أبوزيد: «بتونس بيك» شاهد مرحلة وليس كتاب نبوءات

موجة تسييس وراء توقفي عن المقالات
موجة تسييس وراء توقفي عن المقالات

السبت - 23 يناير 2016

Sat - 23 Jan 2016

u0631u062du0627u0628 u0623u0628u0648 u0632u064au062f u062au0648u0642u0639 u0643u062au0627u0628u0647u0627 (u0645u0643u0629)
رحاب أبو زيد توقع كتابها (مكة)
الذين نقلوا أبصارهم سريعا ما بين عشرات الإصدارات التي أبصرت النور للمرة الأولى في معرض جدة للكتاب، ربما استوقفهم ذلك الكتاب المعنون بأغنية لوردة الجزائرية وبرسم تعبيري مخاتل، وربما أعاد أحدهم النظر ليتأكد من أن الكاتبة رحاب أبوزيد صاحبة (الرقص فوق أسنة الرماح) و(بجناح واحد) هي كذلك مؤلفة (بتونس بيك).

1 - وجه فانتازي وأغنية شهيرة، هل كان الغلاف والعنوان هنا محاولة لإعطاء كتابك دفعة تسويقية؟

لم يكن التسويق سببا وحيدا، إنما اخترت العنوان بناء على أحد موضوعات الكتاب والذي يتناول قصة ساخرة ذات طابع اجتماعي، أما بالنسبة للوحة الغلاف فهي للفنان الشاب فيصل الخريجي ووجدت بها إيحاءات رمزية عميقة وضاربة في عمق محتوى الكتاب، حيث تطابقت مع ما أتطلع إليه وإلى إيصاله للقارئ.

2 - كتابة حقبة تاريخية في العنوان، ألا ترين أنها تفرض فهم المحتوى في مدى زمني معين؟

هدفت إلى الاستشهاد على حقبة زمنية متغيرة عبرت أطياف المجتمع السعودي وتقاطعت مع قضايا كبرى متفاوتة، حيث إن ما كان يعتبر قضية مثيرة في التسعينات الميلادية لم يعد كذلك بعد الألفية الثانية، في حين أن بعض القضايا لا تزال مطروحة لليوم ولم يجر عليها أي تغيير يذكر رغم مرور الزمن.

3 - هل نستطيع أن نقول إنه كتاب لنبوءات متحققة؟

لا يمكنني وصفها بالنبوءات بقدر ماهو حدوث تغير فعلي في القضايا المطروحة واستجابات رسمية لمطالب منها

ما يتعلق بالأحوال المدنية ودعم الشباب وأوضاع المطلقات وحقوق أبناء المطلقات وأبناء غير السعوديات لآباء سعوديين وأبناء السعوديات لآباء غير سعوديين، بالإضافة إلى إجراء تغييرات جذرية في قطاعي التعليم والصحة خلال السنوات القليلة الماضية.

4 - اختلاف تجربة الكتاب عن ما اعتاده قراؤك، هل يمهد لاختلافات مشابهة على مستوى أعمالك الأدبية؟

هذا استشراف جيد، لكن أفضل أن أبقى وكتاباتي ضمن نطاق غير المتوقع ولا يمكن التنبؤ به.

5 - لديك تجربة في الكتابة الصحفية، إلى أي مدى ترين أنها أثرت على رحاب الأديبة ومشروعها الإبداعي؟

تنتصر الكتابة الصحفية على ذهنية الأديب وتطغى في أسلوبه لدى حالة واحدة، عندما يستسلم لحس الصحفي بداخله ويعلي صوت اللغة المباشرة دون تتبع خط درامي دقيق ودون حبكة فنية مدروسة، فقط عندما يطوع الفكرة بأسلوب التحقيق الاستخباراتي أو الإعلامي الذي يقتضي أن تكون كل عبارة في خدمة عبارة تليها في تخل عن الأفق والخيال الأوسع للحقائق والتطورات.

الأديب والروائي يجب أن ينظر للأحداث نظرة شمولية

ولا يتوقف عند أحداث الساعة وما يشغل الناس، في حين أن كاتب المقالات يتابع يوميا ما يطرأ على الساحة الإخبارية، وهذا لا يعني أن الأديب لا يتابع، لكن الفارق يكمن في جهاز التلقي عند كليهما ومن ثم في الأدوات المستخدمة ضمن رؤية شاملة ودقيقة في الوقت نفسه، تختلف بلا شك عن الرؤية والهدف الإعلامي.

6 - إذن في أي سياق يمكن قراءة توقفك عن كتابة المقالات بعد تجربة استمرت لأكثر من 15 عاما؟

توقفت، لأن الأجواء الإعلامية طغت عليها موجة تسييس ضاربة في أهمية وجدوى الكتابة في موضوعات غير السياسة، كما أن أدلجة الكاتب أصبحت الشغل الشاغل لبعض المتلقين أكثر من فكرة عميقة مطروحة، في المقال أبذل جهدا كبيرا ومتواصلا في البحث والتقصي والتحليل، لكن التأويلات أحيانا تفسد المغزى الذي نكتب من أجله، توقفت لأختبر مدى ما أتحلى به من إخلاص لفكرة الأدب من أجل الأدب، ولأترك فرصة لحجم الثرثرة بالتلاشي حتى يأتي زمان تعود فيه هيبة الكتابة الفكرية والمجتمعية والمعرفية.

7 - أخيرا، هل ترين التغريدة ومقطع الفيديو بديلا أكثر عصرية لدور الكتابة الصحفية في صنع القرار وتشكيل الرأي العام؟

لا أستطيع إنكار أن وسما حيويا قد يشكل ضغطا على جهة ما بوصوله لتريند يحرك المياه الراكدة داخل تويتر وخارجه، لكن تغريدة أيضا هي نفسها من تنقل رابط المقال من صحيفة لا يقرؤها أحد إلى جمع المهتمين، كنت

وما زلت أؤمن بأن جميع الوسائل تكمل بعضها البعض، واليوم أنا لا أغرد كثيرا أيضا للأسباب نفسها.