التدبير نصف المعيشة

تفاعل
تفاعل

الأحد - 24 يناير 2016

Sun - 24 Jan 2016

ما سوف أتطرق إليه الآن ليس فكرة جديدة أريد طرحها من خلال هذا المقال، بل قد يكون سبقني في هذا الموضوع الكثير من الكتاب، ثم سيكتب بعدي آخرون عنه، وهذا هو المطلوب من أرباب الفكر وأصحاب الأقلام النيرة أن ينبهوا وينشروا الوعي لدى المتلقي والقارئ.

لأننا بصراحة في الخليج شعوب يغلب عليها التقليد الأعمى في كل شيء! ليس تقليدا للشعوب الأخرى في المفيد بل في كل شيء، وتقليد بعضنا بعضا في الغث والسمين، وفي السلبيات أكثر من الإيجابيات!

كل شعوب العالم تتغير حسب ظروف الحياة التي تعيشها، وتتأقلم مع اقتصاد دولها في حالة الارتفاع في الاقتصاد والانخفاض إلا نحن في دول الخليج! يبدو أننا لا نتغير أبدا حتى وإن بقي أحدنا يستدين من أجل أن يحيي الأفراح والليالي الملاح ويكرم ضيفه برؤوس الإبل أو ذبح الخرفان والمبالغة في كل شيء!

ترف في المعيشة قد يصل إلى كفر النعمة والعياذ بالله والعبث كما شاهدنا بأم أعيننا في المقاطع التي ترسل عبر قنوات التواصل، ليس الترف في بناء المنازل الفاخرة ولا شراء السيارات الفارهة ولا حتى في عمل حفلات الزواج وإنما حتى في الكماليات المنزلية بأصنافها وأشكالها وأدوات التجميل للنساء! صرف مفرط في شراء الجوالات والأدوات الكهربائية والإكسسوارات والملابس بشكل عجيب وغريب!

يجب أن يكون هناك وعي لدى المواطن الخليجي، فكلما ارتقى هذا الوعي كانت الأسرة أكبر قدرة على التصرف المالي المتوازن بين الاستهلاك والاستثمار لأموالها، مهما بلغت مداخيلها قلت أو كثرت، ويقال (التدبير نصف المعيشة)، وقيل أيضا في المثل الشعبي (مد رجلك على قدر لحافك). لذا المطلوب سياسة مالية مبنية على استراتيجية متوازنة.