هل الشباب التونسي ضحية الفساد والوعود الجوفاء؟

السبت - 23 يناير 2016

Sat - 23 Jan 2016

u062eu0631u064au062cu0648u0646 u0639u0627u0637u0644u0648u0646 u0639u0646 u0627u0644u0639u0645u0644 u064au062au0638u0627u0647u0631u0648u0646 u0641u064a u062au0648u0646u0633 (u0625 u0628 u0623)
خريجون عاطلون عن العمل يتظاهرون في تونس (إ ب أ)
«ابني ضحية الفساد والتهميش والوعود الجوفاء»، بهذه العبارة يلخص عثمان اليحياوي الوضع الذي يواجهه الشباب بعد أن أشعلت وفاة ابنه خلال تظاهرة في القصرين وسط البلاد موجة من الاحتجاجات الاجتماعية في تونس.

توفي رضا اليحياوي عن 28 عاما عندما أصيب بصعقة كهربائية السبت الماضي بعد أن تسلق عمود كهرباء أثناء الاحتجاج مع آخرين على سحب اسمه من قائمة التشغيل في القطاع العام.

وبعد يومين من الاحتجاجات في المنطقة الفقيرة في وسط تونس حيث تستشري البطالة انتقلت الاحتجاجات على التهميش إلى ولايات أخرى.

الفساد قاتل الشباب

وأقيل مسؤول كبير في القصرين بعد وفاة رضا وفتح تحقيق حول مسببات تعديل قائمة التشغيل. لكن عثمان اليحياوي لديه إجابة بسيطة على الأمر، يقول الأب البالغ من العمر 65 عاما بصوت يخنقه الغضب «لولا الفساد لما شطب اسم ابني ولكان لا يزال حيا، طالما أنهم بحاجة لأكتاف (واسطة) للحصول على وظيفة سيموت شباب آخرون مثله».

ففي يوم السبت «الأسود» كما يقول، كان رضا الحامل لدبلوم مهني في الكهرباء يسعى لمقابلة المحافظ لفهم لماذا حرم من فرصة العمل، تجوهل طلبه وهذا ما أدى إلى وفاته برأي والده الذي يسكن في حي الكرمة الفقير في المدينة التي يسكنها اكثر من 80 ألف نسمة والقريبة من الحدود مع الجزائر.

ويتابع عثمان الأب لستة أولاد وابنتين أخريين حديثه «إذا لم أحصل على حق ابني، أنا مستعد للتضحية بغيره»، مطالبا بتعويض مالي عن وفاة رضا وبأن تعترف السلطات به شهيدا مثل 338 من ضحايا الإرهاب وضحايا القمع الدامي للانتفاضة التي جرت في نهاية 2010 ضد نظام زين العابدين بن علي.

ومنذ السبت، يشارك عثمان اليحياوي مع مئات آخرين في الاحتجاجات اليومية أمام مقر الولاية وسط انتشار أمني كثيف.

شباب فقير ويائس

محرز البالغ من العمر 36 عاما يذكر أن إهمال الدولة لهذه المنطقة المهمشة منذ عشرات السنين هو السبب في موت رضا، ويضيف الشاب الباحث عن عمل أن الوضع الاجتماعي شديد الصعوبة، موضحا أن السلطات «تدفع الشباب الفقير على التوجه نحو الاتجار بالمخدرات أو الإرهاب» بعد أن التحق آلاف التونسيين بصفوف التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا المجاورة.

ويشاركه الرأي كثير من شباب القصرين، حيث يرتسم الفقر على كل شيء فيها من الطرق المهملة إلى الأحياء المكتظة والمساكن المتهالكة. ويقول إبراهيم (24 عاما) وهو ينتعل حذاء مهترئا «نحن هدف سهل للتنظيمات الإرهابية، نحن في حالة من التشاؤم والقرف واليأس بحيث إننا يمكن أن نسير خلف الشيطان للخروج من هذا البؤس».

السياسيون لا يفهمون شيئا

أما الخريجة الجامعية فوزية الرتيبي، فتشير إلى أنهم يعانون من كثير من الظلم ولم تعد بهم طاقة للاحتمال، وأنه لقد طفح الكيل، وتضيف الشابة التي تعاني من البطالة منذ ثلاث سنوات أنها مستعدة للعمل مقابل 200 دينار في الشهر (90 يورو) حتى تتمكن من شراء الدواء لأمها المريضة.

وأمام هذا المشهد المتكرر بعد خمس سنوات من إحراق البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد وانطلاق الثورة على النظام، يقول سليم (27 عاما) وقد غطى نصف وجهه بمنديل، إن هذا دليل على أن «سياسيينا لم يفهموا شيئا».

ويضيف وهو يشارك مع عشرات آخرين في قطع الشارع الرئيس في المدينة بالإطارات المشتعلة «أعتقد أن الوقت حان لكي نجعلهم يفهمون ولكي يرحلوا».

«عمل، حرية، كرامة وطنية» ذلك ما كان يردده المحتجون مستعيدين شعارات الثورة التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي الذي تولى السلطة بلا منازع طيلة 23 عاما.

ما يقوله أهل القصرين

  • والد رضا: إذا لم أحصل على حق ابني، أنا مستعد للتضحية بغيره

  • نحن في حالة من التشاؤم والقرف، بحيث إننا يمكن أن نسير خلف الشيطان للخروج منها

  • لقد طفح الكيل

  • سياسيونا لم يفهموا شيئا

  • الفقر دفع الآلاف للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية