خبراء: اللجوء للقروض سيزيد معاناة الأندية

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

تباينت رود الأفعال لدى المحللين الرياضيين والاقتصاديين وبعض رؤساء الأندية وأعضاء الشرف حول قرار رعاية الشباب بالسماح للأندية بأخذ قروض من المصارف لحل أزماتها المالية، فمنهم من يرى أن القروض طوق نجاة لسمعة الكرة السعودية في الخارج، ومنهم من يرى أنها تثقل كاهل الأندية بديون أخرى جديدة ترهقها، وتزيد من جراحها، في ظل ضعف الإمكانات المادية لمعظم الأندية صاحبة الحق في الاقتراض، وفريق ثالث يرى أن ناديه ليس بحاجة إلى القروض لوجود ديون رمزية وأيضا لمساندة أعضاء الشرف له مما يحول دون الاقتراب ناحية تلك القروض.

خيار قائم

»بلا شك لدينا ديون ومستحقات تستوجب توفير مصدر مناسب للتخلص منها، خاصة ونحن نبحث عن استقرار فريق الكرة وبذل أقصى ما في وسعنا لبقائه في الدوري الممتاز، لذلك نقوم الآن بعمل جدولة وترتيب مع أعضاء الشرف وبعض رجال الأعمال المحبة للفرسان دون اللجوء إلى القروض من البنوك، ورغم أن الديون لا تتجاوز الـ20 مليون ريال إلا أن مجلس الإدارة يبذل كل جهده لإنهاء الأزمة، وهذا ليس معناه أننا سنغفل ميزة القرض من البنك إذا احتاج النادي لذلك، فمن الممكن أن نلجأ إلى الاقتراض، مثلما فعلت أندية الاتحاد والهلال والنصر في حالة عدم تكاتف الجميع وإعادة ترتيب الأوضاع«.

هشام مرسي رئيس نادي الوحدة

فاشلة وسلبية

«على قول المثل «حاول يكحلها عماها» لأن من قام بإصدار عروض القروض للأندية ليسوا متخصصين ولا اقتصاديين أو مسؤولين رياضيين، لذلك فهي تجربة فاشلة وسلبية وتضر الكرة السعودية، وهو ما لا نتمناه أبدا، فما زالت تجربة التعاقد الفاشل مع المدرب الهولندي فرانك ريكارد لتدريب المنتخب الوطني بـ 90 مليونا في الأذهان، بالإضافة إلى التعاقد مع لاعبين ومدربين أجانب آخرين دون المستوى بمبالغ تفوق إمكانيتهم المادية، والخاسر الوحيد من تلك التعاقدات هو الأندية، أما المكسب الحقيقي فهو من نصيب الشركات التي تربح نتيجة الاستسلام لمشروعات فاشلة، لذلك يجب أن تكون هناك معالجة سريعة من قبل متخصصين ومسؤولين رياضيين همهم الأول تغيير الأمور للأفضل».

صالح الحمادي ناقد رياضي ومحلل اقتصادي

حل موقت

»الحمد لله أن القادسية ليس لديه مديونيات لأي جهة، وكل تكاليف الفريق الأول مدفوعة الأجر سواء معسكرات أو سفريات أو فنادق أو إقامة، وبالنسبة للقروض أرى أنها حل موقت ومسكن للأندية المديونة، ومن يرغب في الاقتراض من البنوك ينبغي أن يمتلك آليات جيدة واستثمارا مفيدا للأندية، بعيدا عن خصخصة المبالغ المقترضة من البنوك لمصلحة اللاعبين فقط، وإذا أتيحت لي فرصة أخذ قرض من البنك سيكون كل اهتماماتي صرف مبالغه على النادي ككل، وليس على اللاعبين فقط، لأنه لو تم الاهتمام باللاعبين فقط فالمشكلة لن تحل وستظل قائمة، لأنها اهتمت بالأفراد وليس بالكل، وبالتالي فلن تنتهي، وأنا في النهاية أبحث عن حل نهائي جذري وليس عن حل فردي موقت«.

معدي الهاجري رئيس نادي القادسية

إدارة الأزمات

«القروض حل وقتي، لأن الأندية اليوم بدأت تشعر بأهمية المال، لذلك إذا كانت التي تريد الاقتراض تمتلك إدارة قوية للأزمات فلا مشكلة تماما من اللجوء للقروض البنكية، أما إذا لم يستطع النادي إدارة المال بشكل راشد وكفء فلا فائدة من تلك القروض، لأن البنوك تحتاج إلى ضمانات في ظل وجود إمكانات محدودة ومداخيل متواضعة سواء من البث التلفزيوني أو حقوق الرعاية، وهو ما يسوق الأندية إلى مشاكل عديدة تقلل كثيرا من الدخل المادي لتلك الأندية، لذلك أرى أن لجوء الأندية للقروض من البنوك هو حل وقتي، وأتمنى ألا تلجأ إليه إلا في الأوقات الحرجة والصعبة التي لا يكون أمامها إلا هذا البديل، والأكثر أهمية هو أن تخلق إدارة جديدة في كل ناد تسمى بإدارة الأزمات».

شجاع البقمي كاتب اقتصادي

مخرج إيجابي

»تختلف نظرة البعض إلى القروض ما بين الرفض أو القبول، إلا أنني أرى أن القروض بشكل عام أمر مباح في ظل الأزمات التي تعاني منها الأندية، وخاصة الكبيرة، حتى تتفادى العقوبات الخارجية التي تفرض عليها من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا) وهو ما قد يضع الكرة السعودية في مأزق، ويعرضها للعقوبات، وهي حل إيجابي للسنوات المقبلة بشرط أن تلتزم الأندية بمواعيد السداد وعدم التأخير، وقرار الرئاسة الخاص بتمويل البنوك للأندية المديونة هو قرار جيد ومخرج إيجابي للأندية السعودية من خلاله تستطيع تسيير أمورها بدلا من تعرضها للعقوبات في حال استفحال ديونها وعدم قدرتها على السداد، وهناك فرق بين إدارة النادي وإدارة الاستثمار، فإدارة النادي عليها الحصول على المبالغ المطلوبة لتسديد الديون الخارجية والتعاقدات الخاصة باللاعبين والمدربين، أما إدارة الاستثمار فهي تختص بالبحث عن مداخيل وإعلانات وخلافها لتسويق النادي«.

محمد الغامدي مسؤول الاستثمار بالنصر

توسيع القاعدة

»القروض شر لا بد منه، وهى ديون جديدة فوق ديون سابقة، وللأسف لا يوجد حل للخروج من الأزمة المالية للأندية سواها، هي ليست شطارة بل خروج من المأزق، فالأندية عندما تفشل في تسجيل لاعبيها وتسديد قيمة عقودهم تتعرض لعقوبات الاتحاد الدولي، وهي ديون من الدخل الأساسي للنادي، فإذا استمرت الأندية بدون دخل ثابت لمدة 4 سنوات قادمة فستفشل الإدارات في عملها ويكون ذلك عبئا على المجالس القادمة، والحل أن يتم توسيع قاعدة الإيرادات، وللأسف لا توجد إدارات سعودية تستطيع حل أزمات أنديتها في ظل الفقر المادي والفكري، وفي ظل تفاخر الأندية بشراء اللاعبين الأجانب بالملايين، لذلك أدعو الأندية إلى وضع اللاعب العربي في دائرة اهتماماتها، لأنه الأفضل بحكم العادات والتقاليد والبيئة واللغة وعدم الإحساس بالغربة«.

مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد