والبرازيلية خاصة دعما من بلدانها لإغراق السوق المحلية، مدللا على ذلك بأن سعر الدجاجة نفسها التي تبيعها الشركة الفرنسية أو البرازيلية بـ 8 ريالات في السعودية، تباع في البلد الأم بسعر يتراوح بين 20 و25 ريالا.

5 - انخفض الدعم الحكومي لفول الصويا، والعلف الرئيس للدجاج من 50% إلى 20% حاليا.

6 - تصل الجمارك على الصادرات من الدواجن الوطنية إلى 25% في حين لا تتجاوز 5% على الدجاج المستورد.

الإغراق مرتبط بالصلاحية

وبحسب مصدر مختص بمشاريع الدواجن في وزارة الزراعة تحدث لـ «مكة» فإن عددا كبيرا من المشاريع المحلية شكلت تكتلات فيما بينها من أجل البقاء في السوق.

ولفت المصدر إلى أن أغلب حالات الإغراق تحدث عند تخفيض أسعار الدجاج الفرنسي والبرازيلي في الفترة التي تسبق انتهاء الصلاحية بـ 3 أشهر، حيث تباع حبة الدجاج زنة كيلوجرام بـ 6 ريالات، مما يمثل أقل من نصف سعر حبة الدجاج الوطنية. وحدد المصدر مشكلتين رئيستين للمشاريع الصغيرة والمتوسطة:

تكاليف إنتاجها عالية نتيجة محدودية الإنتاج.

تأثير تكلفة العمالة والأعلاف والأدوية كبير رغم الدعم.

حالة محيرة وتفسير غائب

وأشار عضو اللجنة الزراعية السابق بغرفة الشرقية توفيق الرماح إلى أن القائمين على مشاريع الدواجن المحلية يضيعون الوقت دون الاستفادة من التقنيات العالمية لتخفيض تكاليف الإنتاج. وقال إن منافسة المنتجات الأجنبية للوطنية في عقر دارها بأقل الأسعار رغم أن الأجنبية الصينية والبرازيلية والفرنسية تتحمل تكاليف النقل والتأمين والرسوم الجمركية أمر محير إذا علمنا أن الدولة ما زالت تدعم الأعلاف التي تشكل 70 % من تكاليف إنتاج الدجاج، كما توفر الأدوية مجانا.

وتساءل عما سيكون عليه الحال لو رفع الدعم عن تلك المشاريع، مطالبا وزيري الزراعة والتجارة والصناعة للتدخل والنظر في الأسباب الحقيقية لعدم قدرة المشاريع على المنافسة رغم كل هذا الدعم. كما دعا أصحاب شركات الدواجن إلى تحمل المسؤولية ومواجهة التحدي بأنفسهم بدلا من الاعتماد على دعم الدولة الذي يجب أن يتوقف.