باكستان تعاني من إخفاقات حملتها ضد التطرف

السبت - 23 يناير 2016

Sat - 23 Jan 2016

u0628u0627u0643u0633u062au0627u0646u064au0648u0646 u064au0624u062fu0648u0646 u0635u0644u0627u0629 u0627u0644u062cu0646u0627u0632u0629 u0639u0644u0649 u0636u062du0627u064au0627 u0627u0644u062cu0627u0645u0639u0629 (u0623 u0641 u0628)
باكستانيون يؤدون صلاة الجنازة على ضحايا الجامعة (أ ف ب)
يرى عدد من الخبراء أن هجوم طالبان على جامعة بشمال غرب باكستان يسلط الضوء على إخفاقات الحملة الواسعة ضد التطرف التي أطلقت قبل عام في سياق أسوأ اعتداء شهدته البلاد.

فالاعتداء على جامعة باشا خان في شرسادا الذي خلف 21 قتيلا الأربعاء الماضي زعزع الشعور الهش بالأمان الذي عاود الظهور بهذه المنطقة بعد الهجوم على مدرسة في مدينة بيشاور المجاورة في 16 ديسمبر 2014.

أوجه الشبه العديدة بين هذين الهجومين اللذين تبناهما نفس الفصيل في حركة طالبان تعطي الانطباع بأن السلطات عاجزة على حماية الأولاد على ما أكد الأهالي المحزونون.

وقال ظاهر الدين والد تلميذ قتل في 2014 في المجزرة التي ارتكبها فصيل من طالبان بدم بارد وذهب ضحيتها أيضا أكثر من 150 شخصا في تلك المدرسة غالبيتهم من التلامذة، وأكد أن «معلمين وتلامذة سقطوا مجددا شهداء». وأضاف أن «الحكومة فشلت ولم تنجح في توفير الأمان لنا».

لكن ذلك الاعتداء على مدرسة يديرها الجيش دفعت العسكريين لتكثيف هجوم لا يزال جاريا ضد الجماعات المسلحة في المناطق القبلية بشمال غرب البلاد، وأدى لمقتل آلاف الأشخاص وتقهقر بعض المقاتلين لأفغانستان.

وكانت الحكومة أطلقت خطة تحرك وطني طموحة.

لذلك فإن 2015 كان العام الأقل دموية منذ بروز حركة طالبان الباكستانية في 2007، مع مقتل 1279 شخصا بهجمات إرهابية بحسب مرصد بورتال للإرهاب في جنوب آسيا.

واعتبر سعد خان الخبير المقيم في بيشاور والضابط السابق أن طالبان يريدون من وراء اعتدائهم على الجامعة أن يظهروا أن بإمكانهم «مهاجمة أي هدف» بالرغم من تراجعهم.

ورأى الأخصائي في المسائل الدفاعية طلعت مسعود من جهته أن الحكومة والجيش لا يزال أمامهما الكثير من العمل في مكافحة الإرهاب.

ولفت مسعود إلى أن الهجوم «يتبع النمط نفسه، وهو أن المتطرفين يبحثون عن أهداف سهلة، لأنه يستحيل بكل بساطة حماية كل الأهداف بخاصة تلك القريبة من الحدود مع أفغانستان».

هجوم انتقائي

واعتبر أن «على باكستان أن تذهب أبعد من ذلك، فهناك مواطن ضعف في خطة التحرك الوطني التي لم تطبق بطريقة مرضية».

وبموجب هذه الخطة التي تتضمن 20 نقطة، أنشئت محاكم عسكرية واستأنفت باكستان تنفيذ أحكام الإعدام بعد توقف لست سنوات.

لكن فاعلية هذه التدابير تثير الجدل، فيما يبدي المجتمع المدني أسفه لتنفيذ القليل في ما يتعلق بالتدابير المقررة الأخرى، خاصة إصلاح البرامج المدرسية ومراقبة آلاف المدارس القرآنية المنتشرة في البلاد والمتهمة بأنها تربة خصبة للتعصب.

ويأسف عدد من المراقبين أيضا لتأخر السلطات في التصدي لبعض أنماط التطرف بخاصة الجماعات المسلحة التي تستهدف الهند العدو الجار.

وهكذا أقدمت باكستان في الآونة الأخيرة على توقيف أعضاء وإقفال مكاتب لجماعة جيش محمد التي تتهمها نيودلهي بأنها مسؤولة عن هجوم على قاعدة عسكرية جوية بالهند مطلع يناير، لكن بعض كتاب الافتتاحيات عبروا عن قلقهم لاستمرار وجود مكاتب لهذه الحركة رغم أنها محظورة مبدئيا منذ 2002.

واعتبر بعض أقرباء ضحايا الاعتداء على المدرسة في بيشاور أواخر 2014، أن ذلك الهجوم هو مؤشر إلى أن على المواطنين أن يتولوا الأمور بأيديهم.

وقال أجون خان الذي فقد ابنه الوحيد التلميذ بالمدرسة التي ارتكبت فيها المجزرة «إننا ندرك ألم من يرسل ابنه للمدرسة أو الجامعة ويراه يعود جثة هامدة».