دلالات أساسية تحدد علاقة الأدب السعودي بالوطنية

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

وصف الناقد الدكتور سحمي الهاجري علاقة الأدب السعودي بالوطن بالجوهرية، وعلى درجة عالية من الحضور والاتساع، وأقر في كتابه «حوار النصوص ـ دراسات تحليلية في السرد التاريخي والروائي» بصعوبة حصر دلالات تلك العلاقة، غير أنه تطرق لأهمها وفصلها بشيء من التحليل. وهنا 12 دلالة تحدد هذه العلاقة:

01

القرارات الأساسية

بدأت القرارات الأساسية مع تأسيس الدولة السعودية بمنهج سليم وضعه المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، مما حاز إعجاب الأدباء والشعراء والكتاب، في تلك المرحلة، ونتج عنه أثر بالغ ما أدى إلى دخول الأدب والثقافة في صميم توجهات الدولة.

02

الدور القيادي

لعب الدور القيادي دورا حاسما في توجيه الشأن الثقافي، بما يتناسب مع الطبيعة الكاريزمية لشخصية المؤسس، وكان لدور الزعامة القادرة له، قبل تشكيل البنية البيروقراطية الحكومية في الدولة الناشئة، النصيب الأعلى في ترسية التوجه الفكري والثقافي في البلاد.

03

وعي الأدباء بدور القيادة

أدى وعي الأدباء والمثقفين إلى القيام بدور كبير في تأسيس الكيان الوطني، ونتج عنه ما يسمى: الأنظمة الفرعية، ولذلك فإن كثيرا من الأسس التي أرساها الملك عبدالعزيز لا تزال مستمرة في العمل وتوجيه الأمور الجليلة في البلاد حتى اليوم، ولطالما وعى الأدباء والباحثون ذلك الدور على الدوام، وانعكس ذلك على نتاج أقلامهم.

04

جنود التشييد

ركز الملك عبدالعزيز على القوى الفاعلة في الوطن: «جنود التوحيد» المتمثلين في المورد البشري في إدارة المعارك الحربية، و»جنود التشييد»، المتمثلين في إدارة البناء الثقافي، من الأدباء والكتاب والمفكرين، فاستعان بهم في عملية البناء المعرفي وترسيخ وحدة الكيان وتعزيز الانتماء في وجدان المواطن.

05

الدور المنهجي

أسهم منهج الوسطية المتجانس، الذي أرساه المؤسس، في تآلف العقول والقلوب والنفوس، وأتاح تدقيق النظرة وتحويل التراث والمعاصرة من اعتبارهما طرفين متضادين، إلى موردين معرفيين مثمرين، لما في الجانب الإيجابي من المعاصرة والمشاركة الفاعلة للتراث في حركة التطوير والتنوير، وكان لذلك أثره البليغ في توجيه دفة الأدب والشعر والثقافة برمتها.

06

القرارات والاستجابة

نتج عن ترسيخ النهج السياسي والفكري والبنائي للوطن أن صار للأدباء والمثقفين والكتّاب موقع في طليعة معركة البناء، فشغلت بهم الوظائف الحكومية لبناء الهيكل الإداري للدولة، وأسندت إليهم مهمة توجيه الرأي العام، من إصدار الصحف للنطق باسم الوطن والمنافحة عنه، وترسيخ هويته.

07

القناعة الفكرية

تفهم الكتّاب والمفكرون التوجه الاستراتيجي الذي تنتهجه الدولة، فانعكس ذلك في كتاباتهم وفي نهضة الكيان الوطني، وكان للقناعة الشخصية لديهم أثرها الكبير في كسب ثقة متخذ القرار، فدعمهم وقدر مكانتهم، وأتاح لهم الفرصة للمشاركة في توجيه الرأي العام، وبلورة شخصية الكيان الوطني الجديد.

08

الدوافع والحوافز

ابتعاد قناعة المثقفين عن النزوع الرومانسي الفارغ، إذ يمكن ربط انتمائهم بثنائية «الدوافع والحواجز»، فكما نقلوا حلم الموحد إلى الآخرين، بدوافع ذاتية بحتة، ناتجة عن التزام راسخ، شكلت الحوافز المتمثلة في منح الثقة والحظوة بالتقدير والمكانة، وتوفير قدر من الحرية الأدبية، تمازجا بين الأدب والعمل في خدمة الدولة.

09

إنتاج الوحدة الوطنية

عمل ترسيخ الوحدة الوطنية في خلد الأدباء كمعيار تقاس به خدمة الوطن، الأمر الذي يفسر التناغم والتجانس الذي حدث بين أفكار الأدباء والكتاب وسياسات الدولة، بل إن الكتابة بأسماء مستعارة في تلك الفترة، من قبيل إنكار الذات والفناء في الوطن.

10

تطور الأدب واتساع مفهومه

أدت الاستراتيجيات والعوامل الأخرى المذكورة في النقاط السابقة إلى تطور الأدب وتغير مفهومه ليستوعب حاجات الوطن، ولم يقتصر التطور على مجرد التجديد في الناحية الشكلية، بل تمثل في انخراط الأدب في وظيفة وصار له رسالة، وطبعت هذه المهمة الأدب بطابعها، إذ تغلبت الأسئلة الثقافية والفكرية في خطابه العام.

11

ظهور المثقف الشامل

أدى اتساع نطاق المهام المسندة إلى المثقفين، أن كرس الطبيعة الموسوعية للأديب، فصار يكتب القصيدة، أو القصة أو البحث أو المقالة، ويصدر رواية أو دراسة، وصار يلقب بالمثقف الشامل، ولم يعد ينظر إليهم إلى أنهم أدباء يكتبون للوطن، بقدر ما هم وطنيون يكتبون الأدب.

12

ثنائية: الرقابة/الحماية

نقل قضايا النشر من الرقابة الاجتماعية، إلى جهة الاختصاص في الحكومة (وزارة الثقافة والإعلام)، فالرقيب الحكومي جاء ليحل مشكلة الرقيب الاجتماعي، أي أن الحكومة أخذت زمام الأمر لحماية الأدب والأدباء، وفي المقابل حماية المجتمع وثوابته.