دروس الشهداء وصوت السفهاء
تفاعل
تفاعل
الثلاثاء - 26 يناير 2016
Tue - 26 Jan 2016
وصل جثمان النقيب خالد العليقي ـ تقبله الله مع الشهداء ـ إلى جامع الملك فهد، رحمه الله، بحائل ليصلى عليه بعد صلاة الجمعة، والذي قضى نحبه في ساحة من ساحات العز والشرف، مدافعا عن دينه ووطنه. وكانت خطبة الجمعة في أغلب مساجدنا تتكلم عن مظاهر الإسراف والتبذير وتحذر منها.
وقد راودتني خواطر عن موقف العز الذي وقفه خالد ورفاقه في وجه طغمة شر وإفساد. هؤلاء هم من يستحقون أن يكونوا أنموذجا وطنيا لشبابنا وقدوة لهم، في مقابل نموذج مشوه روج نفسه في الإعلام الجديد. هذا المشوه جمع موبقات شنيعة من بطر عيش، وفسق وتبذير، ومباهاة وتعصبات ورياء، وكلها تجتمع بمصطلح جديد «الهياط».
فاليوم ارتفع صوت السفهاء بالهياط، وملؤوا الآفاق بطرا وأشرا يرتجف العاقل من عاقبته، فإن لم يرتدع هؤلاء عن سفههم فحري بالمسؤول أن يأخذ على أيديهم.
وإن كان مع سفهاء التبذير وإخوان الشياطين بقية عقل فليتأملوا حولهم حيث الحروب والجوع والخوف في كثير من البلاد، ولسنا بأعز على الله منهم.
إن كان هؤلاء المبذرون يظنون ما يفعلونه كرما فلم لا نراه في مكانه الصحيح حيث الفقراء والمستحقون حقا ولا تبذير هنا؟
هناك من يخفي فساده وبطره وكفره بالنعمة ليحفظ صفته الاعتبارية، ولكيلا يلفت النظر إلى فساده، ولكي يستمر فيه. فبعضهم بنى ثروته أو بعض ثروته من طرق لم يأذن بها الله، وما أكثر صور الفساد في جمع المال، والمفسدون في إبداع مستمر.
رأيت بعيني كيف أن بعض المفاخرين بتبذيرهم يقهرون اليتيم، وينهرون السائل، ويمنعون الماعون.
كيف تعمى أبصارهم وتصم آذانهم عن قوله تعالى «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا»؟ إن ظروف اليوم الاقتصادية والسياسية تضرب بآثارها على الجميع بعموم، ويجب أن نكون في استنفار عام، كل بحسبه. لا يستقيم أن يضحي بعضنا بالمال والنفس، بينما آخرون يغسلون بدهن العود، ويجلس واحدهم على ذبيحة كاملة، ويستمر آخرون في سرقاتهم وترفهم وتنعمهم.
ففي حين يموت صفوة شبابنا شجاعة وتضحية في ميادين الشرف يتسابق سفهاؤنا ويتمادون في غيهم وإسرافهم.
فإن كان جنودنا مرابطين باذلين لأرواحهم فيجب على من دونهم تقديم دور في هذه الظروف من بذل مال وعناية بمحتاج، وأن يكفوا جشعهم ويغيروا من عاداتهم.
الوطنية والبذل للوطن ليسا أدوارا تمثيلية وكلمات مكررة وقصائد بالية، بل هما شعور عام يدعو للبذل والتضحية والتفاني.
اليوم من اغبرت قدماه على الحدود، ومن رابط في سبيل الله، ومن بذل نفسه، هو من يعلمنا معنى الجهاد للدين والوطن. لم تعد دروس الوطنية تؤخذ من أصحاب المشالح، ولا من أهل الرطانة، ولا من المتنفعين بترديدها وأصحاب المصالح منها.
إن أحاط بنا من البلاء ما أحاط بغيرنا فلن ينفعنا حينئذ مال وإن كثر، وأرض وإن وسعت، وقصور وسيارات وطيارات.
الله ابتلى قارون بسوء صنعه وابتلعته أرضه التي كان يفاخر بها وبكنوزها، ولم ينفعه يوما أنه فاخر بين قومه، فقد شمت به يوم عقابه من كان يتمنى بالأمس مكانه.
