زكي داغستاني.. في الذاكرة

مكيون
مكيون

السبت - 23 يناير 2016

Sat - 23 Jan 2016

من الكتابات الصعبة أن يكتب المرء عن الوالدين والأساتذة والمشايخ؛ لأنهم أصحاب فضل وحق دائمين، ولن نستطيع أبدا أن نعطي ما لهم من الاحترام والتقدير والإحسان.

ومن هؤلاء شيخنا الشيخ محمد زكي عمر داغستاني؛ القارئ المكي المعروف، الذي تشرفت - وباعتزاز- حفظ القرآن الكريم على يديه بمكة المكرمة، وفي حرم الله الآمن بالمسجد الحرام، وكأني بين يديه الآن في باب إبراهيم - عليه السلام - أتلو (البقرة) و(آل عمران)، وفي باب الزيادة أسمعه (النساء) و(المائدة)، وفي داره العامرة في جبل هندي أتحدث معه أحاديث الإخوان والأحباب والأصدقاء.

كان شيخنا إذا انتهى من تسميع طلابه جلس وحده، وقرأ جزءا أو جزءين: وذلك من ورده المعتاد الذي خصصه لنفسه، خوفا من تفلت الحفظ؛ وهكذا الحفاظ والقراء يتدارسون فيما بينهم أو مع أنفسهم، لكي يتقوى الحفظ في صدورهم.

وأما صوته في القراءة فلا يخفى على الكثير من طلابه ومحبيه؛ صوت عذب شجي جميل لا يمل منه المستمع؛ وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده.

وشيخنا شخصية معروفة في التعليم والإعلام، وقبل أن يتقاعد كان له نشاط واسع ومشاركات فعالة في الإذاعة والتلفاز والاحتفالات الملكية الرسمية، لأنه من القراء الأوائل بالمملكة.

ومن زملائه: الشيخ عباس مقادمي، والشيخ سراج قاروت، والشيخ رضا قاري (يرحمهم الله تعالى)، ومن طلابه - وهم كثيرون - د.محمد أيوب يوسف، د.عبدالله نذير، وكاتب هذه السطور.

إنه الشيخ زكي داغستاني، صاحب القراءة الحجازية المتميزة، والصوت القوي المؤثر، الأثير عند الناس، وبخاصة أبناء جيل الثمانينات والتسعينات الهجرية.

الشيخ محمد زكي داغستاني، ولد في مكة المكرمة عام 1345هـ وتلقى تعليمه في كتاتيب مكة، ثم حفظ القرآن الكريم على يد شيخ القراء - في ذلك الوقت - الشيخ أحمد حجازي، ونال منه شهادة حفظ القرآن الكريم عام 1369هـ، وله من العمر أربعة وعشرون عاما.

عين معلما في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في مكة سنة 1374هـ، ومعلما لدى جماعة تحفيظ القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف عام 1385هـ. وتخرج على يديه عدد كبير من حفظة كتاب الله، وهم ينتشرون الآن في جميع أنحاء المملكة، وكثير من البلدان العربية والإسلامية.

حرص في تعليمه على أن يحفظ القرآن الكريم مرتلا مجودا، مع التدبر والتمعن، وإحسان الأداء وجماله، في غير تعجل في ختم القرآن.

توفي شيخنا - رحمه الله تعالى - في يوم الجمعة 21 جمادى الآخرة 1425هـ ودفن في المعلاة.