ما يُسمى بالحلم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 26 يناير 2016

Tue - 26 Jan 2016

في مثل هذه الأيام قبل خمس سنوات كان الربيع العربي يكاد يبدأ، كُتاب ومفكرون وتائهون ومتميزون وعاديون كانوا ينظرون إليه بشيء من الافتتان والإعجاب، وهذه حقيقة لا تتنافى مع حقيقة أخرى وهي أن أغلبهم فيما بعد أصبح يحبذ أن يضع عبارة «ما يُسمى» قبل أن يتحدث عن تلك الفترة.

و»ما يُسمى» عبارة تعني التنصل من المعنى الذي يليها، وأحيانا تعني التنصل من المعنى ومن كل شيء له علاقة بذلك المعنى!

الذين ملؤوا الميادين في تلك الأيام كانوا ورودا حقيقية تنبئ عن ربيع حقيقي، لكن هذا لم يحدث، ولم يكد يبدأ الربيع حتى انتهى، وحلّ خريف عاصف شديد الأذى.

فسد الربيع، لأن كثيرين كانوا يفكرون في بيع الورد قبل أن ينبت، كانوا يهتمون بالمكاسب قبل أن يبدؤوا العمل، أولئك يفسدون كل شيء وليس الربيع وحسب، الانتهازيون يفسدون كل فصول السنة!

هل فشل الربيع العربي؟ الإجابة هي بكل تأكيد: نعم، ولكن الفشل لا يعني أن الفكرة في حد ذاتها فكرة فاشلة، حين حاول عباس بن فرناس الطيران كانت النتيجة أنه وقع وانكسرت رقبته ومات، وكانت محاولته فاشلة بكل تأكيد، لكن هذا لا يعني أن فكرة الطيران نفسها كانت فكرة فاشلة وغير قابلة للتطبيق!

الناس البسطاء الذين أسعدهم الربيع العربي لم يكونوا يهتمون كثيرا بشكل «الحكم»، الذين أشغلتهم مسألة الحكم كانوا هم السبب في النتائج الكارثية، البسطاء لا تعنيهم المسميات التي لا تعني أي شيء، هم فقط كانوا يحلمون بحياة أفضل، وأن يعيشوا بحرية وكرامة، بغض النظر عن الشكل والمسمى لأنظمة الحكم.

وعلى أي حال..

أحلام الناس لا تموت ولا تسقط بالتقادم، وسيظل الناس يحلمون بغد أجمل ويأملون بأن تتحقق أحلامهم ويسعون إلى تلك الغاية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا!

[email protected]