الأمين إياد وتأييد الأمين

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

في هاشتاق السعودية في تويتر الأسبوع الماضي تصريح نقلته «واس» عن وزير الخارجية عادل الجبير يقول فيه: «منظمة التعاون الإسلامي مطالبة باتخاذ موقف صارم ينبثق من مبادئ ميثاقها ويستند إلى مبادئ وأحكام الاتفاقيات والقوانين الدولية».

فوجدت تعليقا على هذا التصريح من أحدهم يتساءل: «إيش منظمة التعاون الإسلامي؟ منظمة فين موجودة؟».

قد يقول قائل إن هذا الذي يتساءل عن المنظمة هو جاهل بالمنظمات وعملها، لكن ذلك لا يعني أن المنظمة لا دور لها، ولكنها لا تعّرف المجتمع بهذا الدور أو سواه. ولكن كلمات الجبير تجعلنا نفكر بأنه يريد من المنظمة أن تفعل شيئاً.. وأنها لو فعلت لما وجه هو كلاما مثل ذلك. وقد نكون لا نعلم بالتحديد هل هذا هو ما يعنيه أم لا.. ولكن وفي كل الأحوال أشعر برغبة في أن أجد دورا ملموسا للمنظمة أفتخر به كمسلمة.. وهذا من حقي.

وقد يقول قائل: لماذا تكتبين المقال للأسبوع الثاني على التوالي بما يبدو وكأنه ضد المنظمة؟.. سأقول إن الكتابة ضد أو مع أي جهات في البلاد لا تعني موقفا سلبيا، بل هي دعم لهذه الجهات وإن قسونا، هذا جانب، أما الجانب الآخر، فانظر معي عزيزي القارئ إلى بعضٍ مما يحدث هناك.. في المنظمة أقصد.

المنظمة أنشأت هيئة مستقلة لحقوق الإنسان، هذا رائع، ولكنها لا تعطي موظفيها مثلا كامل حقوقهم، لم يسع أمينها إلى الآن - وهو سعودي و»يا سلام» لو أن لكل ما يفعله في منصبه له من اسمه نصيب - لم يسع إلى حل موضوع إشراك الموظفين السعوديين في المنظمة في نظام التأمينات الاجتماعية أسوة بزملائهم في المنظمة الإقليمية الأصغر لمجلس التعاون دول الخليج العربية، أليست هذه من ضمن حقوق الإنسان وحقوق المواطن؟

كيف سيشعر الموظف السعودي في هذه المنظمة بالأمان وهو يعلم أن كل ما سيحصل عليه هو مكافأة نهاية خدمة ولا معاش تقاعدياً بعد سنوات خدمة طويلة للمنظمة؟ أين يذهب ليعمل لو أنه أحيل للتقاعد وقد وصل إلى عمر لا تساعده فيه ظروفه الصحية على العمل مثلا في مجال آخر ليحصل على راتب منتظم؟

كل هذا الذي أقوله في السطور الأخيرة يعرفه الجميع.. فمن البديهي أن نحصل على معاش إذا ما تركنا العمل ونحن مرضى أو كبار سن، هذا أبسط حقوقنا.

هي كلمة لأمين عام المنظمة ولآخرين يديرون آخرين في مؤسسات عمل.. لا تجعل من يعمل معك وتحت إشرافك آلة تأتي كل يوم لتثبت حضوراً وتمضي بعضاً من وقت وتذهب. لا تساوي بين من يعمل بيديه وبعقله وبقلبه بمن لا يعمل أو بمن يبدو أنه يعمل وهو يرائي وينافق ويراوغ ويجد مخرجاً لتسيبه أو تفريطه. تعلّم وتعلّم كل يوم كيف تُخرج أجمل ما في موظفيك من طاقة وإبداع.. انظر إليهم بعمق وتأمل ما يحدث في مؤسستك، وراجع تصرفاتك أو قراراتك، فذلك ليس عيباً ولا نقصاً.. ذلك شرف.