خاطرة أخيرة
إلى جنودنا البواسل! لا يغرنكم داء المفاخرة و»الهياط» الذي ابتلي به مرفهو قومكم، فلا تعجبكم كثرتكم، واعتصموا بحبل الله، وتوكلوا عليه، وما النصر إلا من عند الله، فإن الداء مستشر ومعد لمن تتبع وسائل التواصل، ورأيت بعض الصور التي تنبئ أن من بينكم من لديه بعض أعراض هذا الداء. كفانا الله وإياكم كل شر.
وقد راودتني خواطر عن موقف العز الذي وقفه خالد ورفاقه في وجه طغمة شر وإفساد. هؤلاء هم من يستحقون أن يكونوا أنموذجا وطنيا لشبابنا وقدوة لهم، في مقابل نموذج مشوه روج نفسه في الإعلام الجديد. هذا المشوه جمع موبقات شنيعة من بطر عيش، وفسق وتبذير، ومباهاة وتعصبات ورياء، وكلها تجتمع بمصطلح جديد «الهياط».
فاليوم ارتفع صوت السفهاء بالهياط، وملؤوا الآفاق بطرا وأشرا يرتجف العاقل من عاقبته، فإن لم يرتدع هؤلاء عن سفههم فحري بالمسؤول أن يأخذ على أيديهم.
وإن كان مع سفهاء التبذير وإخوان الشياطين بقية عقل فليتأملوا حولهم حيث الحروب والجوع والخوف في كثير من البلاد، ولسنا بأعز على الله منهم.
إن كان هؤلاء المبذرون يظنون ما يفعلونه كرما فلم لا نراه في مكانه الصحيح حيث الفقراء والمستحقون حقا ولا تبذير هنا؟
هناك من يخفي فساده وبطره وكفره بالنعمة ليحفظ صفته الاعتبارية، ولكيلا يلفت النظر إلى فساده، ولكي يستمر فيه. فبعضهم بنى ثروته أو بعض ثروته من طرق لم يأذن بها الله، وما أكثر صور الفساد في جمع المال، والمفسدون في إبداع مستمر.
رأيت بعيني كيف أن بعض المفاخرين بتبذيرهم يقهرون اليتيم، وينهرون السائل، ويمنعون الماعون.
كيف تعمى أبصارهم وتصم آذانهم عن قوله تعالى «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا»؟ إن ظروف اليوم الاقتصادية والسياسية تضرب بآثارها على الجميع بعموم، ويجب أن نكون في استنفار عام، كل بحسبه. لا يستقيم أن يضحي بعضنا بالمال والنفس، بينما آخرون يغسلون بدهن العود، ويجلس واحدهم على ذبيحة كاملة، ويستمر آخرون في سرقاتهم وترفهم وتنعمهم.
ففي حين يموت صفوة شبابنا شجاعة وتضحية في ميادين الشرف يتسابق سفهاؤنا ويتمادون في غيهم وإسرافهم.
فإن كان جنودنا مرابطين باذلين لأرواحهم فيجب على من دونهم تقديم دور في هذه الظروف من بذل مال وعناية بمحتاج، وأن يكفوا جشعهم ويغيروا من عاداتهم.
الوطنية والبذل للوطن ليسا أدوارا تمثيلية وكلمات مكررة وقصائد بالية، بل هما شعور عام يدعو للبذل والتضحية والتفاني.
اليوم من اغبرت قدماه على الحدود، ومن رابط في سبيل الله، ومن بذل نفسه، هو من يعلمنا معنى الجهاد للدين والوطن. لم تعد دروس الوطنية تؤخذ من أصحاب المشالح، ولا من أهل الرطانة، ولا من المتنفعين بترديدها وأصحاب المصالح منها.
إن أحاط بنا من البلاء ما أحاط بغيرنا فلن ينفعنا حينئذ مال وإن كثر، وأرض وإن وسعت، وقصور وسيارات وطيارات.
الله ابتلى قارون بسوء صنعه وابتلعته أرضه التي كان يفاخر بها وبكنوزها، ولم ينفعه يوما أنه فاخر بين قومه، فقد شمت به يوم عقابه من كان يتمنى بالأمس مكانه.
خاطرة أخيرة
إلى جنودنا البواسل! لا يغرنكم داء المفاخرة و»الهياط» الذي ابتلي به مرفهو قومكم، فلا تعجبكم كثرتكم، واعتصموا بحبل الله، وتوكلوا عليه، وما النصر إلا من عند الله، فإن الداء مستشر ومعد لمن تتبع وسائل التواصل، ورأيت بعض الصور التي تنبئ أن من بينكم من لديه بعض أعراض هذا الداء. كفانا الله وإياكم كل شر.