الانهيار يهدد فنزويلا بسبب الحرب الجيوسياسية ضد النفط

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

u0641u0646u0632u0648u064au0644u064au0648u0646 u064au0635u0637u0641u0648u0646 u0623u0645u0627u0645 u0633u0648u0628u0631 u0645u0627u0631u0643u062a u0641u064a u0643u0627u0631u0627u0643u0627u0633 u0644u0644u062du0635u0648u0644 u0639u0644u0649 u0627u062du062au064au0627u062cu0627u062au0647u0645 u0627u0644u063au0630u0627u0626u064au0629 (u0623 u0641 u0628)
فنزويليون يصطفون أمام سوبر ماركت في كاراكاس للحصول على احتياجاتهم الغذائية (أ ف ب)
تملك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي في العالم، لكنها تشهد أسوأ أزمة منذ 30 عاما، والوضع يزداد سوءا مع تدهور أسعار النفط.

تفجر الأوضاع

ويلخص الخبير الاقتصادي لويس فيسنتي ليون الوضع بقوله «إن الأزمة شديدة والعائدات تنهار والبلاد تواجه وضعا متفجرا». واعتبر هذا الخبير أن «تدهور أسعار النفط كارثة بالنسبة لتدفق السيولة، لكن إذا أعلنت البلاد عجزها عن السداد فإن ذلك سيصبح بمثابة انتحار. والحكومة تعلم هذا الأمر»، في ظل مناخ صعب أصلا بالنسبة للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي هزمته المعارضة في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر الماضي.

شح وفائض

وفي السوق النفطية العالمية التي تتميز بفائض في العرض مقابل شح في الطلب تدهور سعر البرميل لأدنى مستوياته خلال 12 عاما، ليتراجع إلى ما دون عتبة الثلاثين دولارا، وذلك يشكل ضربة بالنسبة للاقتصاد الفنزويلي الذي يجني من النفط 96% من عملاته الصعبة الأساسية لتمويل وارداته.

ومع هذا السعر للبرميل ستنهي الدولة السنة بعجز للسيولة يقدر بـ 27 مليار دولار، بحسب تقدير الخبير الاقتصادي أسدروبال أوليفروس من مكتب الاستشارات «إيكواناليتيكا».

وفيما تدهورت عائداتها بنسبة 70%، تراكم البلاد ديونا تجارية تقدر بنحو 12 مليار دولار. ويتوقع صندوق النقد الدولي انهيارا في إجمالي ناتجها الداخلي بنسبة 8% هذه السنة.

أما على صعيد الحياة اليومية فإن السكان يعانون من أسوأ تضخم في العالم (141,5 % بالوتيرة السنوية)، ومن نقص يطال منتجين من أصل 3 من المنتجات الضرورية الأولية. وكل يوم ينتظر آلاف الأشخاص في طوابير خلال ساعات أمام المخازن الكبرى لشراء الطحين والأرز أو القهوة.

وضع كارثي

ويقر مادورو نفسه بأن الوضع كارثي، لكن جهوده لمعالجة الوضع لم تأت بنتيجة حتى الآن. فمنذ أكثر من عام يقوم بحملة لدى منظمة أوبك التي اقترح عليها عقد اجتماع طارىء في فبراير المقبل لتحديد استراتيجية مشتركة تلجم تدهور الأسعار.

لكن فنزويلا لم يعد لديها القدرة التي كانت تملكها من قبل عندما كان الرئيس الراحل هوجو تشافيز ينعم بسعر مرتفع جدا للخام للقيام بـ «دبلوماسية بترولية»، ويتحدى هيمنة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من مطالب كراكاس ترفض أوبك خفض إنتاجها، آملة بذلك إبعاد منتجي النفط الصخري الأمريكيين، لكنها سياسة يصفها مادورو بأنها «انتحار»، خاصة بالنسبة لفنزويلا التي لا تملك الموارد الضرورية لمقاومة ما تسميه بـ «حرب جيوسياسية ضد البترول». وللحصول على السيولة الكافية تحتاج فنزويلا التي تنتج 2,65 مليون برميل في اليوم، لبيع سعر البرميل بـ80 دولارا، لكن ذلك لا يبدو قريب المنال خلال 2016.

علاج صدمة

واعتبر كريستوفر دمبيك الخبير الاقتصادي بمصرف ساكسو بنك الفرنسي أن فنزويلا لن تستطيع تفادي «علاجا بالصدمة» لتقليص تبعيتها للنفط، لكن زيادة سعر البنزين المدعوم لحد كبير ستكون حلا محفوفا بالمخاطر سياسيا بعد أن كان الأدنى بالعالم بـ 0,015 دولار لليتر.

وقال إسدروبال أوليفيروس «نظرا للوضع الدولي واختلالات التوازن الداخلية هناك فرصة ذهبية» لإلغاء هذا الدعم الذي كلف البلاد 29 مليار دولار في السنوات الثلاث الأخيرة، ويغذي حركة التهريب على الحدود مع كولومبيا.

وأقر مادورو أخيرا أمام البرلمان بأن «الوقت قد حان»، معتبرا أن على البلاد أن تقوم بـ «قفزة» من اقتصاد يعتمد على المردود النفطي إلى اقتصاد منتج.