الحوثيون يجندون الأطفال بإغراءات المال والجهاد وترك المدرسة

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

طفل حوثي مجند لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة يحمل بندقية كلاشنكوف على ظهره في ساعات الظهيرة حيث حرارة الشمس مرتفعة، يتحدث مع سائقي المركبات بصوت مرتفع يسألهم عما إذا كان معهم أي قطع من السلاح، ويتلفت بصورة لافتة توهم المسافرين بأنه على دراية بأي شخص مشتبه به.

«مكة» سألت الطفل الحوثي لماذا تركت المدرسة؟ فأجاب «أنا مجاهد وهذا أفضل من الدراسة». كانت تقاسيم وجهه الريفي شاحبة ومغبرة وعليها آثار التعب والإنهاك، إذ يظل واقفا على خط مرور سيارات يحمل بندقية أظهرت على كتفيه الانحناء من ثقلها على جسده الصغير.

وعلى امتداد الطريق الواصل بين محافظات إب وذمار وتعز يوجد أطفال مسلحون في نقاط أمنية تابعة للحوثيين، أعمارهم ما بين 13 ـ 17 عاما، ويعمل الأطفال المجندون على تفتيش المارة والمسافرين وطلب هوياتهم للبحث عن معارضين مطلوبين للمتمردين.

ضحايا المتمردين

لم يعد الأطفال ضحايا القصف العشوائي الذي يشنه المتمردون الحوثيون على أحياء سكنية في عدد من المحافظات اليمنية، بل أصبحوا ضحايا التجنيد في حروب الحوثي، حيث كثف المتمردون خلال الآونة الأخيرة تجنيد الأطفال بعد خسائرهم في عدد من الجبهات.

وذكرت مصادر مطلعة للصحيفة أن المتمردين الحوثيين يغررون بالأطفال للتجنيد بدعوى أنهم لن يخوضوا معارك إنما تأمين مواقع فيفاجؤون أنهم في مواجهة مباشرة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة.

وأضافت المصادر أن عددا من القتلى من المجندين الأطفال قضوا في المواجهات ولا تعرف أسرهم مصيرهم بسبب إخفاء الحوثيين لأخبارهم أو ترك جثثهم في ساحات المعارك والفرار بدون متابعتها.

وكانت قوات المقاومة الشعبية والجيش قد أسرت عشرات الأطفال المجندين في عدد من المحافظات، ومن خلال مقابلات تلفزيونية أجريت معهم تبين حجم الكذب الذي يمارسه المتمردون لاستخدامهم في المعارك.

استغلال الجهل

ويستغل المتمردون الجهل المنتشر والعاطفة الدينية لجلب مجندين أطفال تحت مبرر أنهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل وأنهم مجاهدون، بالإضافة إلى الفقر وحاجة الأسر للمال الذي يتسلمه الطفل المجند من المتمردين.

تحذيرات حقوقية

وبحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، فإن عدد الأطفال المجندين أو المستخدمين في النزاع باليمن يشكل ثلث إجمالي عدد المقاتلين في صفوف الحوثيين وجماعات أخرى، وتشير المنظمة إلى أن متوسط عدد الأطفال الذين يقتلون أو يشوهون بشكل يومي يصل إلى ثمانية أطفال نتيجة الحرب.

وكانت منظمات حقوقية دولية قد حذرت من أن المتمردين الحوثيين كثفوا أخيرا عمليات تجنيد الأطفال، من حيث تدريبهم ونشرهم في ساحات المعارك، مما يشكل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحوثيين يستخدمون الأطفال بشكل متزايد منذ استيلائهم على صنعاء، بينما أوضحت منظمة اليونيسف أن الحرب تسببت في تدمير عشرات المدارس، وهو ما يهدد آلاف الأطفال حيث يكونون عرضة للاستقطاب من قبل المتمردين والجماعات الإرهابية.