احتفاظ المستثمرين بمراكزهم يزيد من جاذبية السوق المحلي

يؤكد استمرار محافظ المستثمرين في السوق السعودي متانة الاقتصاد وتشير إلى أنه ما زال جاذبا للاستثمارات، بحسب خبيرين ماليين تحدثا لـ«مكة»، مشيرين إلى أن اتجاه السعودية للتوسع في فتح أسواق وإتاحة مجالات جديدة للاستثمار يمثل فرصا اقتصادية جديدة لم تكن مطروحة للمستثمرين المحليين والدوليين من قبل.

احتفاظ بالمراكز

وأكد الخبير المالي الدكتور محمد العنقري أن احتفاظ المستثمرين في السوق المحلي بمراكزهم يعد السمة البارزة في الوقت الحاضر خاصة من يستثمرون أموالهم عن طريق الصناديق الاستثمارية المحلية والأجنبية، لافتا إلى أن سهولة حركة الأموال وانفتاح مختلف الأسواق على التداول بعد التيسير الكمي وسياسات التحفيز المالية لا تجعل بالضرورة أصحاب رؤوس الأموال يغيرون مراكزهم، خاصة من يستثمر منهم على المدى الطويل. وأشار إلى أن الفرص الاستثمارية في السوق السعودي أصبحت الآن أفضل، خاصة في بعض القطاعات ذات العوائد التي لا تتأثر بما يحدث عالميا أو ذات الميزة النسبية.

وقال إن توجه السعودية الحالي سيتيح فرصا استثمارية جديدة ستجذب إليها مستثمرين محليين ودوليين، مشيرا إلى أنه لا يؤيد تغيير المراكز الاستثمارية في الوقت الحاضر، نظرا لأن أوضاع الاقتصادات العالمية عامة غير مستقرة، بينما الاقتصاد يعتمد على بنية تحتية قوية.

فرص استثمارية مغرية

وأشار العنقري إلى أنه رغم مصاعب الأزمات الاقتصادية إلا أنها من جانب آخر تولد فرصا استثمارية مغرية، خاصة إذا كانت تنطلق من أسس اقتصادية رصينة، وهذا حال السوق الاقتصادي السعودي الذي اجتذب محافظ استثمارية دولية ضمن أسهم مختارة بعناية وبناء على دراسات. وأشار إلى أنه لا يملك إحصاءات عن حجم الأموال الخارجية التي دخلت، مشددا على أن الفترة المقبلة ستشهد توجها أكبر للصناديق الاستثمارية على حساب الاستثمار المباشر في السوق المالي. ولفت إلى أن إحصائات السوق المالي تشير إلى أن الاستثمار عبر الصناديق لم يتعد 3% من مجموع الاستثمارات المالية في السوق المالي بالرغم من المخاطر الكبيرة للاستثمار المباشر في السوق على المستثمرين الذين لا يملكون الخبرات الكافية.

تنوع المحافظ ميزة

من جانبه أشار رئيس محافظ النخبة في أحد البنوك طلب - عدم ذكر اسمه - إلى أن فترة الأزمات تظهر دائما أهمية الاستثمار بعيد الأمد عن طريق القنوات الاستثمارية التي تدار بأيدي خبراء متخصصين، لافتا إلى أن التنوع في استثمارات المحافظ يعطيها ميزة نسبية على الاستثمار المباشرة سواء في سوق المال أو العقار. وقال إن بعض المحافظ تضاعفت بأكثر من 10 أضعاف قيمتها خلال فترة لا تتجاوز 10 سنوات، وهي فترة شهدنا فيها انخفاضات مؤثرة عدة في سوق المال، منوها بأن أغلب عملاء النخبة ما زالوا محتفظين بمراكزهم، رغم احتفاظ بعضهم بالسيولة في البنوك.